أبرق الكبريت قرية تقع وسط الصحراء وتتوسط المسافة بين محافظتي الخفجي والنعيرية وتتبع لمحافظتين في خدماتها ومراجعاتها لذلك فقد عانى أهلها من الإهمال في كثير من الخدمات. معزي صقر العازمي معرف القرية قال: نعاني من نقص في كل الخدمات بلا استثناء حتى المياه تم قطعها عنوة، كانت للقرية خزان عتيق وقديم منذ عشرات السنين فأصبح الآن عديم الفائدة وآيلا للسقوط في أية لحظة وطالبنا لعدة سنوات بصيانته وصيانة الشبكة بأكملها .. مضت سنوات ونحن لا نكل ولا نمل من المطالبة وبعد تلك المطالبات والسنوات والمكاتبات بادرت وزارة المياه بهدم الخزان وتفاءلنا خيرا.. توقعنا أنه بعد الهدم بناء وتشييد لكن كانت المفاجأة والمعاناة أنهم هدموا الخزان ولم يتم تشييد بديل عنه.. نطالبهم بالحل فيأتينا الجواب: قريباً.. ولم يأت قريبا .. سكان أبرق الكبريت بدون مياه فلا الخزان القديم بقي ولا هم شيدوا بديلا عنه. ويضيف العازمي، الحال لا يختلف من ناحية الخدمات الصحية فمركز أبرق الكبريت يقطنه عدد كبير من السكان وهناك كثيرون من أبناء البادية يقصدونه ومع ذلك لا يوجد في القرية مركز صحي برغم مطالباتنا الكثيرة وكل يوم نتلقى وعودا دون تنفيذ. وقبل عدة أشهر تم استئجار مبنى بواسطة وزارة الصحة كمقر للمركز الصحي ومضت الشهور تباعا وطوالا والمركز مغلق لا حياة فيه، فلم يتم تأمين الكوادر الصحية والأدوية وبقي مأوى للكلاب الضالة.. والمواطنون يضطرون للسفر حوالي 150 كم ذهابا وعودة لمراجعة المستشفى في الخفجي أو النعيرية.. أما الحالات الطارئة فقد تموت قبل الوصول للمستشفى.. ويسترسل العازمي معاناتنا أيضاً من ناحية الخدمات البلدية فلا نظافة ولا شوارع ولا رصف ولا إنارة وحتى الرمال أغلقت الطرق وزحفت إلى داخل المنازل ونحن ننادي ولا أحد في الجهات المختصة يسمع أصواتنا. يستطرد العازمي من ناحية الطرق فالطريق الوحيد الذي يربط قرية أبرق الكبريت بالحياة وبالمدن الأخرى هو الطريق المؤدي إلى الخفجي وهو طريق زراعي سيئ ذو مسار واحد ضيق للغاية ولا يخلو من الحوادث باستمرار وغالب الوقت يكون مغلق جزئيا أو كليا بسبب الرمال الزاحفة ويبقى أياما وأسابيع قبل أن تأتي معدات تزيل القليل من تلك الرمال ويبقى الأكثر. ولا تنتهي معاناتنا هنا، يضيف معزي العازمي، بل إن مركز أبرق الكبريت رغم أعداد الطلبة والطالبات وتزايدهم يوما بعد يوم إلا أنه لا يوجد سوى مدرستين إحداهما ابتدائية بنين وأخرى بنات وبعد الابتدائية نحن مجبورون لنتكبد معاناة السفر والمخاطرة لأكثر من 150 كم ذهاب وعودة إلى الخفجي أو النعيرية ليحظى أبناؤنا وبناتنا بالدراسة في المتوسطة والثانوية أو لا دراسة بعد الابتدائية وغالب السكان في أبرق الكبريت لا يملكون الإمكانيات فيكتفون بالابتدائية لأولادهم وبناتهم . يواصل معرف القرية، قدمنا طلباتنا واحتياجاتنا وآمالنا إلى كافة الجهات الرسمية من البلدية وإلى الوزارات الأخرى مثل وزارة الصحة ووزارة النقل والمواصلات ووزارة المياه ووزارة التربية والتعليم لكن لم نجد أي تجاوب وبقية معاناتنا وانتظارنا لا نعلم إلى متى؟ ويقول العازمي إن مركز أبرق الكبريت الوحيد الذي يتبع محافظتين في آن واحد فنحن نتبع وزارة المياه فرع النعيرية في الخدمات الخاصة بالمياه فيما إداريا نحن نتبع محافظة الخفجي، هذا بسبب عدم وجود فرع لوزارة المياه في الخفجي ولذلك فجميع الجهات التي نتبع لها في الخفجي ما عدا المياه في النعيرية.. نحن نراجع النعيرية والخفجي لطلب الخدمات الطبية والتعليمية والتسوق لذلك فنحن نتبع محافظتين. ويختتم العازمي، عانينا بما فيه الكافية وأهمل مركز الكبريت بما فيه الكفاية ويجب أن يتم إنهاء هذه المعاناة التي نحن فيها منذ عشرات السنين .. لايوجد لدينا أي مركز حكومي غير مركز الإمارة.. فلا شرطة ولا دفاع مدني ولا أي جهة أخرى.