واسى مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أسرة آل دهيش في وفاة الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش. ووصف المفتي في اتصال هاتفي أجراه بأبناء الفقيد وإخوانه رحيل الدكتور عبدالملك ب«المصاب» لما عرف عنه من علم وحب الخير والسعي فيما ينفع الناس طيلة فترة حياته. وتقبلت أسرة الفقيد البارحة العزاء في منزله الكائن في العاصمة المقدسة، حي العزيزية مقابل سوبرماركت رامز، إذ توافدت جموع غفيرة من الأهالي والمسؤولين والأكاديميين من أنحاء المملكة لتقديم مواساتهم، لما للراحل من مكانة كبيرة بين الناس. وأوضح ابن الفقيد الدكتور محمد أنهم تلقوا اتصالات وبرقيات عزاء ومواساة من مسؤولين وعلماء، مقدما شكره لكل من واساهم في فقيدهم، سائلا الله ألا يريهم مكروها في عزيز لديهم. والفقيد والد كل من عبدالمحسن، محمد، سامي، هشام، يوسف وفيصل، وشقيق كل من خالد، عبداللطيف، منصور عبدالعزيز وعبدالرحمن. علما أن اليوم ثاني أيام العزاء. وكانت جموع غفيرة من الأهالي والمسؤولين والمثقفين شيعت الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش إلى مقابر العدل في مكةالمكرمة، بعد أن أديت الصلاة عليه ظهر أمس (الجمعة) في المسجد الحرام. وغص الشارع المقابل لمقبرة العدل بسيارات المشيعين، بينما وقف كثيرون يدعون للميت على قبره، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان، وتلقى أبناء الفقيد التعازي في المقبرة، وكان من المواسين الدكتور راشد الراجح عضو مجلس الشورى والدكتور فواز الدهاس المشرف على متاحف جامعة أم القرى، وعدد من المثقفين والتربويين الذين تواجدوا مبكرا وشاركوا مراسم دفن الفقيد في مقبرة العدل. وكان الفقيد -رحمه الله- لزم السرير الأبيض في تخصصي الملك فيصل في جدة نحو عامين، وانتقل إلى رحمة الله مساء الخميس بعد مشوار قضائه في العلم والبحث ودعم تعليم المرأة من خلال المنصب الذي تقلده رئيسا عاما لتعليم البنات والذي ترك بصمة واضحة فيه. ويتقبل العزاء في منزل الفقيد الواقع في حي العزيزية في العاصمة المقدسة. يذكر أن الدكتور الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن عمر بن عبدالله ابن دخيل الله بن دهيش بن عبدالله بن علي بن سليمان بن دهيش بن عبدالله الشمري، ولد في حائل، نشأ في بيت والده على أسس إسلامية قوية فكان ملازما له منذ صغره في دروسه وحلقات العلم التي كان يعقدها -رحمه الله- تلقى تعليمه الابتدائي بالأحساء ثم الخبر ثم بالمدرسة الرحمانية بمكةالمكرمة وتخرج عام 1372ه، نال درجة الدكتوراه عام 1421ه عن أطروحته المقدمة بعنوان «الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به»، دراسة ميدانية، وتاريخية، وفقهية، نال درجة الأستاذية في مجموعة من الأبحاث أهمها أطروحته المقدمة بعنوان: «مصطلحات الفقه الحنبلي». حصل على إجازة علمية من والده في رواية الحديث عنه وعن مشايخه الشيخ صديق خان والشيخ شريف حسين والشيخ محمد بشير وغيرهم، حصل على إجازة في السيرة النبوية وغيرها من الكتب العلمية من الشيخ أبو الحسن الندوي علي الحسني الندوي، نال إجازة في الحديث وعلومه من الشيخ محمد بن ياسين الفاداني من علماء الحرم المكي، حاز على شهادة تقدير من الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1401ه على دوره في نشر العلم وإنارة الفكر النافع المفيد، تولى مناصب مهمة عدة منها رئيس للمحكمة الشرعية الكبرى بمكةالمكرمة، نائباً للرئيس العام لشؤون الحرم النبوي الشريف بالمرتبة الممتازة بأمر ملكي كريم، رئيسا عاما لتعليم البنات بالمملكة العربية السعودية بمرتبة وزير بأمر ملكي حتى تاريخ 2/3/1416ه، أشرف على رسالتي ماجستير لطالبين من أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض إحداهما بعنوان «العقوبة التعزيرية لجريمة الزنا في الفقه الإسلامي»، والأخرى بعنوان «الأحكام الخاصة بالجرائم والعقوبات في بلد الله الحرام». وحقق العديد من الكتب والأبحاث العلمية في الفقه والحديث والتفسير، أنجز العديد من الأبحاث أبرزها عن الصفا والمروة تاريخها ومقترحات لتوسعة عرض المسعى بناء على طلب هيئة تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، عن مصادر تاريخ مكةالمكرمة عرض مفصل لموارد الفاكهي في كتابه «أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه»، كما أعد بحثا عن رمي الجمرات .. تاريخ وشعائر.