اعتبر خبراء عسكريون وأمنيون الحادث الإرهابي الذي استهدف وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم محاولة لإثارة الفوضى في البلاد، وقالوا في تصريحات ل «عكاظ» إن مثل هذه العمليات الإرهابية تؤكد أن جماعة الإخوان والموالين لهم يحملون فكرا إرهابيا يحركهم ولا يستمعون لصوت الواقع والعقل.. وبعد أن فقدوا القدرة على التواصل المجتمعي أصبح الحديث عن مصالحة وطنية معهم أمرا عبثيا. وقال اللواء رضا يعقوب الخبير الأمني: إن للإرهاب أسلوبين، أولهما إرهاب إستراتيجي لضرب نظام الحكم وتدميره بإحراق مؤسسات الدولة ومهاجمتها وإحداث حالة من الفوضى، وهذا الأسلوب فشل فيه الإخوان وأنصارهم، ولذلك هم يتبعون الآن أسلوب تكتيكي في عملياتهم الإرهابية من خلال استهداف شخصيات عامة ومسؤولين وإحداث الفوضى . وطالب أجهزة الأمن بتوسيع دائرة الاشتباه واليقظة وتفعيل دور أجهزة الكشف عن المفرقعات، واستخدام الكلاب البوليسية، لتمشيط الشوارع والطرق لكشف أية مفرقعات أو قنابل تستخدمها العناصر الإرهابية في التفجيرات. ورأى يعقوب أن استمرار فكر سيد قطب لدى عناصر جماعة الإخوان وتنفيذ جرائم إرهابية عمليا على أرض الوطن يستحيل معه فتح أي باب للتفاوض أو تحقيق مصالحة وطنية مجتمعية بل الحديث عن المصالحة في هذا التوقيت «فنانتازيا» لا يحتملها الواقع الراهن. من جهته قال اللواء «نبيل فؤاد» الخبير العسكرى والإستراتيجي: إن عملية الهجوم على موكب وزير الداخلية محلية التنفيذ، مستبعدا وجود أي عناصر «جهادية» أو جماعات متطرفة من أي بلد آخر، مشيرا إلى أن الشبهات كلها تثار حول جماعة الإخوان لأنها جماعة بلا رأس الآن وخاصة بعد حبس قياداتها وملاحقتهم. وهو ما أصاب عناصر الجماعة بحالة من الفوضى والتخبط .. وشدد على أنه لا يستقيم بأي حال من الأحوال الاستجابة لمناداة البعض بإقامة حوار وطني مع قتلة إرهابيين وآخرين منهم يعدون مصابين بلوثة الفوضى والتخبط. ورأى اللواء «فؤاد علام» وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، أن الهجوم الإرهابي الذي تعرض له موكب وزير الداخلية يعكس حقيقة أن جماعات الإسلام السياسي لا تريد أن تتعلم أو تأخذ العظة من الماضي، مؤكدا أن الإرهاب لن يوصلها إلى أية نتيجة. وقال متسائلا: كيف يمكن إقامة حوار وطني لتحقيق المصالحة مع أناس لا يعرفون سوى لغة الدم والعنف ؟.. ومن ناحيته قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي ومدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية: إن عمليات الاغتيالات التي تتعرض لها الرموز السياسية تأتي بنتائج عكسية لمن ينفذها موضحا أن ارتكابها يزيد الإيمان بالوطن وحب الشعب لدولته وإيمانه بثورته. وتوقع «اليزل» بدء محاولة جديدة لاغتيال بعض الرموز والشخصيات الأمنية في الدولة. إلى ذلك أكد اللواء محسن حفظي «مساعد أول وزير الداخلية السابق لشؤون الأمن والخبير في مكافحة الإرهاب» أن حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية يتناغم مع فكر جماعة الإخوان واعتيادها الإقدام على مثل هذه الجرائم. وقال: إنه لا يستبعد تفخيخ السيارة التي استخدمت في الحادث خارج حدود مصر بأي من الدول المناوئة أو في قطاع غزة، لافتا إلى أنه ليست أول مرة تدخل مصر سيارات مفخخة .