قال رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض هيثم المالح، إن القضية ليست في الأسلحة الكيماوية، وإنما في الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد والتي راح ضحيتها أكثر من 125 ألف شهيد، إلى جانب تشريد الملايين ومئات الآلاف من الجرحى وأصحاب العاهات المستديمة.. وأكد المالح في تصريح ل «عكاظ»، أن هذه الجرائم تعد جرائم ضد الإنسانية يتعين تعقب النظام وأفراد عصابته عليها. وقلل من شأن قرار مجلس الأمن في شأن تفكيك الأسلحة الكيماوية، معتبرا أن نظام الأسد مستعد أن يفعل كل شيء وأي شيء لكي يبقى في الحكم. ورأى أن هذا هو جوهر المخطط الروسي من وراء الاقتراح الذي تقدمت به موسكو وتلقفه الغرب بقوة، مشيرا إلى مسؤولية المجتمع الدولي ومجلس الأمن في التصدي لجرائم نظام الأسد الذي دمر دولة وشعبا بأكمله. وحمل المالح على واشنطن بقوة واتهمها بعدم تقديم أي دعم حقيقي للمعارضة وللثورة السورية، قائلا: إنه لايثق بجدية الولاياتالمتحدة في التعامل مع جرائم نظام الأسد، معتبرا أن همها الأول هو كيفية حماية إسرائيل من هذه الأسلحة وليس الشعب السوري. واتهم المالح الإدارة الأمريكية بتعمد تمييع القضية على حساب مصالح الشعب السوري، وقال إننا لم نتلق منها سوى بعض المساعدات الهزيلة ذرا للرماد في العيون، في الوقت الذي تعمدت خلاله حظر التسلح على الجيش السوري الحر وتركته رهنا لمقصلة النظام. وشدد المعارض السوري على أن التحركات الدولية الراهنة، وخاصة من جانب واشنطن تخدم مصالح ومخططات إسرائيل ونظام الأسد ولاتخدم الثورة السورية، وتساءل: هل سيسمح المجتمع الدولي للأسد وعصابته أن يفلت بجريمته التي تعد جرائم حرب بحق الإنسانية لاتسقط بالتقادم؟. وقال المالح إنه حتى الآن لم يتم تحديد أسماء الوفد الذي سيمثل المعارضة في مؤتمر جنيف2، مضيفا إن ما صرح به رئيس الائتلاف أحمد الجربا مؤخرا حول المشاركة في المؤتمر لم يتم التشاور حوله داخل الائتلاف المعارض. وأشار إلى أن هناك رؤية خاطئة للمجتمع الدولي ولمجلس الأمن في قراره الأخير تجاه المسألة في سوريا، إذ إنهم يتعاملون وكأن المشكلة هي مع بشار الأسد فيما بشار الأسد لم يعد له شأن في القرار، معتبرا أن المواجهة هي مع إيران، هناك في سوريا ستون ألف مقاتل من الحرس الثوري ومن حزب الله ومن الحوثيين والميليشيات الشيعية العراقية يخوضون حربا طائفية في سوريا، وبالتالي فإننا سنذهب إلى جنيف2 لمحاورة إيران أم بشار الأسد. ورأى المالح أن مشاركة المعارضة في جنيف2 يجب أن تخضع لشروط ومعايير اتفقنا عليها في وقت سابق، وإن أية مشاركة خارج هذه المعايير ستكون مضرة بالثورة السورية وبمصالح الشعب السوري. وحول الانشقاقات الحاصلة والخلافات بين الكتائب المسلحة في المعارضة قال المالح «من الطبيعي وجود هكذا خلافات وسط هذه المراوحة وهذا التردد بمواجهة اللحظات الحاسمة، علينا كقوى سياسية أن نواكب نبض الأرض وأن نكون وفقا لتوجهات شعبنا في الداخل وفي مخيمات النزوح ولس وفقا لأهواء الخارج ومصالحه. وقال إنه وسط كل هذه المعطيات يبرز إشكال بإمكانية انعقاد مؤتمر جنيف2، مؤكدا أن هذه الثورة لايمكن لأحد تجاوزها.