واصل المسؤولون الأمريكيون أمس مشاوراتهم الدبلوماسية مع نظرائهم في الدول الغربية للاتفاق على «رد ملائم» على الهجوم الكيميائي في سوريا في 21 أغسطس، بحسب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري قام خلال أيامه الخمسة الأخيرة بهذه الاتصالات التي تمحورت حول «الرد الملائم» على الهجوم الكيميائي فيما أكد النظام السوري أنه سيدافع عن نفسه ضد هجوم دولي يبدو وشيكا. والتحالف الذي يتكون للقيام بهذه العملية العسكرية المحتملة ستتزعمه على ما يبدو الولاياتالمتحدة وبمشاركة بلدان أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا ودعم من بلدان المنطقة كتركيا. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس إن الخيارات التي تتم دراستها حول سوريا لا تتعلق بتغيير النظام، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ بعد القرار بضرب سوريا وهو «مستمر في العمل مع فريق الأمن القومي لمراجعة الخيارات». وأضاف «لا يوجد شك بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت على نطاق واسع قرب دمشق» وقال «يجب أن يكون هناك رد». ونقلت شبكة «إن بي سي» الأمريكية عن مسؤولين في الولاياتالمتحدة أن ضربة صاروخية محدودة قد توجه إلى سوريا «بحلول يوم غد الخميس كأقرب موعد». ونقلت شبكة (سي إن إن) أن الولاياتالمتحدة قد تنشر تقريرا استخباراتيا في وقت لاحق يحتوي على أدلة عن الهجوم المزعوم في منطقة الغوطة بريف دمشق ويضم أدلة جنائية واتصالات تم اعتراضها بين قادة عسكريين سوريين وهو ما أكده البيت الأبيض. وصرح وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل في بروناي أن القوات الأمريكية مستعدة للتحرك ضد سوريا في أية لحظة. وقال هيغل في مقابلة مع ال(بي بي سي) نحن مستعدون، وقد جهزنا إمكاناتنا لنتمكن من تنفيذ أي خيار يرغب فيه الرئيس أوباما.. ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك بسرعة. وأكد هيغل أن الولاياتالمتحدة ستكشف قريبا عن الأدلة بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين كبار في إدارة أوباما أن هذا التحرك يرجح ألا يستغرق أكثر من يومين وقد يشمل صواريخ بعيدة المدى تستهدف مواقع عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية. فيما أعلن نيك كليج نائب رئيس الحكومة البريطانية أن بريطانيا التي يستعد جيشها لاحتمال القيام بتدخل في سوريا، وأنها «لا تسعى لقلب» نظام الرئيس الأسد. من جهتها، أكدت سوريا أمس عزمها على الدفاع عن نفسها, وقال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم أمس إن دمشق ستدافع عن نفسها أمام اي هجوم. وقال «في حال صارت الضربة أمامنا خياران: إما أن نستسلم، أو أن ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة، وهذا هو الخيار الأفضل». في حين قالت المعارضة السورية أمس إن الضربة العسكرية ضد نظام الأسد هي مسألة «أيام وليس أسابيع»، مشيرة إلى أنها ناقشت مع «الدول الحليفة» لائحة بأهداف محتملة. وقال أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، «ليس هناك كلام عن توقيت محدد لأن هذا الأمر عسكري، ولكن هناك حديث عن تحرك دولي وشيك الآن ضد النظام، ونحن نتحدث عن أيام وليس عن اسابيع». وأضاف «هناك لقاءات تجري بين الائتلاف وقيادة الجيش الحر مع الدول الحليفة ويتم النقاش في تلك اللقاءات حول الأهداف المحتملة»، مشيرا إلى أنها تشمل مطارات عسكرية ومقرات قيادة ومخازن صواريخ. ميدانيا، واصلت قوات النظام قصفها المدفعي والصاروخي على أحياء برزة وجوبر والقابون ومخيم اليرموك كما سقطت عدة قذائف هاون على أحياء وسط العاصمة.