اعترض عدد كبير من الطبيبات والممرضات والإداريات السعوديات العاملات بالمراكز الصحية بالرياض على قرار الغاء الدوام الواحد. وكن قد نسقن صباح الاحد للقاء وزير الصحة ليقدمن احتجاجهن مباشرة للدكتور حمد المانع غير ان سفره غير وجهتهن، فقمن بالاتصال ب«الرياض». الطبيبة «م.ع» تقول منذ سنة ونحن ننتظر بفارغ الصبر قرار تطبيق الدوام الواحد خاصة بعد نجاح التجربة التي طبقت في بعض المراكز الصحية واثبتت فعاليتها، وقد كان من المنتظر تطبيقها مع بداية هذا العام 1426ه وقبل تطبيق القرار بساعات وفي ظروف غامضة جداً نفاجأ بالغاء تطبيقه واستبداله بالنظام القديم..! وتؤكد الطبيبة «ن. ص» ان هذا القرار منذ اكثر من عشر سنوات يثار في وزارة الصحة من فترة لأخرى، منذ 3 سنوات اخذت دراسة الموضوع منحى جدياً ومنذ سنة وهم نوعد بتطبيق الدوام الكامل وحدد له اكثر من موعد وجميعها ترجأ!!، وتضيف قائلة لو كان عملنا كطبيبات في المراكز الصحية يستدعي هاتين الفترتين لرضينا، ولكن الامر لايستدعي ذلك حيث ان اغلب العيادات مراجعاتها يأتين وفق مواعيد!. وتوافق الطبيبة «م. س» رأي د. «ن» قائلة ان المركز الصحي دوره وقائي وهو لمتابعة الاصحاء اكثر من انه مركز طوارئ! ثم ان جميع المستشفيات خاضعة لنظام واحد الى الساعة الثالثة بعد الظهر، وبعدها تستطيع الموظفات من طبيبات وممرضات ممارسة دورهن الطبيعي والاساسي في بيوتهن اما نحن فنعاني معاناة شديدة بسبب دوام الفترتين الذي جعلنا مقصرات مع اسرتنا، وغير مستقرات في عملنا؟!. وترى د. «م. س» انه من المرونة ان يسن في المراكز الصحية نظام خارج الدوام للراغبات ممن ليس لديهن التزامات ويرغبن في زيادة دخلهن. اما الطبيبة «ه. م» فتناشد الوزير بالنظر في وضع الطبيبات والشفقة بحالهن ومراعاة ظروفهن فهن ايضاً امهات وزوجات ومسؤولات في بيوتهن، فتقول انه بهذا الدوام المجزأ من الساعة 7,5 صباحاً وحتى 12,5 ظهراً الفترة الصباحية، ومن الساعة 4 حتى الساعة 8,5 الفترة المسائية اصبحن مهملات في تربية ومتابعة الابناء فأنا واحدة من الطبيبات اللاتي فتحن بيوتهن للمربيات والمدرسين الخصوصيين في حين اني اقضي وقتاً ضائعاً بلا فائدة حيث لا مراجعات وقد اصبت بالسكر والضغط وساءت حالتي النفسية بسبب تقصيري في بيتي واهم مسؤولياتي مع ابنائي الصغار منهم والكبار حتى اني اصبحت افكر جدياً في الاستقالة اذا استمرت الحال على ما هي عليه!. وتشاطر الممرضة «ن.ع» الطبيبة «ه. م» همها قائلة زوجي ينتهي دوامه الساعة الرابعة عصراً في الوقت الذي يبدأ فيه دوامي فلا أراه طوال اليوم اما ابنتي الصغيرة فقد سلمتها للخادمة تقضي يومها ونومها معها؟! واشعر انه لاداعي لعملي ودوري في المجتمع مادمت مفرطة في امومتي وحياتي الاسرية وهذا التوجه لدى اغلب زميلاتي الممرضات اللاتي يعانين اجحاف الدوام وعدم مراعاته لابسط حقوقهن..! وتقول الممرضة «ج. س» نحن من البداية تنازلنا عن بدل التفرغ وهو خصم جزء من الراتب مقابل عدم الدوام في الفترة المسائية او الغاء دوام بعض ايام الاسبوع، وذلك في سبيل راحتنا والمحافظة على ماتبقى من مسؤولياتنا المناطة بنا في بيوتنا، ولكنهم قالوا بتطبيق تجربة الدوام الكامل في مراكزنا وبعد ان جربناها واثبتت نجاحها واخذنا وعوداً بسرعة تطبيقها خالفوا اقوالهم ونقضوا عهودهم، واذا كان هذا القرار المفاجئ بإلغاء الدوام الواحد صادراً نتيجة اعتراض من احد المراجعين فهذا لايعني ابداً المسارعة في تطبيقه من غير اعلامنا او الاخذ برأينا ونتيجة التجربة والدراسة التي اجريت ابان اخذ القرار؟! د. «أ . ر» طبيبة عامة تشتكي من صعوبة الدوامين والذهاب والعودة من العمل واليه اربع مرات يومياً وقطع مسافات طويلة وتقول كثير ممن يعملون في المراكز الصحية لايستمرون في اعمالهم سواء رجالاً او نساء وذلك بسبب الدوامين فبعضهم ينتقل لمكان آخر يتبع للوزارة أو يعملون لحسابهم الخاص او يقدمون استقالاتهم وهذه ظاهرة موجودة في المراكز الصحية تسبب في خسائر كوادر بشرية خسرت الدولة على تعليمها. واضافت قائلة رغم اننا نعمل منذ سنوات بهذا النظام الا ان الامل بتعديله والوعود التي نسمعها في هذا الجانب هي التي تصبرنا للاستمرار في العمل رغم انه ينعكس سلباً على اوضاعنا الاسرية والاجتماعية وقد استبشرنا خيراً عندما سمعنا بتنفيذ نظام العمل المتواصل الا ان التراجع الذي حصل واستمرار النظام السابق احبطانا جداً وجعلا كثيراً جداً من العاملين يفكرون بجدية في كيفية تغيير اعمالهم لاسيما ان الفترة المسائية لايحضر فيها كثير من المراجعات. وناشدت «ه .ح» صيدلانية وام لطفلين المسؤولين بتنفيذ القرار الذي وعدت بتطبيقه وزارة الصحة وهو الدوام المتواصل قائلة ان الدوام فترتين مشكلة حقيقية لنا مع اسرنا وتربية ابنائنا ومتابعتهم فضلاً عن انه يلغي معظم الارتبطات الاجتماعية التي يفترض ان يؤديها الناس لبعضهم حيث ان اليوم ينقضي في العمل او في الطريق وهذا مهلك للطاقة الجسدية والنفسية فيصبح الشخص غير قادر على اداء مهامه كما يجب سواء كان في العمل او المنزل نتيجة الضغط الذي يعانيه وكل هذا تستطيع وزارة الصحة علاجه وحله بتعديل الدوام لاسيما ان هناك تجارب اثبتت جدوى العمل المتواصل. بينما تشير الممرضة «ف. ش» الى رفض اهلها منذ البداية للعمل في مركز صحي بنظام الدوامين وانهم استجابوا لعملها على امل تعديله بعد فترة من الوقت وقالت المواصلات تشكل عائقاً للدوام فترتين فليس جميع الموظفات لديهن سائق كما ان الموظفة قد لاتجد من ذويها من يتكفل بتوصيلها وهذه المشكلة تتسبب في الغياب او التأخير مما يشكل ضرراً في عملها اجمالاً ومستواها. اما الممرضة «ب . د» وهي تعمل في هذا المجال منذ تسع سنوات فتؤيد الدوام المتواصل وتقول انني لا اتمكن من متابعة اطفالي ومنزلي بسبب دوام الفترتين.