لا يخفى على المجتمع بأكمله دور التثقيف والتوعية الصحية في تقليل مخاطر الأمراض المنتشرة في عصرنا الحالي, حيث إنه يلعب دورا هاما في نطاق الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وعوائلهم, ونخص بالذكر مرضى الصرع وأسرهم الذين يحتاجون إلى توعية حول ماهية المرض وأعراض النوبات التشنجية، وكيفيه تجنب المضاعفات خلال هذه النوبات. من جانب أخر، المريض نفسه يحتاج إلى الدعم النفسي وتعزيز الثقة بداخله حيث أنه سيختلط بفئات المجتمع ومن الممكن حدوث نوبات له خارج نطاق أسرته، ونحن من هذا المنطلق حرصنا على أن يكون لنا دور هام لمجتمع مكة بإحياء فعالية اليوم التوعوي لمرضى الصرع لنتيح لهم الفرصة للتعرف على كل ما يهمهم و يفيدهم ويساعدهم على التعايش بصورة جيدة , بعد أن وجدنا تقبل غالبية المرضى في العيادة التثقيف الصحي المقدم لهم وتجاوبهم معه والاستفادة من المعلومات المقدمة لهم. تستغرق الجلسة نصف ساعة تقريبا مع كل مريض، وتليها جلسات مراجعة لهم، فغالبيتهم لديهم مفاهيم خاطئة عن الصرع وعن كيفية تقديم المساعدة للمصاب، فلم يكن يعرفون ما معنى الصرع وما هي مسبباته، فبعض المرضى يعتقدون أنه مس وتلبس من الجن أو سحر, وأنه داء معد, فيما أنه على العكس من ذلك فهو داء عضوي له أسباب متعددة وغير معد إطلاقا, ويعتقدون أن مرضى الصرع عاجزون وغير قادرين على العمل، وأن القدرة الجسمانية لهم محدودة وأنهم غير قادرين على الزواج وتأسيس أسرة، وبالنسبة للنساء إنهن غير قادرات على الحمل والإنجاب والعيش حياة طبيعية، ومن أخطر المفاهيم الخاطئة لديهم أنه يجب إخفاء إصابة الشخص بمرض الصرع عنه أو عن المحيطين به وهذا يعرضه في أغلب الأحيان إلى مخاطر بحيث أن من حوله، لا يعرفون ماذا به فيكون تصرفهم إما بالهرب والجزع منه عندما تحدث له النوبة أو بقيامهم بتصرفات خاطئة لإسعافه وذلك يكون بتقييد الشخص في حال النوبة اعتقاد منهم أن تصرفهم هذا سوف يوقف النوبة وعلى العكس فنوبة الصرع سوف تأخذ مجراها الطبيعي ولن يستطيعوا إيقافها أو ضع شيء في فم الشخص المصاب كي لا يعض لسانه، أو إمساك لسانه خوفا من أن يبتلعه فهذا التصرف قد يتسبب بأن يقطع المريض لسانه, من أهم الإسعافات الأولية التي يجب أن يعرفها الأشخاص المحيطون بالمصاب: 1- التزام الهدوء, وعدم محاولة تقييد المصاب. 2- وضع الشخص المصاب على جانبه لتسهيل تدفق اللعاب من فمه. 3- إبعاد أي مواد صلبة أو حادة قد تتسب في إيذاء المريض ووضع وسادة تحت رأس المصاب, والأهم حساب مدة التشنجات من بدايتها إلى نهايتها. 4- معرفة متى يجب الاتصال بالإسعاف: فإذا استمر حدوث أو تكرار النوبة قبل أن يستعيد الشخص وعيه, أو إذا استمرت إحدى النوبات لأكثر من خمس دقائق, أو إذا أصيب المريض بإصابة قوية أدت إلى نزيف, أو إذا كانت هذه أو مرة يحدث فيها تشنج للمصاب.