قدر هذه المنطقة أن تكون في بؤرة اهتمام العالم ومسرحا لتنافس الدول الكبرى على المصالح التي تتمتع بها. وهي ميزة تفرض على أهلها الوعي بواقعهم والتفاعل مع الأحداث المحيطة بهم بما يدفع أصحاب الأطماع الخارجية ويعالج الأخطاء المهددة لكياناتها واستقرار مجتمعاتها. وغير خاف على أحد أن ما يجري في بعض البلدان العربية بات يهدد استقرار المنطقة ويعرضها لأخطار تحمل في طياتها المجهول الأمر الذي يوجب على الساسة وقادة الرأي وأهل التأثير في الدول العربية مواجهتها حتى لا تنزلق الأحداث بالمجتمعات إلى الحروب والقلاقل وما يصاحبها من دمار وويلات. ما يجري لا يقبل التردد ولا يحتمل المواقف الباهتة الرمادية بل يقتضي توفر الإرادة والحزم لبلورة رؤية واضحة ترفض قتل الأبرياء وتدمير الأوطان، تترجم في خطوات عملية لإيقاف الانحدار الذي يستغله الأعداء ويستفيد منه الطامعون. لكن ما نشهده اليوم من انقسام حول القضايا المصيرية وتخاذل البعض وتردد الآخر يدعو للأسف ويشكك في وجود «إرادة عربية» موحدة يمكنها أن تتصدى لقضايا المجتمعات بما يصلح حالها ويبعد عنها الأخطار. وما يجري في سوريا ومصر نموذج لتخاذل الموقف العربي وضعفه، فلولا الموقف الواضح الحازم الذي تتبناه المملكة وتسانده دول مجلس التعاون لما وجد السوريون من يقف معهم في محنتهم ويساند حقهم في الحرية واقتلاع نظام ظالم متجبر ولما وجد المصريون من يقف معهم ضد من يهدد أمنهم واستقرارهم. ورغم هذه الحيرة في المواقف العربية ستظل مواقف المملكة ركيزة تلتف حولها أسباب دعم الأمن العربي لمصلحة الشعوب. «عكاظ»