شنت قوات النظام السوري أمس غارات جوية على منطقة ريف العاصمة غداة ارتكابها مجزرة بنفس المنطقة استخدمت فيها أسلحة كيميائية، وراح ضحية لها مئات الأشخاص، بينما ما يزال الموقف الدولي يراوح مكانه، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة أنها غير قادرة في الوقت الراهن على أن تجزم بشكل قطعي ما إذا كان قد تم استخدام أسلحة كيميائية في المجزرة التي وقعت أمس الأول، في وقت طلبت الأممالمتحدة رسميا من الحكومة السورية السماح للخبراء الدوليين المتواجدين في سوريا بالتوجه إلى هذه المنطقة للتحقيق في الأمر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي: «في الوقت الراهن نحن غير قادرين على أن نجزم بشكل قطعي باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا»، مشيرة إلى أن الرئيس باراك أوباما أمر الاستخبارات بأن تجمع في أسرع وقت ممكن معلومات إضافية عن الهجوم الذي وقع قرب دمشق. وأضافت: «منذ أحداث الأربعاء الماضي ونحن نركز كل دقيقة من كل يوم على فعل كل ما يمكننا من أجل تحديد الوقائع، وفي حال خلصت الولاياتالمتحدة إلى أن النظام السوري استخدم فعلا السلاح الكيميائي فإن هذا الأمر سيعتبر تصعيدا فاضحا». وفي ذات الوقت طلبت الأممالمتحدة رسميا من الحكومة السورية السماح لخبراء المنظمة الدولية بالتوجه إلى ريف دمشق للتحقيق حول أنباء وقوع مجزرة بالأسلحة الكيميائية، معربة عن أملها في الحصول على رد إيجابي سريع، وقرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيفاد ممثلته الخاصة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كاين إلى دمشق. وطالب بأن تحصل بعثة الخبراء الموجودة حاليا في دمشق على الأذونات وإمكانيات الوصول اللازمة للتحقيق سريعا بشأن الحادثة. وفي هذه الأثناء بحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اتصال هاتفي مع بان كي مون موضوع «الاستخدام المرجح للأسلحة الكيميائية» في سوريا، حسب ما أفادت به الرئاسة الفرنسية في بيان أشار إلى أن هولاند أشاد بالتزام بان كي مون بإجراء تحقيق سريع ومحايد، وجدد تأكيد دعمه الكامل للأمم المتحدة في إنجاز هذه المهمة في أسرع وقت. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «إنه يتعين على المجتمع الدولي الرد بقوة إذا ثبت أن قوات الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية، لكن إرسال قوات على الأرض غير مطروح». بينما أشار مسؤولون أوروبيون تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم إلى أن الخيارات التي تتراوح بين شن ضربات جوية أو إقامة منطقة حظر للطيران أو تقديم أسلحة ثقيلة لبعض مقاتلي المعارضة ما تزال مطروحة على الطاولة، إلا أنه من غير المحتمل اتخاذ إجراءات ملموسة دون دعم من الولاياتالمتحدة. ميدانيا نفذت قوات النظام السوري ضمن عملية عسكرية واسعة أمس غارات جوية على مناطق عدة في دمشق وريفها، بينها قرى ومدن شهدت الهجوم الكيميائي الذي راح ضحية له مئات الأشخاص أمس الأول. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة عن غارات طيلة النهار وقصف عنيف على مناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين ودوما ومعضمية الشام وداريا وخان الشيخ. كما أفاد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من مدينة داريا، وفي الجهة الشمالية من المعضمية. وأشار إلى تعرض حي جوبر في شرق العاصمة لقصف من قبل قوات النظام.