رغم الشهرة الواسعة وكثرة المتسوقين والعمر الزمني المديد للأسواق الشعبية في مراكز غرب بيشة إلا أنها ظلت بمعزل عن الاهتمام والتطوير فلا تزال تباع بضائعها في «أعشاش» من سعف النخيل وتحت لهيب الشمس وتعلو مرتاديها الأتربة والغبار. ففي الثنية حيث يقام سوق الثلاثاء وهو من أكبر وأشهر الأسواق بمحافظة بيشة ويقصده المتسوقون من بيشة ومن بلقرن والباحة ورنية وتربة وغيرها من مناطق الجوار. يقول سعيد الأكلبي وعبدالرحمن البيشي: يعد سوق الثلاثاء بمركز الثنية من أشهر الأسواق الشعبية بمحافظة بيشة وما جاورها حيث تعرض به جميع الحاجيات، لذا يحرص الكثيرون على ارتياد السوق الذي يتكرر كل يوم ثلاثاء وتتوفر به الأغنام بجميع أصنافها وتباع فيه الأعلاف بأسعار منافسة والخضار والفاكهة والبن والعسل والمكسرات والتي تباع جميعها تحت أشعة الشمس الحارقة علاوة على الملابس والأدوات المنزلية ورغم عمر هذا السوق الطويل وشهرته الواسعة وكثرة مرتاديه إلا أنه يفتقر للتنظيم والإشراف من قبل الجهات المسؤولة، حيث إن السوق مبني من سعف وجريد النخل والخيام وهذه المواد قابلة للاشتعال فيما لو قدر حدوث أدنى شعلة فإنها قادرة على تدمير السوق بأكمله نظرا لنوعية المواد المكونة للمحلات ولاتصال بعضها ببعض ولانعدام وسائل السلامة، لذا فإن سوق الثلاثاء بالثنية يحتاج للتدخل بإنشاء سوق منظم يحوي محلات مطابقة للاشتراطات البلدية والصحية ومظلات وسفلتة وإضاءة موقع السوق كما يحتاج لمرافق عامة كالمسجد ودورات المياه حتى يكون السوق أكثر متعة وراحة وأمانًا للمتسوقين والباعة ويكون على قدر السمعة التي يحظى بها وواجهة مشرقة لهذه البلدة التي هي من أمهات المراكز في بيشة. وفي تبالة قال فهد الشمراني سوق السبت بمركز تبالة يصل عمره إلى 150 عاما ويباع فيه كافة أنواع المواشي والأعلاف والبضائع إلا أنه يحتاج إلى نقلة من هذا الموقع فهو يقع بالقرب من طريق بيشة - العلاية مما يشكل خطرا على مرتادي السوق وعابري الطريق وقد وقع عدة حوادث أليمة في هذا الموقع كما يحتاج إلى بناء سوق شعبي يوفر الراحة للبايع والمشتري. وأوضح عبدالله الأكلبي من الجعبة حيث يقام سوق الجمعة أسبوعيا أن سوق الجمعة بالجعبة قديم ويحرص الناس من الجعبة والمناطق المجاورة لها على التسوق فيه ولكن ما يزعجهم هو غياب الرعاية والاهتمام عن هذا السوق فلا يوجد مظلات ولا سفلتة ولا إنارة ولا تنظيم ونطالب البلدية بإنشاء سوق شعبي حديث منظم، حيث إن الأسواق الشعبية تعد واجهة حضارية لثقافة المجتمع كما أنها تمكن المواطنين والأسر من تسويق منتجاتهم كما تعزز التواصل والتعارف بين أفراد المجتمع. «عكاظ» عرضت مطالب الأهالي حول الأسواق الثلاثة على رئيس بلدية الثنية وتبالة المهندس خالد مغدي الوادعي فقال: بالنسبة للأسواق الشعبية فالبلدية تعمل حاليا على إنشاء سوق خضار ولحوم بمركز الثنية، كما سيتم مسح المنطقة المخصصة للسوق الشعبي بالثنية وتهيئة المكان وسفلتته وعمل مظلات، وبالنسبة لسوق الأعلاف والمواشي سيتم نقله إلى موقع خلف مسلخ البلدية ومشروع سوق الثنية الشعبي سيتم تنفيذه خلال العام الجاري. وفيما يتعلق بسوق تبالة الشعبي فإن موقعه الحالي سيئ ومقام داخل مخطط حكومي سكني ويجري العمل على إنشاء سوق خضار ولحوم بجوار مسلخ البلدية وسيتم إدراج مشروع سوق الأعلاف والمواشي في ميزانية العام القادم.