اختار الكثير من شباب مكةالمكرمة طريق المخاطرة بأرواحهم في سبيل قضاء أوقات فراغهم بما يرونه جميلا، وهو في الحقيقة دخول إلى نفق الموت بأقصى سرعة يمكن للدراجات النارية السير بها، مع تهور في القيادة، وكل يباري الآخر على المدى الزمني الذي سيبقى خلاله الإطار الأمامي مرفوعا تباهيا بينهم، غير مبالين بالعواقب التي قد تكون الموت المحقق أو فقدان الذاكرة وغيرها من العاهات المستديمة حال السقوط الشديد على الطبقة الإسفلتية. يقول ثامر صالح إن الشباب في مكة أصبحوا تحديدا لا يجدون متنفسا أثناء اليوم غير التجول في الشوارع بالدراجات النارية والاستعراض بها والقيام بحركات بهلوانية للتباهي والظهور بين أقرانهم ليوصموا ب«الحرفنة» والتميز، خاصة وأنه ليس هناك أماكن ترفيه بالمعنى المطلوب ما يدفع للاتجاه لهذه اللعبة، مبينا أن أغلبية الشباب يتجمعون في مكان واحد ويقومون بالتجول والاستعراض بمركباتهم المعدلة والدراجات النارية للتباري وأخذ الأفضلية بالرغم من خطورة ما يصنعونه وعواقبه الوخيمة أحيانا. ويرى ناصر الشهري أن وجود الشباب في مكان واحد كمجموعات أمر خطر وقد ينتج عنه صدور الكثير من المشاجرات والاحتكاكات التي تؤدي إلى إصابة بعضهم البعض، لأنه لا يمكن أن يمر تجمع شبابي وهم في سن واحدة تقريبا دون أن تحدث مشادات كلامية قد تتطور إلى عراك بينهم، وبالتالي لن يسلم بعضهم من الأذى بكل تأكيد، ولكنه عاد وقال: «ليس لنا مكان نتنفس فيه سواء هذه الأماكن حيث أصبح كل شيء في مكة خاصا بالعائلات ولا مكان للشباب ليقضوا أوقاتا ممتعة كحدائق ترفيهية وغيرها، ما يجعلهم يلجأون إلى مثل هذه الممارسات». وأردف الشهري قائلا: «هناك أنواع مختلفة من المخاطرات التي يتبعها الشباب، فبعضهم أصبح يعرض حياته للخطر عبر استخدام الدراجة النارية، عندما يسيرون بها بعجلة واحدة أو الوقوف فوقها وهي في حالة سير بسرعة جنونية أو التمدد عليها وغيرها الكثير من الطرق المستخدمة في إرضاء الذات دون مبالاة بالعواقب، وقد راح العديد من الشباب ضحية لهذه الممارسات غير الرشيدة، ولكن للأسف لم يتعظ البقية وواصلوا في ذات الطريق». فيصل الزهراني قال: «إن الدراجات النارية أصبحت مصدر قلق للأهالي بسبب سوء استخدامها، لأن الأسرة تكون في حالة خوف دائم من أن يصيب أبناءها أذى بسبب الدراجات النارية المنتشرة بكثرة ويمكن الحصول عليها في أي وقت، خاصة وأن الشباب لا يعي بمخاطر ما يفعل أو ربما تدفعه الثقة الزائدة في فعل ما يحلو له، ليكون هو الأميز بين الشباب، ولا يعتقد أنه سيفشل في عملية رفع الإطار الأمامي أو القيام ببعض الحركات، وسينهي بالتالي المشهد بدون خسارة غير آبه بالموت الذي يحيطه من كل جانب وربما يأخذه إثر هفوة صغيرة»، مشيرا إلى أن إدارة المرور لم تقصر في ملاحقة هذه الدراجات والقضاء عليها ولكنها لا تزال موجودة، مطالبا بتشديد ملاحقتها والحد من انتشارها.الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة النقيب الدكتور علي الزهراني أوضح أن إدارة المرور تمنع تجول هذه الدراجات في الشوارع العامة وتلاحق قائديها عن طريق حملات التفتيش واسعة وبشكل مستمر للقضاء على الظاهرة الخطرة، مبينا أنه يتم القبض على صاحبها ويتم حجزها والتحقق من هويتها ومصادرتها في حال عدم وجود أي إثبات للملكية لدى قائدها. التقيد بالتعليمات شدد الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة الدكتور علي الزهراني على ضرورة التقيد بالتعليمات واتباع القوانين عند قيادة الدراجة النارية وارتداء الخوذة وحمل أوراق ثبوتية لملكية الدراجة، وتثبيت اللوحات عليها، مشيرا إلى أن إدارته لا تتهاون مع المخالفين بأي حال من الأحوال وتوجه إليهم عقابا رادعا.