شكاوى وملاحظات وهموم مواظفات «الشفت» الليلي ليس لها حل.. كما تقول صاحبات المعاناة، فعلى الرغم مما تعانيه موظفات الشفت الليلي من السهر خارج المنزل في سبيل كسب الرزق إلا أن المعاناة تظل مستمرة وهي خاصة وتتزايد مع عدم وجود حوافز أو حتى زيادات في الراتب تجعل من الحمل الثقيل يساوى الراتب.. موظفات الشفت الليلي يطالبن بصون حقوقهن والنظر إلى معاناتهن بعين الشفقة والاعتبار، فالمرأة العاملة موزعة بين مهام العمل ومسؤوليات المنزل والأطفال. حديثة عهد بالأمومة «عكاظ» لامست الوضع عن قرب مع موظفات يعانين من الشفت الليلي، فتقول فاطمة السنان الموظفة في أحد المستشفيات الحكومية «حياتي لاتزال في طور التأقلم مع ما أعانيه من مشكلات الشفت الليلي وتقلب أوقات عملي خاصة كوني حديثة عهد بالأمومة وطفلتي لم تكمل الثلاثة أشهر حيث أتركها مع والدتي وآخذها حال انتهاء دوامي الأمر الذي يجعل فكري متشتتا بين همين ولا أركز في أي شيء خاصة أن الطفلة غير مستقرة في نومها وتحتاج إلى عناية واهتمام فلا يوجد لدي الوقت الكافي لممارسة أمومتي ولا حتى ترتيب وضعي وحياتي العادية.. وأشكر الله على تفهم زوجي لوضعي فلولا تفهمه لكانت حياتي انتهت». «وردة» التي تعمل ممرضة بنظام الشفتات اشتكت من وضعها وتشرح أن ما تقوم به من واجبات فوق الطاقة هي وزميلاتها خاصة مع نظام الشفت الليلي، فأغلب الأوقات يكون طاقم العمل نسائي دون وجود أي رجل ونظام الشفتات يقتصر علينا دون غيرنا مما يجعل العمل مجهدا بشكل كبير خاصة في قسم الإسعاف والذي يحتاج إلى حركة دائمة ومستمرة. أتوقع النهاية أما نسرين فتقول «لا أتوقع أني سأستمر كثيرا في دوامي الليلي خاصة مع الوضع الحالي في الشفتات، فلدي أربعة أطفال بحاجة للرعاية والاهتمام والمتابعة في الدراسة، فليس من المعقول أن لا أتابعهم وأعتمد على المدرسين الخصوصيين في هذه الحالة.. لم أستفد من راتبي ولم أستطع ادخار ريال واحد.. فلا حوافز تدفعني في الاستمرار في هذا الوضع والذي من المفترض أن تكافأ عليه موظفة الشفت الليلي بزيادة في الراتب مع بدلات خاصة مع ما نتعرض له من خطر في طبيعة عملنا الذي يجعلني أنا شخصيا بعيدة عن زوجي وأطفالي.. تكفينا المشاحنات الأسرية بسبب طول غيابنا عن منازلنا». تحرشات ومتاعب ريما العوامي الممرضة عبرت عن معاناتها في الشفت الليلي وقالت «ألوم الشفت الليلي لما يسببه لي من المشكلات الزوجية، كما أنه يؤثر على الأبناء وتربيتهم خاصة مع غياب المرأة عن بيتها طوال الليل هذا بحد ذاته مشكلة لأنها ستضطر لتعويض راحتها خلال النهار، فبالتالي ستقضي أكثر من 18 ساعة غائبة عن واجباتها والتزاماتها كأم وزوجة ناهيك عن المزاج السيء وازدياد العصبية إضافة إلى الإصابة بحالة من الاكتئاب وعدم الشعور بالحرية والإحساس بالقيد إضافة إلى صعوبة المواصلات في الأوقات المتأخرة من الليل مع سائق غريب وزيادة الخطر داخل وخارج الدوام وتعرضها للتحرشات دون وجود أي حماية».