رجحت وزارة الداخلية المصرية أن تكون محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم بضاحية مدينة نصر أمس تمت بعملية انتحارية، مشيرة الى العثور على أشلاء بشرية في الحادث الذي أدى الى اصابة 22 شخصا حسب وزارة الصحة، بينما تعهدت رئاسة الجمهورية بالقضاء على الإرهاب وملاحقة الإرهابيين وتقديمهم إلى العدالة، مؤكدة أنها لن تسمح للإرهاب الذي سبق أن دحره الشعب المصري في الثمانينيات والتسعينيات (من القرن الماضي) أن يطل بوجهه القبيح من جديد. ورأى اللواء ابراهيم أن محاولة اغتياله بداية موجة من الارهاب وتنم عن خسة مرتكبيه وتعكس توجهاً إرهابياً للنيل من أمن واستقرار البلاد وترويع الآمنين. وقال في تصريح إن اللحظات الراهنة التي تمر بها مصر بكل ما فيها من تحديات وما تحملها من مخاطر تتطلب من الجميع التلاحم والتسلح بأقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة. وأكد عزم رجال الأمن على مواصلة الجهود وملاحقة العناصر الإجرامية التي تحاول النيل من أمن واستقرار البلاد ومقدرات الشعب المصري مهما كلفهم ذلك من تضحيات. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه بداية لموجة من الارهاب قال اللواء ابراهيم هذه ليست النهاية لكنها البداية ولن ينتصروا وبإذن الله سنحاربهم. وأفادت وزارة الداخلية المصرية في بيان ان تقديرات الأجهزة الأمنية المختصة بالوزارة أشارت عقب الفحص المبدئي لمكان الحادث إلى تورط عناصر إرهابية في ارتكابه، مع وجود احتمال أن يكون تفجيراً انتحاريا نجم عن عبوة شديدة الانفجار وضعت داخل حقيبة في إحدى السيارات المتوقفة على يمين الطريق. ولفتت الى أنه تم العثور في الموقع على أشلاء آدمية يتم التحقق من هويتها. وأوضحت أن الانفجار أحدث موجة انفجارية شديدة أسفرت عن إصابة 10 من رجال الشرطة هم 4 ضباط، و6 أفراد بإصابات بعضهم إصاباتهم حرجة، إلى جانب 11 مدنياً تصادف وجودهم بمنطقة الحادث بينهم طفل يبلغ عمره 7 سنوات بترت قدمه اليمنى، وتم نقلهم جميعاً للمستشفيات لتلقي العلاج، بالإضافة إلى تحطم حوائط عدة طوابق بالعقار رقم 17 شارع مصطفى النحاس والواجهات الزجاجية للعقارات المجاورة لمحل الحادث، وإتلاف عدد من السيارات. واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن أجهزتها تكثف جهودها لكشف ملابسات الحادث وملاحقة مرتكبيه، مؤكدة عزمها الأكيد على استمرار ملاحقة العناصر الإرهابية واتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء كل من يثبت تورطه في أعمال تخل بأمن البلاد واستقرار المجتمع. من جهته أفاد مدير أمن القاهرة اللواء أسامة الصغير ان الانفجار وقع بعد ثوان من مغادرة وزير الداخلية لمنزله في ضاحية نصر متجها الى مكتبه، موضحا أن قائد السيارة التي استخدمت في محاولة الاغتيال لقي مصرعه في الحال وان سيارة الوزير المصفحة تعرضت لاطلاق نار كثيف خلال الهجوم. وقال ان رجال البحث الجنائي عثروا على اشلاء لجثة يقوم الطب الشرعي بفحصها وتحليلها للتعرف على هوية الجاني. وروى عدد من شهود العيان تفاصيل الحادث، فقال المواطن المصري محمد رأفت كنت أقف بجوار «كشك» وطلب مني رجال شرطة الابتعاد لمرور موكب وزير الداخلية. وتحركت مسافة قصيرة ثم سمعت صوت دوي هائل. وأضاف نظرت ورائي ورأيت أشلاء وقيل لي ان سيارة متوقفة انفجرت قرب الموكب. وكان اللواء ابراهيم قال في مقابلة تلفزيونية هذا الاسبوع انه تلقى معلومات عن استهدافه من قبل عناصر خارجية، موضحا أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي زوده بسيارة مدرعة.