طالب عدد من سكان مدينة القنفذة الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذهم مما وصفوه بالكارثة الصحية المرتقبة نتيجة انتشار الحفر الوعائية والحفريات التي نفذتها بعض الشركات في عدد من شوارع المحافظة وتركتها منذ أشهر دون ردم أو إكمال للمشاريع المفترض تنفيذها. وأبدى الأهالي قلقهم تجاه تعطل مشروع تغيير خطوط شبكة المياه المحلاة في بعض الأحياء حيث قامت الشركات بترك ما قامت بحفره من شوارع دون إغلاق تلك الحفر التي أصبحت مجالا خصبة لانتشار البعوض الحامل للضنك والملاريا وغيرها من الأمراض، إذ تحولت تلك الحفريات لمستنقعات نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بعض الأحياء من ناحية، وعدم وجود صرف صحي من ناحية أخرى، ما اضطر السكان إلى التوقف عن استقبال ضيوفهم وأسرهم في منازلهم. وأكد عدد من الأهالي أن المياه الآسنة تحاصر أبواب المنازل، كما تحاصر عددا من المحلات التجارية، فتحول دون دخول العملاء إليها ما ألحق خسائر فادحة للتجار وأصحاب هذه المحلات. ويشير سعيد عبدالرحمن، صاحب أحد المحلات التجارية إلى معاناته وصعوبة دخوله وخروجه إلى محله التجاري بسبب انتشار المياه الآسنة التي تنبعث منها روائح كريهة منذ عدة أشهر، مطالبا بمعاقبة تلك الشركات المتسببة في إحداث هذه المعاناة، مضيفا: استبشرنا خيرا ببدء الشركة تغيير خطوط المياة المتهالكة للمنازل، إلا أن هذه الفرحة تبددت ولم تدم سوى أيام معدودات، بعد بقاء الحال منذ أشهر على ما هو عليه. واستدرك سعيد: تسببت هذه الشركات في زيادة المعاناة بحفرها للشوارع ما تسبب في تضييقها وتعطيل الحركة المرورية بالإضافة إلى تجمع المياه في الحفريات ما ألحق ضررا بالغا للمركبات والسكان والعابرين فضلا عن انتشار البعوض وخطورة احتمال الإصابة بحمى الضنك والملاريا مطالبا الجهات المعنية بالتدخل الفوري، لافتا أن الوضع لاينبغي السكوت عليه. ومن جانبه عبر كل من محمد الغامدي وياسين علي وموسى محمد عن استيائهم من تجاهل الشركة المنفذة لواجباتها تجاه السكان والعابرين وعبروا عن مخاوفهم الكبيرة من انتشار حمى الضنك والملاريا بينهم، مشيرين إلى أن خطورة الوضع تكمن في أن تطال المشكلة الأطفال الذين لايدركون مدى خطورة المستنقعات فيمارسون اللعب على ضفاف المجاري، ما يعرضهم للدغات البعوض التي قد تكون قاتلة على حد قولهم، منوهين بأن هذه الحفريات التي نفذتها الشركات كبدتهم خسائر مادية نتيجة لمرور مركباتهم عليها دون رؤيتها خاصة في فترات المساء وكونها مغمورة بالمياه، فيما ناشدوا الجهات ذات العلاقة بإلزام هذه الشركات بسرعة إعادة طبقات الأسفلت للشوارع والوفاء بالتزاماتها تجاه ما أوكل لها من مهمات، لافتين أن الهدف من المشروع هو تجديد الشبكة لتصل المياه المحلاة نظيفة للمنازل وليس زيادة معاناة السكان من خلال الحفر وتركها دون إعادة طبقات الأسفلت. من جهتها أوضحت بلدية القنفذة أنها بصدد إعادة سفلتة بعض الشوارع المتهالكة بعد الانتهاء من المشاريع بها حتى لاتتعرض للحفر مرة أخرى.