يصر حجاج بيت الله الحرام عند تواجدهم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة عدد من المناطق والمساجد التي تترك أثرا بالغا في نفوسهم، ما جعل بعض شباب المدينةالمنورة يتخذون من هذه المزارات وسيلة للكسب المادي السريع أثناء فترة الحج، حيث يتجول الشاب بسيارته في المنطقة المركزية مناديا «مزارات» بجميع اللغات، فيستقل الحج السيارة في جولة تستغرق من الزمن ساعة يدفع فيها ما يطلبه السائق مهما كانت التكلفة. وتبدأ الجولة من الحرم النبوي الشريف وتنتهي في مسجد القبلتين حيث يزور الحج عدة معالم تاريخية ومن ضمنها «مسجد الغمامة، مسجد قباء، مسجد الجمعة، جبل أحد، المساجد السبعة، جبل الرماة، مسجد أبيار علي، وأخيرا مسجد القبلتين»، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأثرية، ويقول حسام (سائق حافلة خلال فترة الحج) إن فترة الحج وسيلة للكسب المالي حيث نعتمد على وجود كثافة في زوار المسجد النبوي، ونقوم بتوصيلهم إلى المناطق التاريخية في المدينةالمنورة، وذلك يكون بملغ مالي معقول، ولا تتجاوز الجولة حول المناطق المراد زيارتها ساعة من الزمن، مضيفا يقوم أغلب الشباب الذين يعتبرون موسم الحج موسما ينتعش فيه أبناء المدينة اقتصاديا ويقومون بمساعدة الحجاج ويكسبون المال، مستطردا أنا موظف حكومي ولكن في فترة الحج أحصل على إجازة وأعمل على سيارتي في توصيل الحجاج، حيث أعمل لمدة 12 ساعة، أكسب فيها الكثير من المال ولله الحمد، حيث تتجاوز مكاسبي في اليوم الواحد مبلغ ال700 ريال، وهذا المبلغ لا يمكن تجميعه سوى في أيام الحج فقط، لافتا إلى أن فترة الموسم الثاني من الحج يكثر فيه الطلب على مزارات المدينة، حيث يكثير الحجاج وتكون نسبة أشغال الفنادق مائة بالمائة، ما يزيد الدخل المالي خلال هذه الفترة. وينصح حسام الشباب الذين يتكسبون في أيام الحج بمراعاة الله في ضيوف الرحمن الذين تكبدوا عناء السفر من بلدان بعيدة وتحملوا مصاريف مالية كبيرة، لكي يؤدوا فريضة الحج، لافتا إلى ضرورة أن يتعاملوا مع الحجاج بكل احترام وتقدير، حتى يتركون انطباعا طيبا لدى الحجيج عن شباب المدينة. أما هاني عبد السلام (حاج مصري) فيقول: الحمد الله الذي وفقني في زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تجد الراحة والسكينة وأنت في مسجد سيد الخلق، وأكثر ما يلفت انتباهي هو حسن الخلق سكان المدينة وتلطفهم معنا، كما أشيد بمسؤولي الحرم النبوي الشريف الذين لا يألون جهدا في تقديم كل الدعم والمساعدة للحجيج، مضيفا: استغل وقتي في المدينةالمنورة في زيارة المساجد التاريخية والمعالم الإسلامية حيث أقوم بجولة حول تلك المساجد واستمتع بمشاهدة التاريخ وأتخيل الأحداث التي جرت في تلك المناطق حيث كنت في جبل الرماة وتخليت المعركة التي جرت في جبل أحد من خلال مشاهدتي للجبل على الطبيعة مما جعل سعادة تغمرني ولم تسعن الدنيا من شدة فرحتي وأنا أشاهد التاريخ الإسلامي على أرض الواقع، كما قمت بزيارة مسجد القبلتين ومسجد قباء ومسجد الغمامة، حيث أقوم بزيارته باستمرار خلال فترة تواجدي في المدينةالمنورة من شدة عظمة المكان وهيبة أرض المدينة، حيث ‘نك لا تمل من تكرار الزيارة والتقاط الصور التذكارية حيث إن فرصة التواجد على أرض المدينة يجب أن تستغل من الحاج وأن ينعم بمشاهدة التاريخ على جغرافيا المدينة، لافتا إلى أن أسعار المركبات التي توصل الحاج معقولة ومناسبة حيث أقوم بجولة حول جميع مساجد المدينة التي له أثر بالغ في نفوس المسلمين 50 ريالا فقط، موضحا أن تعامل شباب المدينة من أحسن ما يكون فهم متواضعون جدا ومحترمون ويقدرون الحاج ويقدمون له الخدمات ومساعدته عند طلب المساعدة فما أروع المدينة وأهلها. يوافقه الرأي محمد خان (حاج باكستاني) حيث تحدث قائلا: بمجرد خروجي من الفندق أجد سيارات نقل الحجيج تملأ الشوارع في المنطقة المركزية بالحرم، حيث ينتشرون بكثافة في أيام الحج وذلك لتسهيل نقل الحجاج من مكان إلى آخر، كما أن هذه الظاهرة إيجابية للحاج وذلك لكي تنخفض الأسعار الموصلات نظرا لكثرة السيارات التي تتنافس في جلب الحجاج، وأضاف بمجرد الانتهاء من صلاة العشاء أقوم بجولة حول المساجد والمناطق التاريخية، حيث قمت بزيارة مسجد قباء وأديت فيه صلاة العشاء وزرت كذلك مسجد الغمامة الذي يتمتع بشكل حضاري لافت، وتوجهت لزيارة جبل الرماة والتقط بعض الصور التذكارية على هذا الجبل، حيث أحاول أن أزور جميع المناطق التي لها أثر بالغ في نفوس المسلمين، كما أنها تعيد للذاكرة العصر الإسلامي الماضي الذي كان ينعم بقوة الإسلام وهيبته، واستطرد ما يميز تلك الأماكن أنك لا تمل من مشاهدتها وحيث أقوم كل يوم بنفس الجولة، حيث قمت بزيارة جميع المناطق المذكورة كل منطقة أجمل من ثانية، كما أن تلك الزيارات تقوي إيمان المسلم وتحثه على السعي في الخير، لافتا إلى أن أبناء المدينة لم يقصروا، كما أنهم يتمتعون بالأخلاق العالية والكريمة.