لسنا معنيين بالغوص والشق والبحث والتنقيب عن مكنونات القلوب، كما أننا لسنا مطالبين كذلك؛ فالقلوب أوعية تختزن أسرار الحياة بعجرها وبجرها لا يطلع عليها إلاّ الله وصاحب القلب. وأسامة عندما قتل الرجل الذي نطق بالشهادتين عندما رفع عليه السيف أنّبه الرسول -عليه الصلاة والسلام- وعاتبه وردّد عليه: أقتلته بعدما قال لا إله إلاّ الله، على الرغم من أن الموقف يوحي بأن ذاك الرجل ما نطق بالشهادتين إلاّ تحرّزاً من السيف، والظروف المحيطة تنطق بذلك الإيحاء، ومع ذلك كان العتاب الذي تمنّى معه أسامة أنه لم يسلم قبل. كثير من الناس يقحم نفسه بقصد أو بغير قصد في الغوص وراء الخطوط الحمراء، مستعيناً بقرائن أو استنتاجات أو تخمينات أو شك، ويبحر ويطول زمن الإبحار، وقد يمتد سنين وهو يكتنز في نفسه، ويضمر السوء والبغض والكره والنفرة من ذلك الإنسان، ويغذي الشيطان تلك التداعيات والنزعات في قلبه، حتى تتضخم، وتتشعب وتكون جبالاً من المواقف المخزونة تراكمت عبر سنين الرصد والترقّب، وتستمر القطيعة المقيتة والتنافر المشبوه والبغض الظني، ولا يتورع أن يذكر هذا الانسان بالسوء، ويفرح عندما يقدح في عرضه، متجاوزاً بذلك أحكاماً مغلظة بحصانة هذا المسلم الإلهية، والتي لايجوز المساس بها أو الحوم حول حماها، كل ذلك نتيجة كلمة خرجت فحملها على أسوأ المحامل، وأشعل أوارها في صدره الشيطان حتى صارت مرضاً وهمًّا وعذاباً. وقد تسري إشاعة مغرضة فتجد قلباً لاهياً سمعها فوعاها، فخزنها، فأطلق سهام الشك والاحتقار والتعيير، متناسياً أن الأعمال بالخواتيم، فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق- إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع: برزقه وأجله وشقي أو سعيد، فوالله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها(1). وقد أفاض القرآن والسنة واستفاضا في الدعوة إلى الحوار في غير ما موضع، كل ذلك لإذابة الجليد المتراكم من سوء الظن. فحوار ابراهيم مع ربه وحوار موسى كذلك شاهدان بارزان، كما أن الدعوة إلى المجادلة بالتي هي أحسن، بالحوار العاقل الهادئ مطلب شرعي، وكذلك الحوار بين متخاصمين أو مختلفين في بعض الرؤى والأفكار يؤدي في الغالب إلى تجلية الموقف وبناء راسخ من حسن الظن ومحبة الخير للآخر. ولابد أن يكون القصد من الحوار هو الوصول إلى الحقيقة لا القفز على الحواجز واتهام النيات، ولابد من توافر بعض الشروط من أجل حوار فاعل يعود بالنفع على الطرفين ومن هذه الشروط: أن تنوي بحوارك الوصول إلى الحق، كما تتمنى أن يظهر الله الحق سواء على لسانك أو لسان من تحاوره؛ فالحكمة ضالّة المؤمن أنى وجدها فهو أحقّ بها، وكذلك تجنّب المكابرة في الحوار والإصرار على الرأي الضعيف بقصد تخطئة الطرف الآخر وإحراجه، وكأنك توظف المثل القائل: (عنز ولو طارت)، فلا يكنْ همك إظهار مهاراتك اللغوية، أو الحوارية، أو إحراج الطرف الآخر، أو التلذّذ بتخطئته، واصطياد سقطاته اللغوية في ماء الانتصار العكر، كما ينبغي على المحاور عدم مقاطعة محاوره حتى يفرغ من كلامه، وأن يحسن الإصغاء إلى محاوره،فكثير من الناس لا يحسن الإنصات؛ فتجده يركز على كلمة سمعها في عرض السياق، وينشغل بإعداد الردّ عليها دون أن يستمع لبقية الحوار، مما يؤدي إلى اختلاط المفاهيم، وامتداد الحوار، ورفع الصوت، وما لا تُحمد عقباه. كذلك من آداب الحوار عدم الاعتماد على وكالة "يقولون"؛ فآفة الكلام في النقل السقيم الذي لاسند له، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع"(2)، والتبين وعدم التسرّع في الحكم على الآخرين مطلب شرعي وعقلي، فكم من ظلامات كانت نتاج التسرّع وعدم التثبّت. إن من أعظم مداخل الشيطان علينا كمسلمين هو سوء الظن بالآخرين، على الرغم من عدم إلمامنا بما يدور في دواخلهم، وكأن سوء الظن فضيلة اجتماعية أو ذكاء فطري محمود، متناسين في هذا الخضم من الظنون السيئة أن خير الناس أعذرهم للناس. وسوء الظن هو ما يختلج في النفس من تصوّر خاطئ تجاه شخص دون براهين تسند هذا التصور وتثبته. لكن ثمة استثناءات تدخل في دائرة الظن البريء؛ فبعض الظن إثم وبعضه ليس بإثم، قال الشيخ عبد العزيز بن باز في فتاوى نور على الدرب (3): يقول الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، فأمر سبحانه باجتناب الكثير؛ لا كل الظن، وقال: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، ولم يقل: كل الظن إثم، فدلّ ذلك على جواز الظن السيئ إذا ظهرت أماراته ووُجدت دلائله . الذي يقف مواقف التهم يُظن به السوء، والمرأة التي تخلو بالرجل يُظن بها السوء، والتي تغازل الرجال فيما يتعلق بالزنا والزيارات بينها وبين الرجل متهمة بالسوء، وهكذا من أظهر أعمالاً تدل على قبح عمله يُتّهم . أما إساءة الظن بدون سبب فلا تجوز ( . والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها أن كل ما لم تعرف له أمارةً صحيحة وسبباً ظاهراً كان حرامًا واجب الاجتناب، وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأُونست منه الأمانة في الظاهر، فظنُّ الفساد والخيانة به محرم؛ بخلاف من اشتهر عند الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. ولذا ذهب كثير من العلماء إلى أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز، وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبح، عن سعيد بن المسيب قال: كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله أنْ ضعْ أمر أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً(4). إن هذا المنهج يتأكد مع أهل الفضل والخير، وهذا من فقه المقاصد والنيات الذي قد يفوت إدراكه على بعض الناس، حين يحكمون على أخطاء الآخرين دون اعتبار حال الشخص ونيته ومقصده، فربما تكون زلةَ لسان، ولا يقصد المعنى الخبيث، كما بيّن ذلك ابن القيم -رحمه الله- حيث يقول: "والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه، وما يدعو إليه ويناظر عنه"(5). وثمة خيط رفيع بين الفطنة وسوء الظن قد يخفى على كثير من الناس، فالفطنة تستوجب الانتباه لكل الملابسات المتعلقة بحدث ما، وقولبتها وتوجيهها نحو الوصول إلى استنتاج محدد، مع عدم اغفال حسن الظن ابتداء؛ لأن الفاعل قد يبدو منه ما يدل على خبث طويته، دون قصد منه، والشواهد كثيرة، وقد يكون متعمداً لذلك، والمؤمن ليس بالخب، كما جاء عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما قال: لستُ بالخَبّ ولا الخَبّ يخدعني، أي لست بالمغفل الساذج الذي يستغفله الناس، لكن المسلم يغفر ويتسامح، ويتمنى الخير للمسلمين، وأن يرحمهم الله، ولا يتمنى تجريمهم وتفسيقهم وازدراءهم والحط من مكانتهم والتشهي بالنيل منهم. وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله عز وجل. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره.التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه، وفيهما ولا تنافسوا، ولا تهاجروا، ولا تقاطعوا. إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(6). عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله, فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها, فهجرته إلى ما هاجر إليه" (7). من أعظم الأحاديث التي يدور عليها الدين, ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم, وابتدؤوا به مصنفاتهم, قال الإمام الشافعي رحمه الله: "هذا الحديث ثلث العلم, ويدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه, وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى". والنية خفية لايطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل بل هي من أعمال القلوب، ولهذا فالأمور بمقاصدها، وكما تجري النية في العبادات فكذلك تجري في المباحات, فإن قصد العبد بكسبه وأعماله المباحة الاستعانة بذلك على القيام بحق الله والواجبات الشرعية, واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه, ونومه وراحته, ومكسبه ومعاشه, وتعامله مع الناس، وظنه بهم أُجر على تلك النية، ومن فاته ذلك فقد فاته خير كثير, يقول معاذ رضي الله عنه: "إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي", وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلاّ أُجرت عليه، حتى ما تجعله في فيِّ امرأتِك"(8)، فالنية باعث مهم في تقرير العلاقات بين المسلم وأخيه المسلم. والرسول -عليه الصلاة والسلام- نهى عن الهجران بين المسلمين، فعن أبي هريرة مرفوعاً: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (9). إن إسقاط هذه الأحاديث الشريفة على واقعنا المعيش يكشف سوءات الكثير ويعري ظنونهم؛ فالمسلم يسعى لرضى الله -عز وجل- ويدرك أن الأعمال الصالحة تقوده إلى مرضاة الله والجنة، ويدرك كذلك أن الأعمال السيئة تنقص من إيمانه، وقد تودي به في مهاوي الردى إن لم يتدارك ما فات، ويدرك أيضاً أن النية محلها القلب، وعليه أن يكون سمحاً سهلاً في تقبل خطأ أخيه المسلم وقبول عذره، وهذه من صفات المؤمنين الصادقين؛ فعدم قبولك لاعتذار أخيك المسلم هو من الجحود والعنت الذي يؤذيه ويشقّ عليه، وكما تعلم أخي الكريم أن أذية المسلم منهي عنها إن بقول أو فعل أو تقرير. وحسبك أن يعتذر لك أخوك، وحسبه أن تقبل عذره، وتغسلا بالتسامح ما اعترى قلبيكما من غبش ووحشة؛ فالمسلم يتصدق على أخيه بتبسّمه في وجهه وحسن لقائه والترحيب به، وكلها معانٍ سامية عظيمة تدل على سموّ النفس وترفّعها عن متاعالدنيا وسفسافها، ولابد أن نستصحب دائما وأبداً أننا في دار عبور لا قرار فيها، وأن الله سيجازينا بأعمالنا إن خيراً فخير أو شراً فشر، وعلينا أن نخفض جناحنا لإخواننا المؤمنين، فذلك مما يقرب ويدني من الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنينإيماناً أحسنهم خلقاً"(10)، وخلق الصفح والعفو والتسامح وحسن الظن من أعظم أسباب بلوغ الفردوس، وهب أن أخاك أخطأ عليك فهل تظن به الظنون، وتسترسل في تعميق الخلاف وحفر أنفاق التشفّي والانتقام في صرح العلاقة بينكما. إن هذا ليس من أخلاق المسلمين. وعليك أخي الكريم أن تدرك أن حسن الظن يقود بالضرورة إلى راحة البال، وقرارة العين، وخلوّ القلب من المنغصات، والمكدرات ليتفرغ لما هو أكبر وأهم من أمور الدنيا والآخرة. وكلنا يذكر قصة الرجل التي وردت في الحديث الذي رُوي في مسند الإمام أحمد عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنا يوماً جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة. قال: فطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من الوضوء، قد علق نعليه في يده الشمال، فسلم، فلما كان من الغد قال صلى الله عليه وسلم: يخرج عليكم من هذه الثنية أو من هذا الفج رجل من أهل الجنة؛ فطلع ذلك الرجل على مثل حاله، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة؛ فطلع ذلك الرجل على مثل حاله، فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تبع الرجلَ عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فقال لذلك الرجل: إني لاحيت أبي -أي: كان بيني وبين أبي شيء من الملاحاة- فأقسمت ألاّ أدخل عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي ثلاث ليالٍ فعلت؟ قال: نعم. قال أنس -رضي الله عنه- فكان عبد الله بن عمرو يحدث أنه بات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار -أي: انقلب وتقلّب على فراشه- ذكر الله عز وجل، وكبر حتى يقوم إلى صلاة الفجر. فقال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلاّ خيراً قال: فلما فرغنا من الثلاث وكدت أن أحقر عمله، قلت: يا عبد الله.. لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجر، لكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ثلاث مرات: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت ثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بذلك، فما رأيتك تعمل عملاً كثيراً، فما الذي بلغ بك ما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟! قال: هو ما رأيت، غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خيرٍ أعطاه الله إياه، قال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق" (11) فأحسن الظن بإخوانك، وكن في دار العبور نقيّ السريرة خالي البال لتصل إلى بر الأمان بأمان. (1) رواه البخاري ومسلم (2) أخرجه أبو داود (4/298، رقم 4992 ) والحاكم (1/195 ، رقم 381)، وأخرجه أيضًا: ابن حبان (1/213، رقم 30) و القضاعي فيمسند الشهاب ( ق 14 /1) وذكره مسلم في مقدمة "صحيحه" (1/ 8) وصححه الألباني فيالسلسلة الصحيحة (3) الشريط رقم 652 (4) أخرجه البيهقي في الشعب (6/323). (5)مدارج السالكين(3/521) (6) رواه مسلم (7) رواه البخاري ومسلم (8) وهو جزء من حديث رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وأخرجه الشيخان. (9) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم (10) رواه الترمذي رقم (1162) وقال: حسن صحيح، وراه أبو داود رقم (4682). قال عنه الألباني حسن صحيح في الترغيب والترهيب رقم(2646)، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1230). (11) رواه أحمد في مسنده من حديث أنس.