لاقت الكلمة التي نقلها عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، والذي أكد فيها على الحرص على الوحدة والاستقرار، ارتياحا كبيرا في المجتمع الاقتصادي، حيث أكد عدد من المسؤولين ورجال العمال والاقتصاديين ل«عكاظ» أن استقرار المملكة وحفاظها على مكتسباتها التنموية جعلها من بين الدول الاقتصادية الأولى في العالم. وأوضح رئيس هيئة الخبراء في مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد أن ما حفلت به المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي من تعليقات وردود ومنها الهاشتاق (الوسم): (#خادم الحرمين يعتز بشعبه) الذي شارك فيه مغردون كثر، يبادلون خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الشكر على كلماته وعباراته التي تؤكد على الصلة العميقة والمحبة الصادقة والثقة المطلقة بين هرم الدولة والمواطن، لهو أنموذج يحتذى في علاقة الشعب بالقائد بل بين الأب وأبنائه، وهو مرتقى صعب في تحمل المواطن لمسؤولية أمن وطنه لا يصل إليه إلا من امتلأت قلوبهم محبة وصدقا وامتلكوا وعيًا مميزًا بما يدور حولهم. وشد على أن الأمن نعمة عظيمة، بل هو أعظم النعم إذا صاحبه الإيمان، فبهما تتحقق مصالح الدين والدنيا، ويستطيع الإنسان أن يلبي حاجات عقله وقلبه وجسمه وبذلك يتفوق ويسعد وينعم بالحياة، بل حتى في الآخرة، ولذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام: «من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها». وشدد على الترابط الوثيق بين الأمن وتحسن الوضع الاقتصادي، بما لا يمكن معه الفصل بينهما، وفي التاريخ شواهد، بل في أيامنا هذه أبلغ شاهد، فلو نظرنا إلى بعض الدول التي عانت وتعاني من الاضطرابات والقلاقل لرأينا الأوضاع الاقتصادية السيئة والأحوال المعيشية المتردية، بل إن الله يقرن بينهما في كتابه العزيز ممتناً على قريش بأنه سبحانه هو الذي: (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، فلا يمكن أن يتحقق اكتفاء دون أمن، وفي هذا تبصرة لنا بأن نلهج بشكر الله وحمده على ما تفضل به علينا في هذا الوطن المبارك بقيادته وشعبه، وأن نتعاضد فيما بيننا ونتواصى بالمحافظة على مقدراته ومكتسباته وأعظمها الأمن والإيمان. من جانبه أوضح المدير العام للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي أن نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها المملكة من أعظم النعم التي نتمتع بها في هذه البلاد المباركة، فهي أدت إلى استقرار وتطور الاقتصاد السعودي، وعدم تأثره بالعوامل الخارجية، وذلك لكون الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي عاملين مكملين لبعضهما، فعند توفر الأمن والاستقرار ستزداد معدلات النمو الاقتصادية. وشدد على وجوب تكاتف المواطن مع قيادة المملكة الرشيدة ليبقى الاستقرار الأمني الحالي الذي أصبح مضربا للمثل على المستوى الدولي مما حدا به لتطور الاقتصاد السعودي وتحسن الظروف المعيشية للمواطنين. أما الدكتور عبدالله صادق دحلان عضو مجلس إدارة غرفة جدة، فقال إن أمن الوطن ومسؤولية المواطنين ليست ملقاة على وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية فقط، وإنما هي مسؤولية كل مواطن ومقيم في هذه الأرض المباركة، وعلى وجه الخصوص مسؤولية رجال الأعمال، لأن أي اخلال بالأمن سيؤثر أيضا على مصالحهم الاقتصادية وعلى استقرار البلاد. وأوضح أن الحجاج والمعتمرين في الماضي كانوا يواجهون السلب والنهب لممتلكاتهم الخاصة ولأنفسهم، ولكنه منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى هذا اليوم مرورا بجميع قادة هذا الوطن أصبحنا نشعر بالأمن والأمان للمواطنين والمقيمين، وهي مسؤولية كبرى تشكر عليها حكومة خادم الحرمين، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية حصلت على عدد من الجوائز العالمية واشادة الأممالمتحدة، بقدرتها على المحافظة على الأمن والأمان، مطالبا جميع رجال الأعمال بالسير في سياق توجيهات خادم الحرمين الشريفين لكونها ليست مطلبا وديا وإنما واجب وطني، مضيفا: يجب علينا المحافظة على وطننا وأمن بلادنا وعلى أبنائنا الشباب، وعدم الالتفات إلى الدعوات والإشاعات وإلى كل الوسائل التي يتبعها أولئك الذين لا يريدون أمنا وسلاما في بلادنا. وقال «بالأمن تبني الشعوب بلادها، وبالأمن ينمو ويتطور اقتصادنا، وبالأمن نحافظ على ابنائنا وفلذات اكبادنا، والأمن ليس مسؤولية الدولة وأجهزتها الأمنية وحدها وإنما مسؤولية كل مواطن ومقيم بهذا الوطن، ومن لا يقتنع بهذا الكلام عليه أن يتمعن بما يحدث في بعض الدول العربية المجاورة ويعرف ضرورة المحافظة على أمن الوطن واستقراره». من جانبه قال نائب رئيس لجنة الشؤون المالية بمجلس الشورى الدكتور حسام العنقري إن استقرار الأمن بشكل عام هو ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد الذي نلاحظه، فالمملكة تنعم باستقرار أمني ساهم في تطوراتها الاقتصادية المتسارعة والنوعية، التي يجسدها ويؤكدها انضمامها الى منظمة التجارة العالمية وإلى مجموعة العشرين، ما جعلها تصبح من اكبر الدول الاقتصادية في العالم. بدوره هنأ مدير عام ميناء جدة الإسلامي ساهر بن موسى طحلاوي الشعب السعودي على ثقة خادم الحرمين الشريفين في أبناء شعبه، حامدا الله الذي أنعم علينا بقيادة تتسم قراراتها بالحنكة والتروي مستمدة ذلك من العقيدة الإسلامية واضعة مصلحة شعبها في أولوياتها والذي كان له الأثر الكبير في الوقوف صفا واحدا ضد دعاة الفرقة والتحزب والانقسام حيث أصبحنا ننعم بالأمن والاستقرار رغم ما يحيط بنا من متغيرات وأحداث واضطرابات أمنية تعصف بالمنطقة، بفضل يقظة رجال الأمن في كافة القطاعات الأمنية. وأكد رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة أبها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي أن الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي جانبان مكملان لبعضهما، فمتى ما توافر الأمن والاستقرار زاد نمو الاقتصاد وتطور وزاد عدد المستثمرين، ومتى ما تطور ونما الاقتصاد، تحسنت الظروف المعيشية وأصبحت البطالة في تناقص كبير ما يخدم أيضا الاستقرار الأمني، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عودنا دائما على أن يقف صفا واحدا مع إخوانه في العالم العربي والإسلامي، وما كلمته تجاه مصر وما يجري فيها إلا في هذا الإطار، حيث إن أمن المملكة محفوظ أولا بالله ثم برجالها الأوفياء الذين أثبتت الأيام والظروف أنهم لم يسمحوا لأي ضعيف نفس أو إرهابي من تعكيره وفق إمكانات كبيرة وعالية قادرة على إحباط أي محاوله دنيئة، وفي ذات الوقت تقف المملكة بحزم ضد كل من يحاول العبث بأمنها واستقرارها، لاسيما أننا مقبلون على موسم الحج، واستثمارات قطاع الاعمال فيه التي تقدر بالمليارات، تكرس فيه الدولة كل إمكاناتها البشرية والمادية من أجل راحة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء مناسكهم في يسر وطمأنينة. وشدد المبطي على ان اعتبار صندوق النقد الدولي المملكة كأفضل أداء اقتصادي في مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة، وفق التقرير الذي أصدره مؤخرا هو أمر يضع اقتصاد المملكة في المرتبة اللائقة به دوليا، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي واصل نموه وبنسبة تفوق 5.1 في المئة في ظل حالة من عدم الاستقرار والأزمات التي تعيشها اقتصاديات عالمية لدول كبرى أعضاء في مجموعة العشرين، مؤكدا أن امنها عنصر اساسي في ذلك وبالتالي فإن ازدهار ونمو اقتصادها لم يأت من فراغ وإنما كان نتاج سياسات مالية سديدة للحكومة، إضافة إلى الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به المملكة، وينعم به المواطن والمقيم فيها. واعتبر ان الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي يعتبران في أي بلد وجهين لعملة واحدة، فإذا كان هناك استقرار أمني فمن الطبيعي أن يكون هناك نمو اقتصادي بغض النظر عن موارد الدولة، سواء كانت ضعيفة أم قوية، فلا توجد دولة في العالم إلا ولديها مواردها الاقتصادية، لكن تدهور عدد من الاقتصادات في العالم كان سببه الأول عدم الاستقرار الأمني الذي يشمل جميع النواحي الأمنية وتشعباتها. وقال إن نعمة الأمن والاستقرار التي تعيشها المملكة هي من أعظم النعم التي نظفر بها في هذه البلاد المباركة ما أدى بدوره إلى نمو وتطور ملحوظ في الاقتصاد السعودي، واندفاع المستثمر الأجنبي بشكل ملموس في الآونة الأخيرة إلى الاستثمار في المملكة، ويقول المصطفى عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم «من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها»، وهذا هو حالنا بالفعل في المملكة لأن نعمة الامن والامان يجب علينا جميعا على مختلف شرائحنا الحفاظ عليها وصونها، من خلال التكاتف والتعاون، وأن لا نسمح لأي كان أن يمس أمننا واستقرارنا ووحدتنا.