ترك ابتعاد الشخصيات الوحداوية المرموقة ورجال الأعمال في العاصمة المقدسة عن الترشح لرئاسة نادي الوحدة، باب التساؤلات مفتوحا على مصراعيه تجاه السبب الحقيقي وراء هذا العزوف والنظرة المستقبلية للنادي المكي، وبينما يقترب موعد انعقاد الجمعية العمومية يساور عشاق الفرسان القلق تجاه مستقبل ناديهم مع المرشحين الجدد، لاسيما في ظل أزمة الديون الخانقة. يتبارى 3 مرشحين للرئاسة فقط في ميدان المنافسة في حين لم يكتمل نصاب المرشحين لعضوية المجلس، على النقيض مما كان يحدث في الجمعيات السابقة، حيث يحتدم السباق بين كبار رجالات المال والأعمال في العاصمة المقدسة على كرسي الرئاسة. يقول الرئيس السابق جمال تونسي: جيلي أخذ فرصته كاملة في العمل الإداري بعد أن تسلم المهمة من جيل العمالقة أمثال عبدالله عريف وعبدالوهاب صبان ومحمد بصنوي وغيرهم، وجاء الدور على الجيل الحالي لتولي دفة القيادة لأن الوقت الحالي هو وقتهم والبركة في الشباب. ومضى يقول: نحن نلعب دور الداعم والمحب فهناك نخبة من الشباب الذين تقدموا لعضوية المجلس ورئاسة النادي أعمارهم تتراوح ما بين ال35 وال40 وهذا السن يمثل مرحلة نضوج لفكر الشخص فهم يحملون مؤهلات دراسية عالية وبينهم من هو متخصص في الرياضة وسبق له ممارستها على أرض الواقع، فالخبرة والحيوية موجودتان في الأشخاص الذين تقدموا فلا بد أن نمنحهم الفرصة وندعمهم ولا نتدخل في عملهم. أما عبدالمعطي كعكي وهو الرئيس السابق فقال: لا نفضل تكرار ذات الوجوه في قيادة مجلس الوحدة القادم لأننا منذ عشر سنوات ندور في حلقة واحدة في تكرار ذات الوجوه فلا بد أن نعطي الفرصة لغيرنا، فأنا مثلا أخذت فرصتي في العمل كمشرف على الكرة وكرئيس لمجلس الادارة، لذلك لا بد من فتح الباب لأشخاص آخرين يتولون أمر الادارة. وأبدى الكعكي استغرابه الكبير من الأصوات التي تعالت قبل بضعة شهور تطالب بعقد جمعية عمومية وحينما فتح باب الترشح صدمنا بأن المجلس لم يكتمل نصابه، فقد توقعنا ان يفوق عدد المترشحين ال30. وطالب في السياق ذاته بأن يعاد فتح الجمعية مرة أخرى ومنح كل من لديه نقص في أوراقه فرصة للتصحيح ومن يريد التقدم تفتح له الفرصة مرة أخرى. ويبرر عضو مجلس الإدارة السابق سعد جميل عدم ترشحه لكون الوضع الراهن لم يشجعه على ذلك، لأن من يقدم على هكذا خطوة يعتبر مغامرا، لأن فرص النجاح قليلة في ظل تدهور فني ومالي غير مسبوق، فضلا عن عزوف جماهيري وشرفي وتدني طموح وتطلعات المحبين في عودة فريقهم ما قبل خمس سنوات، حينما كان ندا قويا للأندية الكبيرة، فقد ساهمت الادارة الحالية بدون شك في إضعاف الوحداويين وتفككهم فلم تحقق نتائج إيجابية حتى عاد الفريق للأولى، وهذا يحدث للمرة الأولى وهو دليل قاطع على حالة الوهن الفني لاسيما في ظل عدم جلب عناصر ذات مخزون فني كبير، لذلك فضلت عدم الترشح والمجازفة. أما عبدالله خوقير المشرف السابق على كرة القدم وعضو مجلس الادارة فقال إنه مبتعد عن النادي منذ خمس سنوات، لأن الأجواء الصحية غير متوفرة على الإطلاق، فقد دخل على الخط من همه الوحيد محاربة الشخص الناجح تحت مسمى عضو شرف، ولا يوجد لديه خبرة أو مال أو فكر كروي وهمه الوحيد تطفيش الادارة وعرقلة العمل الناجح الذي يستفيد منه النادي، ومع الأسف الشديد أقولها بمرارة مجتمعنا الرياضي في مكة متحزب، لذلك ابتعدت ولكن يبقى لهذا الكيان الكبير عشق في دواخلنا. وحمل نائب الرئيس سابقا رائد عرب من نصبوا أنفسهم أوصياء على النادي في السنوات الأخيرة مسؤولية عزوف أهل المال والفكر والخبرة عن الترشح، وقال رحلوا لأنهم لم يجدوا ما يشجعهم ويحفزهم على العودة للنادي أو على العمل في رئاسته أو حتى عضوية المجلس المقبل، فالنادي مثقل بالديون والفريق مفرغ من النجوم وحالته يرثى لها، حيث يحتاج إلى تغيير أكثر من 7 لاعبين والجماهير هجرت المدرجات فقد همشونا طيلة الفترة الماضية، لذلك فضلت الابتعاد لأنه لا يوجد عامل مغر يدفعني للعمل في النادي في الوقت الراهن.