(الكدادة) مهنة البسطاء ومصدر عيشهم الوحيد، تجدهم في كل شارع يهيمون، ليست لهم مواقف خاصة بمكة تجمع شتاتهم بعد أن أغلق موقف العدل وتحول إلى محلات لغسيل السيارات أنشأتها العمالة المخالفة، ما دفع لتحويل شارع الستين إلى موقف تدب فيه العشوائية والاختناقات المرورية، رغم أن هذا الشارع يعتبر رئيسيا ومهما.. «عكاظ» رصدت الضوضاء والعشوائية التي تصدر من هؤلاء الكدادين في أغلب شوارع مكة، ونقلت انطباعاتهم ومعاناتهم مع المخالفات المرورية. صالح الزهراني بدأ حديثه مطالبا بأن يكون هناك موقف للكدادين، سواء أكان بالمنطقة المركزية أو في مداخل مكةالمكرمة، لأنهم يعانون من المخالفات المرورية جراء الاختناقات المرورية التي يحدثونها في الطرق بالتوقف في غير موضعه، لاسيما أن أغلبهم يعتبرون أن هذه المهنة هي مصدر رزقهم الوحيد ولا بد من العمل بأي وضع، مقرا بأنهم يسببون الضوضاء والعشوائية في الشوارع ولكنه في ذات الوقت أرجع ذلك للإهمال الذي يواجهونه من قبل الجهات المختصة، وعدم توفير المواقف التي تلم شتاتهم وتكون مقرا دائما لهم، كما أشار إلى أن مكة يقصدها المعتمرون وزوار بيت الله الحرام، وبالتالي تكثر الحركة بها ويحتاج الزوار للتنقل بين المواقع المختلفة بين الأماكن المقدسة والمعالم التاريخية، الشيء الذي يتطلب التنظيم، وأضاف «طالبنا كثيرا بتوفير مواقف بالمنطقة المركزية أو أي شارع بمكة ولكن لا حياة لمن تنادي». ابتدر مستور العتيبي كلمته ل«عكاظ» بسؤال مفاده: لماذا لم توفر الجهات المختصة للكدادين موقفا خاصا؟، ثم واصل بالقول «بدلا من هذه العشوائية التي تدب في شوارع مكة وتسبب الاختناقات وتشوه المنظر العام، الأحرى أن يخصص مكان للكدادين ليكون النظام هو سيد الموقف، أنظر كيف ينتشرون في كل شارع مطاردين بالمخالفات المرورية، خاصة بعد أن أغلق موقف العدل، ليحولوا العديد من الشوارع إلى مواقف لأجل نقل الزوار والمعتمرين إلى المدينة وغيرها من مدن المملكة الأخرى». خالد العتيبي استغرب من الإهمال الواضح من قبل الجهات المختصة بهذا الشأن، معتبرا أن الوضع لا يليق بالعاصمة المقدسة، قائلا «إن أغلب مدن المملكة توجد بها مواقف للكدادين ماعدا مكة، رغم أنها أهم المدن وزوارها أكثر من غيرها من واقع وجود بيت الله الحرام بها وبالتالي يجب أن تنظم شوارعها بصورة مثالية»، مشددا على أهمية وجود رقابة على الكدادين واهتمام بما يليهم في الجانب التنظيمي. وقال محمد اللحياني وعبدالغني الفهمي إن المخالفات المرورية كلفتهما خسائر مالية كبيرة وأرهقتهما معنويا، مع التأكيد على أنهما جزء من كل يعاني ويلات الهروب من دوريات المرور موزعين بين شوارع مكة لعدم وجود مقر ثابت لهم، مشيرين إلى أن مهنة (الكدادة) هي المصدر الوحيد لأغلب الأشخاص بعد الضمان الاجتماعي، وطالبا في نهاية حديثهما بمواقف واهتمام من قبل الجهات المختصة لإبعاد العمالة الوافدة من هذه المهنة.