عبر وزراء الصحة الذين شاركوا في المؤتمر العالمي لطب الحشود والتجمعات البشرية الذي استضافته المملكة بالعاصمة الرياض أمس الأول، عن سعادتهم الكبيرة بهذه المشاركة من واقع أنها جاءت مفيدة للغاية ونتائجها ستفيد العالم أجمع وليس دولا بعينها، لأن النتائج التي خلص إليها المؤتمر إيجابية بكل المقاييس بعد حلقات نقاش مستفيضة لمواجهة أمراض مزمنة أرقت الناس كثيرا. «عكاظ» التقت بعض الوزراء متحدثة إليهم حول الانطباع والفوائد التي خرجوا بها من المؤتمر الحاشد، فلهجت ألسنهم بالشكر للمملكة، متمنين دوام التعاون معها في المجال الصحي لتعم الفائدة كل الأطراف. بداية أكد ل«عكاظ» وزير الصحة السوداني الدكتور بحر إدريس سعادته بالمشاركة في المؤتمر العالمي لطب الحشود، شاكرا وزارة الصحة السعودية التي قدمت لهم الدعوة، ومضيفا أن تخصص طب الحشود جديد في العالم وهي فكرة سعودية خالصة ستستفيد منها جميع دول العالم، خاصة أن هناك تجمعات كبرى تحدث سنويا في المملكة مثل الحج والأولمبياد وغيرها من التجمعات التي يمكن انتشار الامراض والاوبئة من خلالها، مردفا «لا بد من الاهتمام بهذا المؤتمر في المستقبل والخروج بتوصيات هامة، خاصة مع مشاركة جهات طبية دولية مثل منظمة الصحة العالمية، وايجاد منظومة صحية متطورة لمواجهة الأمراض». وزاد «هناك تعاون مستمر بين وزراتي الصحة في البلدين وترتيبات مستمرة عبر جامعة الدول العربية والعلاقات الثنائية للمحافظة على الوضع الصحي الآمن». من جهته، قال وزير الصحة اليمني الدكتور أحمد العنزي ان جميع المشاركين في المؤتمر العالمي لطب الحشود أيدوا المقترحات المطروحة بوجود أكثر من 9 وزراء صحة من مختلف الدول وكذلك منظمات عالمية، ما نتج عنه حلقات نقاش مستمرة للخروج بتوصيات واضحة ومحددة لمواجهة أخطار الأمراض والأوبئة، مبينا أن اليمن تحرص عليه لأنها صاحبة تجربة عبر الأحداث المظاهرات التي شهدتها في السنة الماضية وتجمع الملايين في مساحة محدودة، مشيرا إلى أن وزارتهم متعاونة مع نظيرتها السعودية لمواجهة أخطار الأمراض والأوبئة المنتشرة عبر المناطق المشتركة بين البلدين. وأردف «هناك حملة ستقوم بها السلطات اليمنية للتوعية والثقيف للحجاج، مع أسلوب جديد عبر تقسيم المناطق لقطاعات وتسهيل عملية التطعيم واخذ اللقاحات الخاصة بالحج والمحافظة على الصحة العامة، وأرى أن المملكة لها خطوات هامة في المجال الصحي، خاصة في فصل التوأم والعمليات الدقيقة وتحققت قفزة نوعية كبيرة في هذا المجال». إلى ذلك أشار وزير الصحة التركي الدكتور محمد أوغلو إلى قوة العلاقات السعودية التركية ورسوخها بفعل التعاون والتكامل في جميع القطاعات والمجالات، ولما تقوم عليه من محبة واحترام متبادل، مبديا سعادته الكبيرة بزيارته للمملكة وتلبية دعوة وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة والحضور والمشاركة في هذا المؤتمر الطبي العالمي ومناقشة التخصص النادر والجديد. وقال أوغلو إن الاستفادة من الخبرات السعودية الصحية في هذا المجال كانت كبيرة وإن المؤتمر شارك به العشرات من الخبراء الذين أثروا النقاش حوال المحاور المطروحة، لذلك خرجت النتائج بتوصيات قابلة للتطبيق. إلى ذلك تواصلت أمس جلسات المؤتمر الدولي الثاني لطب الحشود والمجتمعات البشرية، حيث نوقش عدد من الموضوعات المتعلقة بأمراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي وطرق الوقاية وأساليب التدخل المناسبة للحد من انتقال عدوى الأمراض المرتبطة بالسفر، بالإضافة إلى مناقشة أهمية التعاون الدولي ودوره في التصدي للتهديدات العالمية لأمراض طب الحشود. واستعرضت الجلسة الأولى عرضا لتجربة هونج كونج في التعامل مع عدوى الإصابة بمرض سارس من خلال تعامل الجهات الصحية للتقليل والحد من الإصابة بالعدوى بين أفراد المجتمع، لاسيما بين الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة كالأقارب المخالطين للمريض، وكذلك العاملين الصحيين الذين يشرفون على الحالات المصابة، كما استعرضت طبيعة المرض من خلال شرح بعض الحالات المرضية للمصابين بالعدوى. وأكد المشاركون خلال الجلسة ذاتها على خطورة الإصابة بعدوى الانفلونزا على الجهاز التنفسي وما ينتج عنها من تأثيرات كبيرة قد تؤدي إلى الوفاة لدى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، مشيرين إلى أن الأماكن المزدحمة تعد من أهم الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى الانفلونزا عبر الرذاذ المتطاير في الهواء والمنتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم مما يزيد من أعداد المصابين بين أفراد المجتمع. وأوضحوا أن فيروسات الانفلونزا قابلة للتمحور والتطور في تركيبتها الجينية عبر الزمن التي ظهر منها عدة سلالات في فترات زمنية متفاوتة سجلت في عدة دول مختلفة، مبينين أن الفيروسات قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان مباشرة، أو غير مباشرة، من خلال مخالطة الأشخاص الذين يحتكون بشكل مباشر مع الحيوانات، وهو ما سجل أيضا في انفلونزا الطيور والخنازير. وأشار المشاركون في المؤتمر خلال الجلسة الثانية إلى أن انتشار الإصابة بالانفلونزا يختلف من بلد إلى آخر وكذلك يختلف بحسب فصول السنة مما يجعل تسجيل الإصابة بالمرض يختلف بحسب المكان والزمان، حيث عد الخبراء أن شرق آسيا تعد الأكثر انتشارا لفيروسات الانفلونزا بسبب زيادة أعداد السكان، وكثرة الأماكن المزدحمة في مدنهم واختلاطهم بالحيوانات ومعايشتهم لها في أماكن تربيتها والتعرض المكثف لها. وأبانوا أن الإصابة بعدوى الأمراض التنفسية سجلت اختلافا بين المصابين بها بحسب السن والجنس، حيث رصدت العديد من الدراسات بأن الفئات السنية الأقل كالشباب أكثر عرضة للإصابة بالمرض من كبار السن، وكذلك زيادة إصابة النساء مقارنة بالرجال وخاصة في بعض أنواع فيروسات الأنفلونزا على العكس تماما من بعض الفيروسات الأخرى.