أطلقت أمانة جدة دعوة لقاطني العروس والمهتمين بمشاريع التطوير فيها للمشاركة في 32 استبيانا لتقييم أولويات مشروع النقل الشامل والمشاركة في التصور النهائي للمشروع، في خطوة رائدة تعكس مدى الاهتمام بعروس البحر الأحمر، إذ تعد 164سؤالا النواة الأولى لأضخم مشروع تشهده العروس خلال السنوات السبع المقبلة، وستساهم في وضع مخطط نقل شامل وآمن وفعال يخدم الساكنين والسائحين والزائرين لبوابة الحرمين الشريفين، ومركز التجارة والثقافة. وأكدت أمانة محافظة جدة أنها أخذت على عاتقها المبادرة بوضع الخطة الاستراتيجية لمدينة جدة وتمضي باستكمالها بإعداد خطة النقل الشامل، ووضع الرؤية لها بأن تكون مدينة جدة مركزا حضاريا وثقافيا عالميا ومدينة مترابطة بمنظومة نقل فعالة وآمنة تحظى بالتقدير العالمي وترتقي بالمدينة لتكون في مصاف مدن دول العالم الأول. وبينت الأمانة في الدعوة التي أطلقتها لقاطني جدة لتعبئة الاستبيانات أنه إيمانا منها «بأهمية آرائكم، ومشاركتكم لما تمثلونه من جهات حكومية أو غير ذلك وأثركم على منظومة النقل سلبا وإيجاباً لكونكم من أهالي المدينة أو ممثليها وتدركون حجم المعاناة التي نلمسها كل يوم في حياتنا، تم إعداد هذه الاستبيانات التي ستساهم في نقل اقتراحاتكم التي سنسعى بكل طاقاتنا لتحقيقها»، وشملت الاستبيانات، حركة المرور، ومواقف السيارات، والمواصلات العامة، والمشاة والدراجات، واستخدامات الأراضي، والشحن، وسلامة الطرق، والقضايا البيئية، والتصميم وصيانة المرافق. برزت مدينة جدة كبوابة بحرية إلى الحرمين الشريفين إذ تستقبل أكثر من 10 ملايين زائر سنويا من داخل البلاد وخارجها، ويقطنها 3.5 مليون نسمة، وتعج بالحياة والحركة وتربطها شبكة واسعة النطاق من الطرق السريعة لتسهيل حركة الأشخاص والبضائع محليا وإقليميا، في حين لا تزال السيارة هي وسيلة النقل المهيمنة وتمثل هذه الوسيلة أكثر الرحلات اليومية على الكثير من الطرق، وينتج عن ذلك درجة عالية من الازدحام المروري الذي يهدد نوعية البيئة وسلامة مستخدمي الطرق والازدهار الاقتصادي في المدينة، و على الجانب الآخر فإن المواطنين والمقيمين الذين لا يملكون سيارات، يستعملون وسائل نقل محدودة والبيئة الحضرية تسود فيها السيارات ما يعيق إلى حد ما المشي وركوب الدراجات، لذلك فإن توفير إمكانات نقل متعددة الأنماط يعتبر مطلبا رئيسيا. وأكد سامي نوار المتحدث الإعلامي باسم أمانة جدة « أن الأمانة وشركاءها في التنمية تخطط لتقديم نظام نقل يتواكب مع نمو المحافظة، لجعلها مكانا جذابا وفعالا للعيش والعمل والزيارة، كما تتضمن خطة الأمانة صيانة شبكة الطرق السريعة وتطوير وسائل بديلة للنقل لتحسين التنقل في كل أرجاء المحافظة، ولتحقيق ذلك تسعى الأمانة إلى وضع نظام نقل متطور، ومن هنا كلفت أمانة محافظة جدة شركات متخصصة لوضع مخطط شامل للنقل في المدينة.. سيلبي المخطط الشامل الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان والزوار في جميع المناطق الواقعة ضمن الحدود الإدارية للأمانة». وأضاف «المشروع يهدف إلى تخطيط النقل لضمان أن يكون التطوير المستقبلي مدعوما باستراتيجية نقل شاملة، من خلال تنسيق نشاطات النقل وهندسة المرور، ومراجعة برامج تحسين الطرق السريعة الحالية، وتطوير خطة طويلة الأمد للطرق السريعة، وتحديث نموذج التنبؤ المروري للطلب المتوقع على الرحلات، واستعمالات الأراضي، والتحسينات المرورية». المشروع الذي يهدف إلى تقدير وتقييم أداء وعمل شبكات النقل الحالية والمستقبلية في جدة، ورسم مجموعة متكاملة ومتجانسة من خطط العمل للمساعدة في إنجاز الأهداف المحددة في المخطط الشامل، سيغطي كافة الشوارع في جدة وسينظر في التكنولوجيا الحالية، والناشئة التي قد لا تكون متوفرة في منطقة الدراسة في الوقت الراهن ولكنها قد تكون جاهزة للتطبيق بحلول عام 2030م، وسيراعى المشروع إضافة للوسائل ذات الأهمية الحالية المتمثلة في السيارات الخصوصية، وسيارات الأجرة، ومركبات نقل البضائع، والحافلات، القطارات الخفيفة. يذكر أن مشروع النقل العام بمحافظة جدة الذي جرى اعتماده يتضمن شبكة قطارات وحافلات وخط النقل البحري وخط عربات الكورنيش ومحطة النقل العام (المنطلق) وجسر أبحر المعلق، على أن ينفذ المشروع كاملا بجميع مكوناته خلال سبع سنوات. يبلغ عدد الحافلات المطلوب توفيرها 816 حافلة، وعدد المحطات 2950 محطة ويبلغ إجمالي طول خطوطها ما يزيد على 750 كم، إضافة لخط عربات الكورنيش والنقل البحري وقطار الحرمين السريع، عربات ترام الكورنيش، طول الخط 38 كم، وعدد المحطات 38، ويتطلب 18 عربة تمتد خدماتها على طول الكورنيش الشمالي والكورنيش الأوسط، ويتضمن النقل البحري خطوطا وخدمات ذات طبيعة ترفيهية بشكل أساسي ولها 10 محطات، وقطار ربط، وطول الخط يبلغ 56 كم.