أكدت ل «عكاظ» رهام الحكمي أن فرحة أهلها وأطفال قرية مزهرة كانت كفيلة بتخفيف معاناة الشهور الماضية التي قضتها وأسرتها في مستشفى الملك فيصل التخصصي إثر حقنها بالخطأ بدم ملوث بالإيدز بجازان. وزارت «عكاظ» البارحة الأولى رهام الحكمي في منزل خالتها الذي سكنت فيه بعد عودتها لجازان، عقب أن أثبتت الفحوصات خلوها من الإيدز الذي حقنت به قبل سبعة أشهر في مستشفى جازان العام. وقالت «قابلت الكثير من الناس والشخصيات التي قاسمتني الألم وشاركتني الدموع، إلا أني عشت أجمل الاحتفالات، بعد فترة سابقة حرمت خلالها من فرحة العيد بين إخوتي وصديقاتي وأطفال قريتي، ولكن وجودهم معي أمس جعلني أشعر بمحبتهم لي». وأوضحت أنها استطاعت أن تتجاوز المرحلة الابتدائية وهي في المستشفى، مشيرة إلى أنها حصلت على تقدير امتياز وستكمل الآن دراستها بمرحلة جديدة وفي مدرسة جديدة قائلة «كنت أود أن أعود قبل نهاية العام الماضي كي أعيش القليل في فصل وبين صديقاتي ومعلماتي، ولكن ليس لي نصيب وسأباشر في مدرسة متوسطة مع جميع زميلاتي معي، ولكني سأفتقد معلماتي كثيرا». وحينما سألناها عن زميلاتها قالت «فرحت كثيرا بزيارتهن لي أمس وقد وعدنني بتكرار الزيارة لي دائما، وطلبن مني العودة سريعا إلى المدرسة التي سأتوجه إليها الأحد المقبل، خصوصا أنني قد بدأت من الآن في تجهيز نفسي من أدوات مدرسية ومستلزمات وذلك شوقا للدراسة». ووجهت رهام شكرها للدكتور سامي الحجار ومساعدته الدكتورة ريم على الوقوف بجانبها ومساعدتها على تجاوز تلك الأيام. وعبرت خالتها عن فرحتها بعودتها إلى المنطقة بعد أن غابت مدة ليست بقليلة، قائلة «شاهدت الفرح في ملامح إخوتها وجميع أقاربها». وعبرت والدة رهام عن سعادتها بعودة رهام وخلوها من المرض، ولكنها أبدت تخوفها على ابنتها مما ستتعرض له يوما من الأيام عند مباشرتها لدراستها عندما يذكرون الناس قصتها أو تسمع أحدهم يتحدث عما حصل لها. وأكدت الإدارية بابتدائية مزهرة عائشة حكمي أن جميع معلمات مدرستها استبشرن بشفائها، وتمنين لها التوفيق في حياتها الدراسية الجديدة. إلى ذلك، قالت المعلمة حياة عباس «سنزور رهام للاطمئنان عليها». وأخيرا، وجهت رهام شكرها لأمير منطقة جازان لتأمينه منزلا لها ولأسرتها. وأكد والدها أن وضعها مطمئن، مبينا أنها ستستمر في مراجعة مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض كل شهرين لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية. ورفع والدها شكره لخادم الحرمين الشريفين والقيادة على ما وجدته ابنته من رعاية واهتمام، كما شكر أمير المنطقة على تأمين منزل لأسرته. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، قد وجه بتأمين منزل لأسرة الطفلة رهام، وأوضح ذلك وكيل إمارة جازان الدكتور عبدالله السويد لدى استقباله للطفلة البارحة الأولى بالصالة التنفيذية بمطار الملك عبدالله الإقليمي، إثر قدومها من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد تماثلها للشفاء، وأبدى وكيل الإمارة سعادته بوصول الطفلة برفقة أسرتها إلى جازان بعد تماثلها للشفاء. وبين وكيل إمارة المنطقة أن كل المسؤولين بالمنطقة والمملكة عموما سعداء بشفاء رهام وعودتها لأهلها وقريتها ومدرستها، متمنيا أن يكون الخطأ الطبي الذي حدث للطفلة رهام آخر الأخطاء بالمنطقة، مشيرا إلى أن صحة المواطن شيء مهم جدا. وعن دور الموظف الذي أخطأ قال «إن خطأه غير مقصود، ولكن ذلك درس ونحن كموظفي دولة يجب أن نؤدي العمل بكل أمانة، إذ إن التهاون يكلف الآخرين، وقد كلف الخطأ رهام وأسرتها والمنطقة الشيء الكثير، ولعل الشؤون الصحية تنظر في مسألته بطريقة نظامية وإعطاء كل ذي حق حقه». وعن تقدير الدولة لشجاعة الموظف الذي أخطأ واعترف بالخطأ، قال «يجب تقديره وأن يؤخذ بالاعتبار، ولكن الأهم أن يكون هذا درسا، وأن يكون هناك أداء متميز». من جهة أخرى، احتفل الأهالي في شوارع جازان بعودة الطفلة «رهام الحكمي»، ضحية نقل الدم الملوث ب«الإيدز» بمستشفى جازان العام، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية التي أجريت لعينات من دمها في مراكز ومستشفيات عالمية خلوه من «الفيروس». وكان في استقبال «رهام» بالصالة التنفيذية بمطار الملك عبدالله بجازان وكيل إمارة جازان، وكبار المسؤولين من وزارة الصحة والجهات الحكومية، بعدما فاجأت الجميع بنزولها منقبة رافضة خلع نقابها وظهور وجهها. وزفت «رهام» بسيارات وزارة الصحة إلى منزلها بقرية مزهرة، وسط الألعاب النارية في موكب كبير وعند مدخل القرية كان في استقبالها عدد من زميلاتها وأهالي القرية مرحبين بعودتها بعد أن قضت سبعة أشهر بمستشفى الملك فيصل التخصصي. وقالت رهام «أشكر خادم الحرمين الشريفين وكل من وقف معي من أهلي وأقاربي، وأقول لهم جزاكم الله ألف خير، وإن شاء الله يجزيكم يوم القيامة الأجر الكبير». فيما عبر عمها عبداللطيف حكمي عن بالغ شكره وسعادته هو ووالدها وجميع أسرتها بما حظيت به من رعاية واهتمام. وقال عمها محمد حكمي «نقدر متابعة وزارة الصحة لحالة رهام صحيا واجتماعيا خلال سبعة أشهر في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، مع متابعة من مستشفيات دولية على مستوى عال للفحوصات الطبية والتحاليل».