لا يحق للعمالة الوافدة التأخر عن زوجاتهم لأكثر من عام

أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الأصل في الشرع تحريم هجر المسلم لأخيه لغير سبب، لافتا إلى جوازه في حال وجود السبب ويكون في حال وقوع الشخص الآخر في معصية قولية أو فعلية ومخالفات شرعية، كنوع من التأنيب والإشعار بالذنب، مبينا أنه أمر جائز دلت عليه السنة ما لم تترتب عليه مفسدة، أما إن ترتبت عليه مفسدة فلا يجوز.
وبين سماحته أن حدود هجر الزوج لزوجته يكون في المنام فقط، وعليه أن يسلم عليها ولا يترك الكلام معها، فيما أوضح أن الضرب الذي دل عليه القرآن كأحد أنواع تأديب الزوجة على الخطأ يكون بأدب وبطريقة غير مؤثرة أو مبرحة، لافتا إلى أن غير الضرب أولى إن أمكن، وأنه يحتاج إليه عند تعدد الأذى ويكون بأصول وضوابط ولا يكون مبرحا ولا مؤلما إنما تنبيها وتأديبا وإشعارا بالخطأ.
كيف يكون المسلم محسنا الظن بالله عز وجل ويكون مسلما بما تحمله هذه الكلمة السامية؟
ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)، معنى ذلك أن المسلم يحسن ظنه بربه، ومعنى ذلك أي أنه يحسن ظنه ورجاءه في ربه، وأن الله من كرمه لا يضيع أجر من أحسن عملا (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، وقال: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)، وقال: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وقال: (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) لا يزاد على سيئاته ولا ينقص من حسناته، إذا فإحسان الظن بالله ناتج عن إخلاصنا لله وقيامنا بالواجب، أعمالنا لله خالصة على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجاء في الحديث (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه)، جاء في بعض الأحاديث عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن المؤمن عند الاحتضار إذا مثل له مقعده من الجنة ورأى مآله ومصيره الطيب تمنى لقاء الله فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وغير المؤمن إذا رأى مآله وبشر بما يسوؤه كره لقاء الله فكره الله لقاءه، فالمسلم يعمل ويستقيم يخلص لله ويكون العمل على وفق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتجئا إلى الله سائلا إياه متضرعا بين يديه، أن يقبل عمله وألا يرده على عقبه خاسرا، فإذا أخلص لله ووافق الكتاب والسنة فيرجى له الخير من الله فليحسن الظن بربه وأن الله لا يضيع عمله بل سيجازيه عليه أحسن الجزاء لأن الله تعالى قال: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون)، إذا فرجاؤنا في الله قوي بعد أعمالنا الصالحة الخالصة لله ونقوي رجاءنا في الله أما الأماني فلا تنفع، قال الله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)، فالأماني غرور من أساء العمل وعصى الله على بصيرة، فليعلم أنه على خطر عظيم، إن لم يتداركه الله برحمه وفضل وإحسان وتوبة نصوح وإلا هلك، فحسن الظن بالله إنما يكون بعد الأعمال الصالحة قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)، فرجاؤهم في رحمة الله بعد أعمالهم الصالحة وقيامهم بما أوجب الله عليهم.
أما أن يكون المسلم كاملا مسلما حقا بوفق ما تدل عليه هذه الكلمة من معانٍ سامية فهذا مطلب عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) ويقول: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يكذبه)، إذا من علامات صحة الإسلام بعد التوحيد سلامة الناس من شر لسانك، فلا تغتبهم لا تمش في نميمة، لا ترمهم بما هم براء منه لا تقذفهم بما ليس فيهم، يسلمون من يدك فلا تخط سوءا ولا تشهد زورا ولا تسرق ولا تضرب ولا تظلم ولا تتعدى على أموالهم آمنون منك على دمائهم وأموالهم، لا يخشون نهب أموالهم ولا سفك دمائهم؛ لأن إيمانك يمنعك من هذه الجرائم كلها ويحليك بالأخلاق الفاضلة، من لازم الأخوة ألا يظلم المسلم أخاه لا يكذب عليه ولا يحقره ويتق الله فيه ويعامله بالخير ويحب له ما يحب لنفسه ، نسال الله أن يجعلنا مسلمين حقا.
معنى الهجر
ما معنى الهجر والمقاطعة وكيف يكون ومع من؟
الأصل تحريم هجر المسلم لأخيه المسلم، ومعناه المقاطعة والإعراض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا) لا يول أحدكم لأخيه المسلم دبره إذا لقيه بل يقبل عليه بوجهه (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام)، فهجرانك أخاك المسلم لغير سبب بل لشحناء الدنيا فهذا لا يجوز، يجب أن تسلم عليه وتصفح عنه وتعامله بالإحسان والرفق، قال الله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)، وقال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)، فالهجران من غير سبب لا يجوز أن تسلم عليه إذا لقيته لأن السلام يسبب المودة والمحبة (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم) فإفشاء السلام بيننا دليل على إيماننا أما إن هجرناه لفعله بعض المخالفات الشرعية لكونه عصى الله بالقول أو العمل وهجرناه توبة له وتهذيبا له وإشعارا له بالخطأ الذي وقع فيه وتنبيها له، فهذا أمر جائز دلت عليه السنة، هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وصاحبيه لما تخلفوا عن تبوك أربعين يوما حتى تاب الله عليهم، فالمهم أن الهجران بلا سبب لا يجوز والهجران بسبب إذا لم يؤد إلى مفاسد جاز تأديبا للمسلم وكفا له عن الشر وحثا له على الخير، لكن بشرط ألا يؤدي الهجر إلى مفسدة، فإن أدى ترك الهجر.
هجر الزوج
وما هي حدود هجر الزوج لزوجته؟
يقول الله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)، فهجرها يكون في المضجع لا ترك الكلام، وإنما يهجرها في المنام، أما السلام فيسلم عليها.
ضوابط الضرب
وما الضابط الشرعي في الضرب؟
أن يكون ضربا بأدب، وألا يكون مؤثرا وغير مؤلم إنما إشعار وتأديب على الخطأ، وإن أمكن غير الضرب فهو أولى؛ لأن الله يقول (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)، فذكر العظة والتذكير والهجر والضرب إنما يحتاج إليه عند تعدد الأذى لكن يكون بأصول وضوابط لا يكون ضربا مبرحا مؤلما إنما تنبيها وتأديبا وإشعارا بالخطأ.
إمامة التهجد
هل يجوز للرجل أن يصلي بأهل بيته صلاة التهجد وقيام الليل؟
يقول العلماء رحمهم الله: التطوع الأصل فيه عدم الجماعة ولا يكون التطوع جماعة إلا فيما شرع الشارع فيه، الشرع جاءنا بالاجتماع لصلاة التراويح وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف والجنازة، لكن الصلاة في غير رمضان السنة أن يصلي كل فرد لوحده، ولهذا قالوا: لا بأس في التطوع جماعة إذا لم يتخذ عادة فإن اتخذ عادة فلا يجوز، أما نادرة كأن يكون مثلا زارهم شخص أو زاروا مسجدا يفتحونه فصلوا فيه لا مانع لكن لا يكون دائما، الأصل أن النوافل كل يصليها وحده لأنها أفضل وفي بيت الإنسان أفضل، لأنه في الحديث (خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).
صلاة الجماعة
هل صحيح أن عدم ذهاب الرجل للصلاة مع الجماعة سبب في نزع البركة من حاله وماله؟
صلاة الجماعة فيها فضل كبير وخير عظيم لا يفوته إلا محروم، أولا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في المسجد تضاعف على صلاته في بيته وسوقه 25 ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه، اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة)، وفي الحديث الآخر (بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة)، وفي الحديث الآخر: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح)، وقال عبدالله بن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق، وإنه ليؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، فيا إخواني هذه النصوص تدل على فضل الصلاة في الجماعة فمن فوتها أو أهملها أو ضيعها فإنما حرم نفسه خيرا كثيرا.
المصائب والذنوب
هل المصائب تكون بكثرة الذنوب؟
الله تعالى يقول: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، ويقول: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا).
طلب الطلاق
ما صحة الحديث (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)؟
هذا يروى بهذا السند وإن كان فيه ضعف، لكنه وعيد للمرأة التي تطلب الطلاق بغير سبب بل بحماقة وقلة حياء.
يستعمل الشيشة
لي صديقة زوجها محافظ ولكنه يستعمل الشيشة ويريد منها أن تقوم بتجهيزها، فلو امتنعت لحدثت مشاكل كبيرة بينهما، فما حكم تجهيزها للشيشة؟
هذه معصية، الشيشة حرام والإعانة على الحرام حرام، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
غياب الزوج
كم المدة التي يغيب فيها الزوج عن زوجته إن كان في طلب الرزق؟
نعلم الآن أنه يحق للعامل في عقده الحصول على إجازة في سنة كاملة، فالأولى للعامل إذا أعطيت له إجازة بعد مضي العام أن يستغل الإجازة النظامية ويذهب لامرأته ليكون معها في هذه المدة، ولا ينبغي التأخير أكثر من ذلك.