كشف قائد هيئة الأركان اللواء سليم إدريس أن السلاح الذي يأتي إلى الأركان، لا يتجازو 01 في المائة من احتياجات الجيش الحر للقتال مع النظام، مشيرا إلى أن هذه الكمية لا تمكن الحر من مواجهة جيوش حزب الله وإيران وميليشيات المالكي. وقال في حديث موسع أجرته «عكاظ» إن نظام الأسد ضاعف أعمال القتل والتدمير بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن الضربة، موضحا أن النظام سيفهم من التراجع أن العالم ترك الشعب السوري دون حماية. وأضاف أن المطلوب أن ينال بشار الأسد عقابه على كل أعمال القتل والتدمير، وليس على الهجوم الكيماوي فقط، محذرا الغرب من العمل على ترتيب صفقات على حساب الشعب السوري. كما أبدى اللواء إدريس الثقة الكاملة بالدول الغربية، مؤكدا أنها تريد حل الأزمة السورية ومستعدة لتزويد المعارضة بالسلاح، إلا أنها في كل مرة تبدي مخاوف من عدم استخدام السلاح في المكان المناسب.. فإلى تفاصيل الحوار الموسع: كيف قرأت الاتفاق الروسي الأمريكي حول نزع السلاح الكيماوي من النظام، وتراجع فرص الضربة الأمريكية؟ بات واضحا أن تردد الإدارة الأمريكية في موضوع معاقبة نظام بشار سيطلق يد النظام السوري في القتل والتدمير أكثر من قبل، وبالطبع فإن النظام سيفهم من هذا التردد أن العالم ترك الشعب السوري دون حماية. بينما المطلوب أن ينال بشار الأسد عقابه على كل أعمال القتل، وليس على الهجوم الكيماوي فقط. لقد حان الوقت لوضع حد للمأساة السورية ويكفي الشعب السوري دفع ثمن مراوغات النظام، فالنظام يحاول كسب الوقت وتمييع الضربة واختراق الرأي العام الأمريكي فضلا عن خلق حالة من التردد في الكونغرس. البعض قرأ تشجيعكم على الضربة الأمريكية، تدخلا عسكريا على غرار ما حدث في العراق؟ أبدا.. الضربة لا تعني التدخل العسكري، ونحن نرفض وجود أي قوى غربية عسكرية على الأرض السورية، فالجيش الحر قادر على إسقاط النظام لو تم تعطيل القدرات الجوية التي يمتلكها النظام. ما هو موقف الأركان من الاتفاق الروسي الأمريكي؟ المبادرة التي طرحتها روسيا حول وضع سلاح الأسد الكيميائي تحت الرقابة الدولية، هي مجرد أكاذيب لمحاولة كسب الوقت وإيجاد مخرج من العقاب، فروسيا تحاول خداع الرأي العالمي عامة والغربي خاصة في هذه المراوغة واللعبة المكشوفة التي تقوم بها، وهي بهذا تشجع على انتشار الإرهاب في العالم والعمل على تقوية النفوذ الإيراني في المنطقة متمثلا بحزب الله الإرهابي وخاصة بعد أن تأكدنا من أن النظام المجرم في سوريا قام بنقل الكثير من مخزونه الكيميائي إلى لبنان وتسليمه لحزب الله خلال الأسبوع الأخير. منذ شهرين نشطت جبهة الساحل.. لكنها توقفت والسبب بعض الاتهامات بغياب الدعم.. ماذا تقول؟ حقيقة الأمر أن جبهة الساحل منذ تأسيس الأركان كانت تأخذ حصتها من الإمداد العسكري الذي يصل إلى هيئة الأركان وبعلم قائد الجبهة وبعلم أعداد لا بأس بها من الإخوة الذين يعملون معنا، لكن نحن كنا دائما نقول إن الامداد الذي يأتي قليل وكنا نشكو في لقاءاتنا مع الإعلاميين وإخوتنا الداعمين وأصدقائنا مرارا وتكرارا وأصبحت هذه القضية معروفة بأن الدعم والمدد الذي يأتينا أقل من عشر حاجياتنا وبالتالي هذا يخلق حالة يشعر فيها معظم القادة بأنهم لا يحصلون على شيء. ماذا أرسلتم من أسلحة نوعية؟ لن نستطيع التحدث بمثل هذه الأمور، لكن ما نستطيع الكشف عنه أننا أرسلنا مجموعات قوات موجودة تحت أيدينا، حيث أرسلنا ثلاث مجموعات هاون ومجموعة رمي صواريخ قصيرة المدى ومع كل ذلك سنتابع نحن الدعم، قد يكون زخم العمليات انخفض قليلا والسبب الوحيد في ذلك هو عدم توفر الذخائر التي تسمح للمقاتلين باستمرار العمليات، وأيضا من ناحية أخرى نحن نقاتل جيشا مدعوم ومعه مقاتلون من حزب الشيطان وإيران ومرتزقة عراقيون ولديه إمكانيات هائلة، وطبعا عندما نتقدم فهم لا يتفرجون، فهم يقومون بحشد إمكانيات هائلة وتكثيف الطيران واستخدام البراميل المتفجرة ويبدأون الرد، فعندما نقول توقفت المعركة في الساحل فهي في الحقيقة لم تتوقف، والتقيت منذ مدة قريبة جدا مع رئيس جبهة الساحل ونحن على تواصل معه بشكل دائم ومستمر، وأؤكد لك أن معركتنا في الساحل لم تتوقف، وأنا عبر وسيلتكم الإعلامية أريد أن أتوجه إلى الإخوة جميعا بأن رئاسة الأركان جادة في معركة الساحل وأنه لا توجد أوامر لأحد بالانسحاب وأننا نحن نريد أن نحرر الساحل ونريد أن نحرر سوريا من طغمة الطغيان في سوريا وطغمة القتل والإجرام وعندما ينخفض رتم العمليات أو وتيرة العمليات فإن الأسباب تتعلق بالإمكانيات التذخيرية وإمكانيات إمداد الجبهة بما تتطلب لمواصلة العمليات القتالية. ثمة فصائل وكتائب مقاتلة تقول إن هيئة الأركان لا تعمل شيئا على الأرض، وإن هيئة الأركان يأتيها السلاح ولا نعلم عنه شيئا، كما كثرت الاتهامات على هيئة الأركان عدا عن الاتهامات لشخصك.. لماذا لا تخرجون إلى هذه الكتائب ولهذه الفصائل المقاتلة وتوضحون لهم حقيقة التسليح وحقيقة ما يأتيكم من سلاح على الأقل حتى يشاع جو من الثقة بدلا من جو التوتر المملوء بالاتهامات والتشكيك؟ لا يوجد تنظيم شبه عسكري أو عسكري يعمل بالطريقة التي يريدنا الإخوة أن نعمل بها، فأنا لا أستطيع أن أصل كشخص إلى جميع الكتائب الموجودة على الأرض، نحن نعمل ضمن مؤسسة، والكتائب التي تعمل إذا كانوا فعلا يعترفون بأنهم يعملون تحت ظل هيئة الأركان والكتائب لها قيادات مجالس عسكرية وقيادات المجالس لها قيادات جبهات وقيادات الجبهات لها رئاسة أركان وهي تعمل وفق هيكلية وتراتبية معينة.. وهؤلاء بسبب جهلهم بالعمليات العسكرية يريدون كلما أتتني دفعة سلاح أو ذخيرة أن أنشرها على صفحة الفيس بوك وأن أنشرها لوسائل الإعلام وأن أقول ما الذي حصل وماذا جاءنا وأن أستشير سوريا كلها وتوزع.. ولن يتفقوا نهائيا على كيفية توزيعها.. هذا العمل لا يناقش في إطار ما يناقش من الأمور الأخرى في مجلس الشعب، وبصراحة هذا عمل عسكري فيه سرية، وأنا عندما يأتي للأركان سلاح وذخيرة لدينا قادة جبهات، إدارة عمليات، قادة مجالس، غرف عمليات ونرتب العمليات بها.. الموارد قليلة لا تبلغ عشر ما نحتاجه وبالتالي فهذا الكم من الأسلحة إذا جاءنا وبالتالي كل قائد كتيبة عنده 10 مقاتلين يريد أن يحصل على جزء من الأسلحة فإننا هنا نكون قد بددنا ما أتانا ولا نحقق نتيجة على الأرض ونحن مضطرون لترشيد العمل ونعمل وفق مخطط عمليات، أنا أقول للجميع، من يرد أن يبني ويعترف بمؤسسة تريد إنشاء جيش للوطن في المستقبل والآن تريد أن تنظم عملا للجميع، عليه أن يعمل وفق تراتبية المؤسسة، هذه الاتهامات تكال للأركان لأن الكثير من الجهات التي لا تريد أن تكون هناك مؤسسة في البلد ترعى العمل وتتابع العمل، هؤلاء يريدون أن يبقوا أمراء حرب ولا يعملون وفق إطار معين ولا يريدون لمؤسسة أن تقوم ولا يريدون لسوريا أن تكون بلدا كدولة مدنية تحترم كل مواطنيها وتنهض على قدميها، وهناك ناس تتكلم وتخفي وراء الكلام مشاريع مختلفة، البلد الآن في خطر.. إمارات وزعماء حرب لا مصلحة لهم في أن تكون هناك مؤسسة للأركان ولا أمن داخليا يتبع لدولة ولا مصلحة لهم في قضاء عادل حر مستقل يضع الأمور في نصابها، هؤلاء يريدون أن يفتتوا البلد، وبهذه الاتهامات تشعرني بالمرارة وخاصة إذا جاءت من كتائب تدعي أنها تعمل على الأرض.. أمامك أستطيع أن أفضح كثير من الأمور لكن، هل هذه لمصلحة البلد في هذه المرحلة؟ يأتيك أحد يدعي أنه يعمل على الأرض يريد منا ذخيرة وأسلحة نسأله أين تعمل؟ يقول مثلا في جبهة القصير، مع من تعمل؟ يقول أنا لا أنسق مع أحد، هل تنسق مع قائد المجلس؟ يقول لا لا أنسق، هل نسقت مع قائد الجبهة؟ يقول لا أنسق، هل تعمل مع غرفة العمليات؟ يقول لا لا أعمل، كم عدد المقاتلين عندك؟ يرد عندي كثير، لا يجيب إجابات مقنعة ودقيقة.. في هذه الحالة هل تقوم بتزويد هذا الرجل بالسلاح؟ نرفض إعطاءه فيخرج من هيئة الأركان ويقول الهيئة لا تعمل بشكل شفاف ولا تعطينا أسلحة وبالتالي هذا كلام مردود. كثرت الاتهامات بحق قائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون، حول المال والعمل المنفرد وأن ما يدخل جبهة حمص من سلاح يختلف عن كل الجبهات.. لماذا لا توضحون الأمر للسوريين المشككين؟ نحن لا ندعي أننا نعمل بشكل مثالي، فنحن لا نعمل في ظل دولة، فلو كانت الأركان تعمل ضمن ظروف عمل حقيقية وطبيعة ولديها جيش نظامي لما سمعت كل هذه الشكاوى.. وإلا كان الكل عسكر ويعمل ضمن أوامر، أما في ظل الحالة هناك داعمون أفراد يقدمون دعما، ليس فقط لقائد جبهة حمص، بل لقادة جبهات أخرى، والدعم لا يأتينا من خلالنا نحن بل هو دعم فردي من خلال معارف شخصية وأناس آخرين وأنا أقول إن هناك سلبيات في العمل وأن الوضع صعب، فهذه ثورة لها مشكلات في نقص الإمكانيات، فأنت تعلم أن هناك أناسا يركبون الموجة وغير صادقين. وبالنسبة لقائد جبهة حمص وما يصله من موارد وتبرعات ومساعدات من خارج إطار الأركان، نحن لا علم لنا بها، كيف يعمل هو؟ أنا ألتقي به ونوجه دائما بأنه يفترض أن نعمل بشكل مؤسساتي فالهياكل والكوادر كلها التي لها علاقة بالعمل أن تصلها معلومات على قدر الحاجة. فأنا ليس دفاعا عن قائد جبهة حمص ولا أي قائد جبهة أو دفاعا عن نفسي أنا أقول لك هناك كثير من التهم التي تقال حاليا هي غير صحيحة سواء لقادة جبهة معينة أو قائد جبهة الساحل أو حمص أو الغوطة الشرقية أو أنا كشخصي، هي تهم غير حقيقية وغير صحيحة، ومن يرد أن يتهم ليتفضل إلينا ويطلع على الحقيقة. الائتلاف كمؤسسة سياسية السوريون لا يقيمون لها وزنا ولا يعترفون بها على أرض الواقع.. في هذا الوقت نرى اللواء سليم إدريس على مستوى تنسيق عال معهم.. ماذا تريد من هذا التنسيق؟ نحن ننظر إلى الائتلاف كمؤسسة ونحن في هذه الفترة من الثورة والإخوة الذين لا يعترفون ولا يريدون الاعتراف أقول لهم نحن في ثورة ونريد إسقاط نظام حكم فاسد يسوم السوريين القتل والذبح وكافة أشكال التعذيب منذ أكثر من عامين ونصف، والمجتمع الدولي كي يساعدنا يجب أن يرى مؤسسات وهيكليات، هذه الهيكليات يجب أن يتوسم بها القدرة في المستقبل القدرة على بناء بلد حر ديمقراطي ودولة فيها نظام، وهي لجميع السوريين، والمجتمع الدولي إذا لم ير مثل هذه النواة وهذه البداية ينظر إلينا كمجموعة ممن العصابات المتفرقة والمشتتة التي لا تعترف ببعضها فيقول من هؤلاء؟ هؤلاء ليس لهم رأي، ليس لهم قيادة أو أحد يجمعهم وينظم أمرهم لا يعترفون ببعض.. إذن هؤلاء ليسوا بديلا عن النظام، وبالتالي ليس لهم وجود، والغرب كله والأصدقاء أنا ألتقي بهم يعترفون، نظام بشار نظام فاسد ومجرم ويجب تغييره ولكن دوما يقولون لك من البديل؟ وما هي الهيكليات التي ستحل مكان النظام؟ هل تريدون أن نبقى كمعارضة كل مجموعة لوحدها؟ وهل يقبل العالم والمجتمع الدولي بذلك؟ ونحن لسنا وحدنا على الكرة الارضية عندنا محيط عربي وإقليمي ومجتمع دولي، فإذا لم ير محيطنا أننا نحن البديل ككيان له مؤسسات فلن يحترمنا ولن يقدم لنا المساعدة. ويجب أن نعترف بالواقع ونقرأه، بدون مساعدة المحيط العربي والدولي لا نستطيع أن ننهض حتى لو أسقطنا بشار، أنا أستغرب كيف يفكرون بالأمر؟ وكيف يعالجون الأمر منطقيا؟ أقرأ من خلال لقاءاتك أنك تتجه لبناء مؤسسات حقيقية متماسكة بهيكلية عسكرية وأنك شخص منظم أكثر من اللازم.. وفي هذا الوقت نرى أن هيئة الأركان تعطي شرعنة للكتائب التكفيرية، بمعنى أن لا مانع لديها في مشاركة جماعة دولة العراق والشام وجبهة النصرة.. ألا تعتقد أن هذه شرعية لهؤلاء؟ أنا أقول لك بكل صراحة نحن لا نعطي شرعنة لهذه الكتائب، ونحن قلنا بكل صراحة إن السوريين مسلمون وغير مسلمين بشكل عام معتدلون، فنحن ليس لدينا تطرف في سوريا، هؤلاء موجودون على الأرض لكن نحن رسميا وعمليا لا ننسق معهم ولا نتبادل معهم معلومات لا نعطيهم أسلحة وذخائر، ونحن بالأساس ليس لدينا أسلحة وذخائر، كما أنهم لا يعترفون بنا ويعتبرون أنفسهم أكبر من الأركان وأكبر منا وأنهم الدولة ولا يعترفون بوجود الجيش الحر على الإطلاق، ولدينا مشكلات معهم، وفي بعض المعارك يأتون للمشاركة بالعمليات ولا يكون لديهم تنظيم مسبق أو تنسيق عن العملية، ونحن اليوم في حال لا يسمح لك بمنعهم، إلا أنه بالواقع لا يوجد تنسيق ولا يوجد عمل مشترك ولا تخطيط، وأنا أعتقد أن مشروعهم يختلف عن مشروعنا وبالتالي نحن لا نعطيهم شرعنة. أنت أكثر شخصية عسكرية في الثورة تعاملت مع الغرب، فهل تثق بهم؟ لماذا لدينا صورة بأن الغرب يسرقنا ويغشنا ويخدعنا.. بشكل منطقي وواقعي أنا أذكر السوريين والعرب بالحرب العالمية الثانية، ألم تكن هناك حرب طاحنة قتل فيها أناس كثيرون واستخدمت أمريكا النووي ضد اليابان؟ انظر الآن إلى العلاقات بين الأمريكان واليابانيين وانظر إلى الوضع الاقتصادي الياباني.. وبكل صراحة كي لا نطيل.. من مصلحة الغرب أن يرى بلدا مستقلا مستقرا فيه نظام وديمقراطية وحرية منتعشا اقتصاديا، وليس من مصلحتهم أن يروا سوريا بلدا غير مستقر فيه عصابات الإجرام والشعب فيها لا يجد ما يأكله، هذا يسبب لهم عدم الاستقرار، وما رأيته أن الغرب يريد أن يساعدنا وهم صادقون في المساعدة لكنهم ينتظرون منا استجابة حقيقية، ويريدون أن يروا تنظيما، وهل نحن قادرون على استقبال هذه الأفكار والمساعدات والتي هي لبناء البلد وليست أفكارهم هم؟ ونحن نختلف عنهم بالعادات والتقاليد فلنا ثقافتنا وهم لهم ثقافتهم.. وهم لا يفرضون علينا ماذا نلبس وبماذا نعتقد؟ فالغرب وصلوا إلى مستوى حضاري عالٍ.. وفي كل مرة يقولون لي «نريد أن نساعدك.. أنت نظم نفسك ونحن نقدم لك سلاحا وذخيرة». وبالتالي يريدون أن يعرفوا إلى أين يذهب هذا السلاح والذخيرة.. هذا هو الغرب كما رأيته.