بين أسئلة الضربة الأمريكية العقابية ضد نظام بشار الأسد، ومراوغات النظام بتسليم أسلحته الكيماوية لينجو من الضربة وانشغال العالم بأسره بالأزمة السورية، وبين أحاديث المجازر اليومية في سوريا وألم الحياة اليومية، اخترقت «عكاظ» العمق السوري لتصل إلى قلب حلب بعد المرور بريفها، حيث المعارك التي لا تهدأ، وهدير طائرات «الميغ»، وأزيز الرصاص في كل زاوية، لتلتقي مهندس العمليات العسكرية (قائد المجلس العسكري) في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي. من جدة إلى إسطنبول فغازي عينتاب.. إلى أن وطئ مراسل «عكاظ» أقدامهم في العمق السوري عبر معبر باب السلامة، سيناريو مليء بالمفاجآت والأحداث المثيرة أخطرها النجاة من قناصة النظام. بدأت الرحلة بحديث موسع مع العكيدي، الذي اعتبر تأخير وتأجيل الضربة الأمريكية تنطوي على «صفقة» قذرة تتم صياغتها بين النظام وروسيا والولايات المتحدةالأمريكية. العكيدي كشف للمرة الأولى، عن تفاصيل انتفاضة حلب وسيطرة الثوار على 65 % من المحافظة التي طالما بقيت بعيدة عن واجهة الأحدث.. فإلى تفاصيل الحوار: • مازالت الضربة الأمريكية تتأرجح بين الصفقات السياسية.. وما يشاع عن نزع الأسلحة الكيماوية من الأسد.. كيف تقيم ما يجري في الساحة الدولية؟ حقيقة أرى فيما يجري الآن من تحركات دولية، حول إلغاء الضربة العسكرية ضد نظام الأسد مقابل نزع السلاح الكيماوي بأنه «صفقة قذرة» بين روسيا والغرب ونظام الأسد. ويبدو أن هناك محاولات لإخراج أوباما من الأزمة بعدما وعد بتوجيه ضربة عسكرية للنظام، بعد أن تجاوز الخطوط الحمراء لكنه أدرك أنه في ورطة.. • ألا تعتقد أن إلغاء الضربة يصيب الثوار بالإحباط؟ على العكس تماما، إن ما يجري في الساحة الدولية الآن، رسالة واضحة للسوريين أن يكونوا متوحدين ولا يعتمدوا على النفاق الغربي، لذلك يجب التعويل على الداخل لتشكيل جسم عسكري الهدف منه سد الثغرة عند سقوط النظام، وحتى لا تكون هناك شماعة لدى الغرب بالقول أن هناك انقساما. • بعد مرور عامين ونصف على الثورة.. ماذا كسبتم في حلب؟ حققت العمليات العسكرية ضد النظام، تحرير كامل الريف الحلبي تقريبا، بنسبة 98 بالمئة من الريف و65 بالمئة من مدينة حلب، وآخر هذه الانتصارات هو تحرير خان العسل، التي أغفلها الإعلام ربما يظنها البعض أنها صغيرة، إلا أنها في الحقيقة معقل مهم وكبير من معاقل النظام، سيما أن ترسانة الأسلحة فيها مذهل، فضلا عن كونها مقرا للشبيحة، وبالطبع هناك انتصار استراتيجي وهو تحرير مطار مينغ العسكري وهذا الحدث كان أسطورة بالنسبة للإعلام والنظام، فقد سيطر الجيش الحر على كل محتويات المطار من طائرات ودبابات ومدافع النظام السوري وضع كل ثقله في هذا المطار حتى لا يسقط. وفي المدينة حلب، تم التقدم في الأحياء القديمة وصلاح الدين وسيف الدولة بالإضافة إلى الطريق الهام جدا بالنسبة للنظام وهو الشريان الحياة بالنسبة للنظام لحلب سلمية. 48 ساعة للسيطرة على حلب • متى تغيرت موازين المواجهة في مدينة حلب؟ تغيرت موازين القوى في الثاني من رمضان الماضي، عندما أعلنا النفير العام وبدء معارك تحرير حلب الشهباء ودخلنا مدينة حلب بشكل مفاجئ وعامل الصدمة بالنسبة للنظام وعامل السرية الذي تعاملنا به وعنصر المفاجأة بأننا كنا نعمل بسرية وتنظيم كامل وكنا قد شكلنا منذ بداية تشكيل المجلس العسكري الثوري في نهاية الشهر الخامس من عام 2012 وكنت قد شكلت خلايا كثيرة نائمة في مدينة حلب ووزعنا السلاح والذخيرة للعناصر وبدأنا التنظيم والتخطيط لدخول حلب بشكل سري جدا وبشكل محترف خلال 48 ساعة دخلنا حلب وحررناها من النظام. وشبيحته وكانت هذه أكثر الإنجازات وكانت بدء تغيير موازين القوى عندما دخلنا حلب وأسقطنا هيبة النظام وأسطورته وأسطورة شبيحته التي ملأت مدينة حلب. • لكن الأمور في حلب تبدو هادئة.. فالنظام يسيطر على مناطق والحر على مناطق أخرى وما من تقدم للطرفين؟ بعد أن دخلنا مدينة حلب وبسطنا سيطرتنا على 65 بالمئة من حلب حيث وصلنا بالبدايات إلى اوتستراد الحمدانية، فبعد أن وسعنا سيطرتنا وحصنا مواقعنا عدنا إلى تكتيك آخر وهو إعادة السيطرة على القطاعات العسكرية وإعادة الثكنات العسكرية الموجودة في الريف. وبالنسبة للأسلحة مررنا بفترة فيها هدوء في مدينة حلب لعدم وجود الذخيرة لكن ما غنمناه من السلاح عدنا وتحركنا من جديد.. وسأقول لك سرا إن ما جاء للثوار من سلاح في رمضان قبل الماضي لم يأتنا من بعده ربعه، أي خلال عام لم يأتنا ربع ما حصلنا عليه من سلاح في شهر واحد وهذا كان سببا أساسيا في الهدوء النسبي. • كيف كانت الاستراتيجية العسكرية في دخول حلب.. وهل تغيرت بعد ذلك؟ في البداية كانت الاستراتيجية، دخول حلب والسيطرة على أجزاء منها، والتمركز فيها والقضاء على الشبيحة ورفع الظلم عن إخوتنا المتظاهرين وعدنا إلى استراتيجية تحرير الثكنات العسكرية في الريف وكتائب الدفاع الجوي الموجودة في الريف ثم محاصرة الفوج 46 وهو فوج ضخم جدا فوج قوات خاصة ويحتاج إلى أكثر من فرقة لتحريره وتم تحريره ومن ثم كلية المشاة والتي كانت معقلا كبيرا للنظام بعد حصار دام أكثر من شهر ثم اللواء 135 في عفرين وأيضا منطقة الشيخ سليمان والفوج 111 بالإضافة إلى سيطرة الدفاع الجوي ومنطقة الباب هذه الاستراتيجية اتبعناها أيضا في تحرير المطارات كان آخرها مطار منغ العسكري، والآن مطار النيرب تحت الحصار وكويرس وجميع الثكنات العسكرية محاصرة، فالحطة التي نعتمدها هي، الحصار ثم الانقضاض. • بعد تحرير منغ اتجهتم لكويرس ما هي المقارنة الاستراتيجية بين المطارين؟ مطار كويرس أكبر ويعتبر من أكبر المطارات في سوريا، حيث تتواجد فيه الكلية الجوية ومعهد التأهيل الجوي، إنه مطار واسع وضخم يحتوي على إمكانات كبيرة. هذه قصة دخول حلب وقلب الطاولة على النظام • هل مازال الطيران يشكل هاجسا لكم في الميدان؟ طبعا الطيران ما زال يشكل هاجسا لدينا، ولولاه لانتصرنا منذ زمن بعيد. • السؤال المحير عسكريا واجتماعيا.. كيف انتفضت حلب بعد الرقاد؟ إنها قصة مثيرة وتكاد لا تصدق.. بداية شرعت في جهد شخصي وفردي وبدون أي دعم من أي جهة وبدأت عملي في ريف حلب، وبعد أن شكلت كتيبة عمر بن العاص وشكلنا المجلس العسكري في ريف إدلب اتجهت إلى مدينة حلب وبدأت العمل من مدينة تل منين ورفعت. وبدأت أستجلب بعض القوى في مدينة حلب وتشكيل خلايا ومجموعات من 10 أشخاص و12 وربما 8 أو 7 وبدأنا نعمل على هذا الموضوع بشكل سري جدا، حتى أن المجموعات لا تعرف بعضها بشكل جيد إلا قادة المجموعات، لأنني كنت أجمعهم.. وبدأنا بجلب الأسلحة وكل ذلك بشكل سري تماما إلى مدينة حلب. • ما هي كمية السلاح التي دخلت حلب؟ كانت قليلة جدا حصلت على 150 بارودة وبندقية كلاشينكوف وزعت 50 للريف و100 للخلايا النائمة ومن ثم 100 قناصة و75 قناصة من نوع آخر يعني تقريبا 250 قناصة و100 بارودة كلاشينكوف وكانت هناك همة وعزيمة عالية جدا وإرادة وإيمان بالله.. ودخلنا حلب مع الخلايا النائمة داخل حلب بما لا يتجاوز كله 500 مقاتل في الداخل والخارج. • البعض يقول إن دخولكم مدينة حلب دمرها؟ النظام هو الذي يدمر المدن في حال دخلناها أو لم ندخلها. • كانت حلب بعيدة عن الصراع ومستقرة.. ماذا جرى؟ هناك مفارقة قائمة في سوريا.. إما أن تكونوا مؤيدين للنظام ولستم مع الثورة .. وإما أن ندمر مدينتكم.. الناس كانت تغلي في مدينة حلب والنظام كان دائما يحاول إفهام الناس بأن حلب ليست مع الثورة وأن أهلها هم مؤيدون للنظام وهذا الكلام غير صحيح.. أهالي حلب هم مع الثورة وهم أصحاب شهامة وكرامة ولكن حجم الضغط من النظام والشبيحة يجعلهم يخافون كثيرا وملتزمين الصمت ولكن في حقيقة الأمر هم مع الجيش الحر. كنا مخيرين.. إما أن ندمر لأننا مع الثورة أو نبقى صامدين، والحجر ليس مهما يعاد بناؤه إلا أن للحرية ثمنا غاليا جدا. 200 مقاتل اقتحموا مطار منغ العسكري • قصة مطار مينغ كيف تم تحريره وهل كانت الكتائب التي ساهمت في تحريره إسلامية أكثر من الجيش الحر؟ هذا ظلم بحق الجيش الحر .. فهو من حاصر المطار منذ حوالي 9 أشهر بالرغم من الشح في الذخيرة والسلاح ولكن كانت الاستراتيجية أن نحاصر المطار إلى أن نخنق عناصر النظام في الداخل منعنا عنهم الماء والغذاء وكل شيء بينما كان النظام دائما ينزل لهم الطعام والمواد الغذائية والوقود والذخيرة عن طريق المظلات بالطائرات في الأشهر الأربعة الأخيرة طلبت بعض الكتائب الإسلامية وبينهم جيش المهاجرين الانضمام إلى هذه العملية فتمت الموافقة من قبل كتائب الجيش الحر وانضموا إلى الجيش الحر إلا أن الغالبية من المحاصرين للمطار هم من ألوية وكتائب الجيش الحر ولكن للإنصاف عملية الاقتحام تمت من قبل جيش المهاجرين وهم عبارة عن مجموعة مؤلفة من 200 مقاتل 150 منهم من جيش الإسلامين و50 مقاتلا من الجيش الحر هذا في عملية الاقتحام أما عملية الحصار فكانت الغالبية الكبرى من الجيش الحر وتم بعون الله بوضع خطة محكمة. • كيف انشق العكيدي؟ كان ذلك من أسعد أيام حياتي.. كنت أعيش قبل الانشقاق كابوسا.. أجلس في مكتبي يوميا وأقفله وأجهش بالبكاء.. كنا مراقبين في دائرة الأشغال العسكرية. وفي دمشق كنت عندما أشاهد التلفاز أبكي وأنتظر اللحظة التي تسمح لي بالانشقاق، وفي هذه الآونة كنت أنسق مع زوجتي، بعد أن بدأت ألمح لإخوتي لا أكثر.. ولم يعرف أحدا بموضوع الانشقاق أبدا.. ولا أتكلم بالموضع على الموبايل بل وجها لوجه حت كنا نهمس لأن هذا النظام لئيم وحقير جدا.. وأخيرا بعد تكتم كبير تمكنت من الانشقاق في منطقة غرب معرة النعمان. • كيف حدث ذلك؟ خرجت في إجازة نظامية في 6 مارس 2012، ونزلت في منطقة معرة شورين ومنطقة تل دبس في منطقة شرق معرة النعمان وعشت بين أهالي المنطقة شهرا ونصف الشهر تقريبا.. وأحضرت عائلتي بعد نزولي بخمسة أيام تم تهريب العائلة عن طريق إخوتي بعد خروجي من القطعة أخبرت إخوتي أني مخطوف حتى لا يؤذي النظام عائلتي وبعد وصول عائلتي إلى إدلب أعلنت انشقاقي. نجحت في التحايل على النظام • ما هي تداعيات الانشقاق على المستوى العائلي؟ كانت النتيجة ملاحقة عائلتي بالكامل وحتى كل من يحمل اسم العائلة في ريف حلب أو قرية زيتان أصبح ملاحقا وأصبح لا يستطيع النزول إلى المدينة.. ولا يستطيعون النزول إلى دوائرهم الحكومية، ومع ذلك لم ألق لوما من قبل العائلة وأصبحوا كلهم ثوارا، علما أنهم من أوائل العائلات التي انتفضت في الريف الجنوبي في حلب. • ما الصورة التي يمكن أن تنقلها لنا من داخل تلك المؤسسة العسكرية؟ سأقول كلاما للمرة الأولى أوجهه للإعلام.. هذه الثورة بالنسبة للضباط العلويين هي حرب وجود أو لا وجود، هم يعتبرون هذه الثورة نهاية الحكم العلوي وبالتالي سيدافعون عن النظام بكل ما يستطيعون حتى لو دمروا سوريا بالكامل وكانوا يعتبرون أن هذا الشعب لا يحكم إلا ب «الحذاء العسكري» ولا يحكم إلا بالحديد والنار، فكانت هذه سياستهم ونية الانشقاق موجودة عند كل الضباط السنة أو لنقل أكثر من 95 بالمئة من الضباط السنة لديهم الرغبة والنية بترك النظام لكن الكل يخشى حقد النظام كما أن لكل منهم ظروفه. العكيدي يشرح اختراق النظام للكتائب الإسلامية • أنتقل إلى العلاقات بين الكتائب.. ما هي طبيعة العلاقة بين الكتائب الإسلامية وكيف تصفها الآن؟ حقيقة .. العلاقة جيدة نحن تربطنا مع الجميع علاقة جيدة فأنا تربطني علاقة وثيقة مع جميع الكتائب الموجودة في حلب وعلى تواصل دائم مع الجميع.. وهنا يجب أن نشرح شيئا يغفله الجميع.. هناك تطرف وهناك إسلاميون وهناك تجاوزات عند الجيش الحر ولا أدري لماذا الكل يغفل عن دور النظام في ذلك. فالنظام لديه العديد من الاختراقات في الجيش الحر والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة ودولة العراق والشام وزرع عناصر فاسدة بين هذه المجموعات. نحن دخلنا المدينة وهناك شبيحة كثيرون ومنهم عناصر أمن لم يغادروا المناطق المحررة وأعلنوا توبتهم وانضمامهم للجيش الحر ومنهم من شكل ألوية ولكن بقيت تبعيتهم للنظام وبقوا في السلوك الفاسد. هناك الكثير من الأخطاء في الثورة.. فعناصرنا فجأة رأوا أنفسهم يواجهون النظام وليس لديهم ثقافة عن أصول الجهاد الصحيح والبعيدة عن التطرف ونحن بحاجة إلى جهد كبير من كل القوى حتى نبني جيلا واعيا مثقفا بعيدا عن التطرف والتسيب يعلم ما هي الثورة وما هي الحرية.. وأنا قلت في مؤتمر الإسلام والعدالة الانتقالية وعلماء الدين إنه لا بد من إصلاح الجيش الحر وتوعيتهم بأصول دينهم المعتدل. • الكل يبتعد عن الوضوح في التعامل مع جبهة النصرة. لماذا؟ نحن نقاتل النظام في خندق واحد منذ دخولنا مدينة حلب وهم لديهم أخطاء كما لدينا أخطاء وأنا على تواصل معهم وأوجه النقد لهم وجها لوجه وهم يتقبلون النقد ونتناقش بشكل طبيعي. والإعلام يضخم الكثير من الأمور وهي ليست موجودة وحقيقة لا يكفرون أحدا ولا يكفرون الجيش الحر وليس لديهم طمع في إنشاء دولة إسلامية. وأنا أشكل مظلة لكل الجماعات وعلاقتي جيدة مع الجميع لتفادي أي صدام أو فتنة ممكن أن يخلقها أحد من الأطراف الخارجية أو من النظام على هذا الموضوع ونحن في معركة. • من خلال حديثك لمست رغبتك في أسلمة الجيش ..ألا تعتقد بأن هذا التوجه يمس النسيج الاجتماعي السوري المتنوع دينيا وطائفيا؟ نحن نسعى إلى جيش وطني والوطن للجميع واحترام الثقافات وهذا الشيء واجب وسوريا هي ذات غالبية سنية وطبيعي أن يكون الحكم للسنة وعلينا احترام كل الثقافات للأقليات وإحقاق الحقوق لهم. • في هذه الحالة ما موقف المسيحي والعلوي والإسماعيلي وغيره؟ نحن نقول سننشئ مكتب دعوة وإرشاد في الجيش للتوعية وهم كلهم من السنة وليس لنشر الدين الإسلامي. «pyd» عملاء النظام السوري ويعملون ضد الثورة • ننتقل إلى المحور الكردي.. ما هو سبب اندلاع المواجهة بين الإسلاميين والأكراد؟ لا يوجد صراع بين الأكراد والإسلامين وعلى مدار التاريخ لم يحصل صراع عربي كردي والخلاف الذي حصل والجيش الحر بمختلف مكوناته. لكن فصيل (pyd) التابع لحزب العمال الكردستاني هو جزء وفصيل من فصائل هذا النظام يتعاونون مع النظام بشكل كبير جدا، هناك وفود كثيرة التقت معهم من الجيش الحر وبتوجيهات منا بأن يعودوا إلى رشدهم وأن يكونوا جزءا فاعلا من هذه الثورة مرحبا بهم ويكونوا أيضا جزءا من الجيش الحر حتى نقاتل هذا النظام وتكون هذه البلد حرة مستقلة وموحدة ولجميع السوريين. • بالنسبة لفصائل (pyd) هم دائما ينفون التهم المنسوبة لهم ويقولون إن لديهم معتقلين إلى الآن في السجون السورية، هل من مستمسك حقيقي على تعاملهم بالنظام؟ الطيران الأسدي يهبط عندهم ويقدم لهم السلاح والذخيرة، في عفرين عندما هربت دبابات النظام وجنودهم من مطار منغ العسكري وكل العالم رأى كيف استقبلوهم وكأنهم يستقبلون فاتحين ولم يسلمهم للجيش الحر. • منذ فترة أشيع على خلافات بينك وبين هيئة الأركان وتحديدا مع اللواء سليم إدريس.. كيف ترد؟ أستغرب من أين تأتي الصحف والإعلام بهذه التأويلات، ليس هناك خلاف معه، كان خلافي مع مجلس القيادة العليا وليس جذريا وأنا كنت عضوا في هذه القيادة وقائد مجلس عسكري وكان هناك اعتراض بأن لا يسمح لي بأن أكون في منصبين فاخترت أن أستقيل من هذه القيادة، في البداية لم يخيروني وإنما حاولوا عزلي وبتوجيهات خارجية من لؤي مقداد وغيره من عملاء النظام وتم عزلي من المجلس العسكري في حلب وبشكل فيه شيء من الوقاحة وقلة الاحترام، فأنا لم أتخذ أي إجراء وإنما كافة الألوية والكتائب في حلب هي التي ردت على هذا الإجرام حيث أصدرت بيانات إدانة واستنكار لهذا العمل وطالبت بأنه لن يكون قائد في المجلس العسكري في مدينة حلب إلا العقيد عبدالجبار العكيدي. واستقلت من مجلس القيادة العسكرية العليا ولم أستقل من الأركان وما زلت عضوا في الأركان وأتبع للأركان وعلى علاقة جيدة مع اللواء سليم وكافة أعضاء قيادة الأركان. • بالنسبة لما أشيع حول تشكيل جيش بقيادة مناف طلاس يجمع كل العناصر والكتائب المقاتلة.. ما هو موقفك من ترشيح مناف طلاس؟ أظن أن الموضوع سابق لأوانه وموضوع تشكيل الجيش يجب أن يشكل في الداخل ويجب أن يشكل من القوى التي قارعت هذا النظام فلا يشكل من الخارج والقوى الموجودة في الخارج وسيكونون ممن كان لهم دور في تحرير البلد وإسقاط النظام والنظام لم يسقط بعد لنتحدث عن تشكيل حكومة. • ما موقفك من تشكيل حكومة؟ نتمنى أن تشكل حكومة لكن في الداخل من أصحاب الكفاءات ومن الوطنيين من سياسين واقتصاديين والذين قاموا بالثورة ضمن هذا البلد لكن نرفض أي تشكيل حكومة خارجية. • وهل ستكونون قادرين على حمايتها في الداخل؟ بالتأكيد، وهم ليسوا أفضل منا مثلما نحن موجودون بالداخل فليتواجدوا بالداخل ونحن مستعدون لتأمين الحماية للحكومة ولأعضاء ومبنى الحكومة ولكن نحن كجيش حر فإن مسؤليتنا هي إسقاط النظام وحماية الشعب وليس كما كان النظام لحماية النظام فقط. • ماذا ترديون أنتم العسكريين من الحكومة؟ لا نريد أن تكون الحكومة أداة إقليمية لأي جهة، نريدها أن تكون سوريا خالصة تعمل من أجل الشعب السوري، ونحن بطبيعة الحال ليس لدينا تصور عن شكل هذه الحكومة وكل ما نطلبه بأن تكون في الداخل ومن الداخل وليست مفروضة علينا من الخارج.