يناقش الكونغرس الأمريكي، اليوم، السماح للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربة عسكرية على النظام السوري، في الوقت الذي أبدت الإدارة الأمريكية ترحيبا بالمقترح الروسي مع بعض التشكيك بالالتزام السوري، ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول اتجاه الأمور. النائب في البرلمان اللبناني بطرس حرب اعتبر أن «الاقتراح الروسي بشأن سوريا نقل عملية مخاطر وقوع الضربة العسكرية الأمريكية إلى مكان آخر، واستبدل العملية العسكرية بالمساعي الدبلوماسية التي يمكن أن تؤدي إلى تفادي اللجوء إلى الضربة العسكرية لمواجهة عملية استخدام السلاح الكيميائي في سوريا»، مؤكدا أن «هذا لا يعني أن مخاطر وقوع هذا الاشتباك زالت، فالطرح لا يزال فكرة يجب أن تتبلور»، وتابع: «في حال لم يحصل اتفاق على هذا الأمر، أو كان الاقتراح مناورة للالتفاف على الخيار العسكري، فهذه المناورة ستسقط ولن تنجح». ورأى أن «الرئيس الأمريكي باراك أوباما حير العالم بمواقفه»، معتبرا أن «هناك تراجعا كبيرا في الاندفاعة العسكرية التي كانت أمريكا أعلنت عنها»، لافتا إلى أن «المناورة الأخيرة جعلت العالم في حيرة، وأوباما قد رأى في المقترح الروسي مخرجا في هذا الأمر قد يجنبه الوقوع في منظومة عسكرية أمريكية، بعد أن وعد شعبه أنه لن يخوض حروبا». وفي الموضوع الحكومي، لفت حرب إلى أن «تحالف 8 آذار لا يزال قائما وهو متمسك بحق الفيتو، وهذا الأمر أربك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، وسيتم تحميلهما مسؤولية انجرار البلد إلى أحداث ما بحال قاما بممارسة صلاحياتهما إذا لم يأخذا بعين الاعتبار شروط 8 آذار»، مضيفا: «الظروف المحيطة بنا في المنطقة عقدت الأمور ودفعت سليمان إلى التريث، ونتمنى أن ينفرج الأمر ويتم تشكيل الحكومة». فيما قال المحلل السياسي الدكتور ألبير خوري ل«عكاظ»: «نحن نعيش أسوأ أداء بالسياسة الخارجية بتاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، هناك ما يشبه التخبط الذي يؤشر على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما غير ممسك بالأمور كرئيس لأكبر دولة في العالم». وأضاف الدكتور خوري ل«عكاظ»: «خلال ثمانٍ وأربعين ساعة سمعنا تصريحين متناقضين من الرئيس أوباما، عندما قال في قمة العشرين إنه متأكد من موافقة الكونغرس على الضربة، وامس ينفي تأكده من هذه الموافقة، فمن غير المقبول أن يصدر هكذا مواقف من رئيس أمريكي. من هنا نرى أن الأمور تتجه إلى مزيد من التأزم في حال عدم حصول الضربة، والى مزيد من المجازر التي سيرتكبها النظام بحق شعبه، وهذا كله يتحمل مسؤوليته الرئيس الأمريكي باراك أوباما». فيما المحلل الاستراتيجي الدكتور محمد عبدالغني قال ل«عكاظ»: «لن يتأخر العالم قبل أن يدرك ويلمس مهارة الأسد ونظامه بالتملص من الاتفاقيات والتفاهمات، وما على الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوى الاطلاع على الصحف منذ بداية الثورة السورية، وكيف تملص النظام من مبادرة الجامعة العربية، ثم من مهمة كوفي أنان، وصولا إلى استعماله الكيماوي خلال تواجد المراقبين الدوليين». وختم عبدالغني ل«عكاظ»: «العالم، بسكوته عن جريمة الكيماوي، وجه رسالة خطرة إلى العالم وللمنظمات الإرهابية بأنها قادرة على العمل بحرية، حيث لا عقاب ولا قانون دوليا ولا قيم إنسانية، العالم مهدد أن يدخل مرحلة مظلمة جديدة».