اتخذت الأجهزة الأمنية اللبنانية بالتعاون مع السفارة الفرنسية في بيروت إجراءات أمنية استثنائية أمام المقرات الفرنسية الدبلوماسية والتربوية في لبنان مترافقا مع تحذير وجهته السفارة الفرنسية لرعاياها في لبنان بضرورة المغادرة والتحسب لأي تدهور أمني، وذلك على خلفية التهديدات التي أطلقها بشار الأسد ضد فرنسا في حواره الصحفي الأخير. عضو لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية والمحاضر في جامعة ليون الفرنسية الدكتور وليد عربيد اعتبر في تصريح خاص ب(عكاظ) أن التهديدات السورية لفرنسا هي مجرد ظاهرة صوتية لا ارتدادات فعلية له على الأرض، وقصد به بشار الأسد التهويل على الرأي العام الفرنسي وعلى الرأي العام الأوروبي لمنع حكوماتهم من منح أمريكا الضوء الأخضر بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وشرح الدكتور عربيد رؤيته من خلال موقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي وجه لوما للصحيفة الفرنسية لوفيغارو وساءلها كيف تمنح النظام السوري مبررا حرا للتهويل على الشعب الفرنسي وعلى الرأي العام الأوروبي عموما. فالرئيس الفرنسي أخذ التهديد على محمل الجد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل باستطاعة النظام السوري اللعب على هذه الورقة لاسيما أنه لدى سوريا مصالح في أوروبا؟ ويتابع الدكتور عربيد ل(عكاظ): «الحكومة الفرنسية حملت التهديد السوري على محمل الجد وأيقنت أنه سيكون للنظام السوري موقف باتجاه زعزعة المصالح الفرنسية في الشرق الأوسط»، مستبعدا ان تكون هذه الزعزعة عبر تفجيرات لمراكز فرنسية أو عبر خطف مواطنين ودبلوماسيين فرنسيين، فالرئيسان الفرنسي والأمريكي سيستبقان هذه الزعزعة من خلال حضورهما لقمة العشرين واللقاء المرتقب مع الرئيس الروسي الذي من خلاله سيعمل على ضبط التهور السوري. وختم الدكتور عربيد: «النظام السوري لو كان يهدف الى زعزعة الاستقرار الفرنسي لن يقدم على تهديده، سينفذ مباشرة ليشل ردة الفعل الفرنسية السريعة، التهويل كان هدفه فقط الضغط الشعبي على الحكومات الاوروبية لمنع الضربة».