تعاقدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مع استشاري عالمي في مجال تطبيق آليات التنمية النظيفة، وبدأت في خطوات التسجيل، في الوقت الذي نجحت فيه بإدراج المشروع ضمن المشاريع المعروضة للموافقة عليها من الهيئة الدولية لآلية التنمية النظيفة في الأممالمتحدة. وأكد المهندس محمد فرحان الغامدي نائب رئيس المؤسسة للصيانة والتشغيل، أن مشروع تخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون يعتبر أحد المشاريع التي تنفذها المؤسسة بهدف نشر تطبيق آليات التنمية النظيفة CDM على مستوى القطاعات الصناعية في المملكة لتقليل التلوث البيئي. والمشروع تمت تجربته بمحطات تحلية المياه المالحة بجدة باستخدام مادة (12Threma Chem FS) لتنظيف الغلايات ورفع كفاءتها وتخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث تعمل على إزالة الرواسب المتكونة على أسطح أنابيب الغلاية، مما يساعد في تحسين التبادل الحراري، وقد حقق نجاحا باهرا ولله الحمد، إضافة لتوفيره لاستهلاك الوقود بنسبة وصلت إلى 8 في المائة. وأوضح الغامدي، أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعى لتشغيل محطاتها وفق الضوابط المعمول بها عالميا في هذا المجال، بحيث يتم مراقبة الغازات من المحطات عن طريق أجهزة مراقبة جودة الاحتراق من ناحية وجود الأكسجين الكافي لذلك، وأيضا عن طريق عينات الغاز لتحديد نسب الانبعاثات وتقدير كفاءة الاحتراق داخل الأفران. وأضاف: «بهذا فإننا نحرص على أن تكون جميع الانبعاثات من المحطات لا تحتوي على الملوثات العالية التي تضر بالبيئة وتؤثر على جودة الهواء في المناطق المجاورة بحيث تتقلص نسب تلك الملوثات إلى الحدود الدنيا والتي لا تؤثر على صحة الإنسان». وبين الغامدي، أن المؤسسة تقوم بعمليات تشغيل وصيانة المحطات للإنتاج المزدوج «الكهرباء، الماء» ومحطات إنتاج المياه، حيث تزود المؤسسة العامة لتحلية المياه شبكة الكهرباء بجزء من الطاقة المنتجة من المحطات والتي تساهم في دعم شبكة الكهرباء بالإضافة إلى الهدف الرئيسي وهو إنتاج مياه البحر المحلاة وفق المعايير العالمية لمياه الشرب. وأبان الغامدي أنه لضمان استمرارية الإنتاج تتطلب تلك العمليات وجود الأجزاء الرئيسية للمحطات وهي الوحدات الحرارية ووحدات التحلية بالإضافة إلى الوحدات المساعدة في وضع التشغيل المستمر. وأكد أن الوحدات الحرارية تصدر غازات من الغلايات نتيجة الاحتراق والتي يتم معالجتها وفق المعايير العالمية باستخدام مرسبات الكربون الإلكتروستاتيكية والتي تعمل بكفاءة 96 في المائة لتنقية الغازات من العوالق، وبهذه الطريقة يتم منع خروج العوالق الثقيلة إلى الهواء وذلك حسب لائحةالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حيث إن النسبة المحددة هي 43 نانو غرام لكل جول من العوالق، وبهذا فإن جميع الغازات الناتجة هي ليست مكونات ثقيلة. وأكد أنه يوجد بمحطة جدة نظام منفصل يعمل على إزالة غاز ثاني أكسيد الكبريت من عوادم الغلايات عن طريق مرور الغازات من خلال أبراج الامتصاص بحيث لا تتجاوز نسبة غاز ثاني أكسيد الكبريت في الغازات المنبعثة النسب المسموح بها عالميا، والتي نصت عليها لائحة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وهي إقل من 1 مايكرو غرام لكل جول من ثاني أكسيد الكبريت. أما بخصوص غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يعتبر أحد نواتج الاحتراق الكامل لعنصر الكربون الموجود في الوقود وارتباطه بالأكسجين، فإن محطة التحلية بجدة تعتبر أول محطة تحلية تتقدم بطلب إدراج مشروع لتخفيض غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهيئة الدولية لآلية التنمية النظيفة في الأممالمتحدة وعليه فقد سعت المؤسسة إلى تسجيل هذا المشروع ضمن مشاريع آلية التنمية النظيفة عالميا CDM. وقال مدير التشغيل والصيانة في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة إنه بالإضافة إلى ما سبق ذكره من عمليات تخفيض الانبعاث فإن تصميم المداخن في المحطات يسمح برفع الغازات إلى ارتفاع 150 مترا وبالتالي يتلاشى تأثيرها في المحيط وعند قياسها في الهواء المحيط فإن نسبها تقارب الصفر. وأكد الغامدي، أن مدخنتين في محطة تحلية جدة ستخرج من الخدمة في نهاية العام الحالي، فيما تتبقى مدخنتان ما يصدر عنها من أدخنة هو بخار الماء وليس غازات.