تلقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الثلاثاء دعما أساسيا من العديد من خصومه الجمهوريين في الكونغرس للعملية العسكرية التي ينوي شنها على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من مخاطر أي (عمل تأديبي) في سوريا، معتبرا أنه يمكن أن يفاقم النزاع الذي تسبب حتى الآن بأكثر من 110 آلاف قتيل, وأن أي عمل عسكري ينبغي أن يمر بمجلس الأمن الدولي. وبينما كانت الشكوك سيدة الموقف قبل أيام في نتيجة أي تصويت داخل الكونغرس حول هذه العملية العسكرية تلقى أوباما دعما أساسيا من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر الذي أيد القيام بضربات عسكرية على سوريا ردا على استخدام النظام للسلاح الكيميائي. وأعرب أوباما أثناء اجتماع مع زعماء بالكونجرس في البيت الأبيض عن ثقته بنتيجة التصويت، وشدد على أن أي تدخل في سوريا سيكون (محدودا ومتناسبا) و(لن يتضمن أي نشر لقوات على الأرض)، مشددا على أن ما سيحصل لن يكون على غرار ما حصل قبلا في العراق وأفغانستان. وقال أوباما إن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا (يمثل خطرا جديا على الأمن القومي للولايات المتحدة والبلدان الأخرى في المنطقة). وأضاف (في نفس الوقت لدينا إستراتيجية أوسع ستسمح لنا برفع قدرات المعارضة). وبناء عليه ينبغي محاسبة (الرئيس السوري بشار) الأسد، لكنه كرر أن أي عملية ستكون محدودة ومتناسبة من دون نشر قوات على الأرض. بدوره، قال وزير الخارجية جون كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ (ليس الآن وقت الانزواء في مقعد ولا وقت اتخاذ موقف المتفرج على مجزرة). كما وجه كيري رسالة إلى إيران الداعمة الأساسية لنظام دمشق في كلمته الموجهة إلى أعضاء الكونغرس لإقناعهم بصوابية الضربة العسكرية في سوريا. وقال (إيران تأمل بأن تشيحوا النظر عما يحدث، إن عدم تحركنا سيعطيها بالتأكيد إمكان أن تخطئ في نوايانا في أحسن الأحوال أو حتى أن تختبر هذه النوايا). وأيد كيري القيام بالعمل العسكري بهدف (حماية القيم والأمن القومي) للولايات المتحدة وقال محذرا (وإلا فان الولاياتالمتحدة ستكون شاهدا على مذبحة). وقال كيري (ليس الآن وقت أن يعزل (المرء) نفسه ويجلس على مقعد. ليس الآن وقت أن نكون متفرجين على مذبحة). وأمام الإصرار الأمريكي على توجيه الضربة إلى سوريا بشكل أحادي حذر بان كي مون أمس من مخاطر هذا (العمل التأديبي) متخوفا من تأثيره على الجهود لمنع مزيد من إهراق الدماء ولتسهيل تسوية سياسية للنزاع. وشدد على أن أي عمل عسكري يجب أن يمر عبر مجلس الأمن الذي حضه (على تجاوز التعطيل) الحالي القائم بين الدول الغربية وروسيا. وقال مون أطلب من أعضاء مجلس الأمن الاتحاد وتحديد الرد المناسب في حال تبين أن الاتهامات (باستخدام الأسلحة الكيميائية) صحيحة، معتبرا أن المشكلة تتجاوز النزاع في سوريا، إنها مسؤوليتنا الجماعية تجاه البشرية. ووسط تزايد التوقعات بتدخل تقوده الولاياتالمتحدة في سوريا وازدياد التوتر ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نظامها للإنذار المبكر رصد إطلاق صاروخين في مياه المتوسط باتجاه الساحل الشرقي. وعلى الأثر أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عملية الإطلاق هي عبارة عن تجربة أطلق خلالها صاروخ واحد من طراز (انكور) في إطار تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية. وقالت الوزارة في بيان (أطلقت وزارة الدفاع الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الأمريكية بنجاح صباح أمس في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور).