أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية أن المملكة ستقف دائما وأبدا مع مصر ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره، مشددا على أن إمعان النظام السوري في زيادة القتل للشعب بجميع أنواع الأسلحة وتقاعس المجتمع الدولي زاد مأساة الشعب السوري. وقال أمام المنتدى الخليجي السويسري في جنيف أمس «إن منطقة الشرق الأوسط تعيش للأسف الشديد منذ عقود في اضطراب وعدم استقرار»، مشيرا إلى أن من أهم أسباب هذه الأوضاع هو الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ورغم كل المبادرات التي طرحتها الدول العربية لإحلال السلام في المنطقة إلا أن إسرائيل ضربت في عرض الحائط كل محاولات التسوية، وإعادة الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدسالشرقية ويزيد من إصرارها في تأزيم الوضع بناء المستوطنات في محاولات دؤوبة لزيادة الاستيطان، وقطع كل الآمال في دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا ينعم فيها الشعب الفلسطيني بالحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم. وأضاف، أن مما زاد من تدهور الأوضاع في المنطقة اشتعال الأزمة في سورية، وإمعان النظام السوري في زيادة القتل للشعب السوري بجميع أنواع الأسلحة، وما زاد في مأساة هذا الشعب الباحث عن الحرية وحقوقه تقاعس المجتمع الدولي، وعدم الوقوف بحزم تجاه ما يجري في سورية». وقال: إننا في هذا الجزء الهام من العالم ننشد الأمن والسلام والاستقرار الذي هو حق لشعوب هذه المنطقة مثل ما تنعم به شعوب العالم الأخرى، وننادي من هذا المنبر جميع القوى والهيئات الدولية الفاعلة أن تساعد على إحلال السلام والاستقرار في هذه المنطقة ليس من منطلق مصالحها وأمنها فقط لكن كحق لشعوب المنطقة. وأضاف، أن المملكة تنظر إلى ما شهدته مصر من أحداث وتطورات بلغت حدا من حرب في الشوارع وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وترويعا لأمن المواطنين وإزهاق الأرواح البريئة، وتستغرب في نفس الوقت وبأسف شديد ما رأته من مواقف دولية سلبية لم تبن على فهم دقيق وواقعي لمجريات الأحداث وتطوراتها الحقيقية، مؤكدة للجميع أن المملكة ستقف دائما وأبدا مع مصر ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره. وقال: إن ظاهرة الإرهاب الدولي باتت مصدر خطر على الجميع، وما زالت الأعمال الإرهابية تختبر تصميمنا على محاربتها وتمتحن عزيمتنا على التصدي لها، مشددا على أنه من المهم إعادة التأكيد على أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب، وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البناء لصالح المجتمع البشري ولا يصح تحميلها أوزار بعض الضالين من المنتسبين إليها. وتابع، أن المملكة حققت ولا تزال في مجال حقوق الإنسان إنجازات عدة مستمدة من المبادئ والتشريعات الإسلامية السمحة باعتبارها دستورا لها، وقد أعلنت عن تقديمها مبلغ مليون دولار سنويا ولمدة خمس سنوات لدعم أنشطة وبرامج المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من أجل تعزيز مجال حقوق الإنسان. وأضاف، أن حكومة بلادي عملت ومازالت، على تبني مبدأ الحوار بين الحضارات والثقافات، وإيجاد آليات لتعميق التفاهم بين الشعوب وتعزيز التعاون والسلم المبني على الاحترام الديني والثقافي المتبادل بين المجتمعات الإنسانية، واستنادا لذلك جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2008م والتي أثمرت مؤخرا عن افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فينيا والذي نرجو أن يكون الباعث لحوارات مستنيرة تتناول القضايا التي تشغل اهتمامات المجتمعات الإنسانية مثل: انتشار الظلم والفساد، واتساع دائرة الآفات الاجتماعية، والأزمات الصحية والمشاكل البيئية، والأزمات الاقتصادية. واعتبر أن المملكة من أكبر الدول المانحة وشريكا رئيسيا في التنمية الدولية، مشددا على أنها لم تأل جهدا في السعي إلى تحقيق الاستقرار في أسواق البترول العالمية فيما يخدم استمرار مسيرة النماء للاقتصاد العالمي. وقال: رغم من أن منطقة الخليج العربي تشهد في الوقت الراهن عقدا يزخر بفرص واعدة تبشر بالتطور والنمو والازدهار، إلاأنه يمكن أن نغض الطرف عن التحديات التي تواجه دول المنطقة والتي يتطلب الاستعداد لها الإعداد والتخطيط على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. من جهة ثانية زار الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أمس القنصلية العامة في جنيف، وكان في صاستقباله القنصل العام صلاح عبدالله المريقب وأعضاء القنصلية. واطلع سموه خلال الزيارة على سير أعمال القنصلية، واطمأن على أحوال الموظفين، وحثهم على حُسن أداء العمل الموكل إليهم وتمثيل المملكة خير تمثيل. وفي نهاية الزيارة التقطت لسموه ولموظفي القنصلية الصور التذكارية، رافق سموه في الزيارة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حازم كركتلي.