أكد الأديب الدكتور عبدالله باشراحيل والدكتور سعود الصاعدي الكاتب والناقد وعضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى، أن مكةالمكرمة بما نفذ وينفذ فيها من مشاريع عملاقة تضاف إلى إرثها وتاريخها الحضاري المعروف، تقارع أرقى مدن العالم المتحضر. عن هذه القيمة التاريخية والحضارية الكبيرة تحدث ل(عكاظ) الدكتور باشراحيل قائلا «مكةالمكرمة وطن كل مسلم، ولو عدنا الى التاريخ وبكل المقاييس حتى العهد السعودي الزاهر، لوجدنا أنها تغيرت بشكل كبير، وكبير جدا، وكما وعد الأمير خالد الفيصل ستكون مدينة كما هي المدن الكبرى في العالم المتحضر من خلال المشاريع المدروسة لهذا البلد الأمين تنفيذا لرؤية خادم الحرمين الشريفين وإشرافه المباشر، حيث أصبحت مكةالمكرمة إحدى المدن التي تستطيع أن تقارع كبريات المدن في العالم المتحضر، وما هذا المؤتمر إلا سلسلة من مؤتمرات عديدة لتطوير مكةالمكرمة من الناحية العمرانية والبنية التحتية كي تتمكن من استيعاب الأعداد الهائلة التي تفد إليها على مدار العام، وخادم الحرمين يقف خلف ذلك ويعمل -حفظه الله- على إذكاء روح العمل والمتابعة وجعل المشاريع ماثلة للعيان ليشهد العالم أجمع أن مكة قد أصبحت من منظومة المدن العالمية من كل النواحي سواء السياحة الدينية أو فن العمارة والبنيان ومحاطة بكل جوانب النهضة والحضارة، وكل ذلك نتاج الرؤية العميقة لخادم الحرمين الشريفين، وشهادتي مجروحه لما تم إنجازه لأنني ابن مكة، ولكن الشهادات من الخارج هي من ينصف العمل القائم وتعلم بالجهود المقدمة لهذه المدينة من ناحية العناية والصرف المالي عليها من قبل الدولة والاهتمام الأول من الملك عبدالله حفظه الله، كما لا ننسى ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وابن مكة البار الأمير خالد الفيصل الذي نتابع جميعا كيف يبذل قصارى جهده وهو يحث الجميع ويحقق ما خطط له الملك». بدوره تحدث الدكتور سعود الصاعدي مؤكدا أن مكةالمكرمة مدينة ملهمة ليس على المستوى الديني في ما يخص قداستها فحسب، بل على المستويين الاجتماعي والثقافي، فهي من جهة مدينة مفتوحة اجتماعيا نظرا لامتيازها في هذا الجانب حيث تمثل مركزا تلتقي فيه أطياف اجتماعية مختلفة عديدة، وهذا ما جعل مجتمعها مجتمعا مدنيا قد تشكل من مجموعة عادات وتقاليد مختلفة، وهذا بدوره انسحب على الجانب الثقافي حيث تعد مكة مركزا ثقافيا منذ القدم، وهي اليوم تعيش ذروة التعدد الثقافي المنطلق من وحدة الرؤية والغاية بحكم أنها قبلة العالم الاسلامي رغم تعدد الاتجاهات والمذاهب والأفكار، إلا أن هذه الاتجاهات تلتقي في جهة واحدة وتتمركز حول نقطة واحدة هي القبلة التي تلتقي عندها أفئدة المسلمين.