تحصد الحوادث العرضية بصفة عامة الكثير من الأرواح، في الوقت الذي يكتب للبعض النجاة بحكمة إلهية، ويهبهم الله عمرا ثانيا، وتسجل المستشفيات الكثير من الحالات التي نجا أصحابها من الحوادث المميتة بأعجوبة، وكأنهم ولدوا من جديد، ومن هؤلاء العم أبو سيف (80 عاما) ويروي أبو سيف الكثير من المواقف المخيفة التي كادت تفقده حياته ولكن الله تعالى أنجاه منها ليكتب له عمرا جديدا ومستقبلا آخر، يروي من خلاله حكاياته الطريفة والمحزنة في آن واحد. ذكر العم أبو سيف أنه كان يعمل مزارعا في مقتبل عمره، وفي أحد الأيام زلت قدمه فسقط في بئر عميقة تستخدم لسقيا المزرعة بطريقة تقليدية، وقال: «أصبت في الحادث ببعض الكدمات الخطرة ودخلت في غيبوبة وتم إخراجي من البئر عبر الحبال، ونقلت فورا للمستشفى وخضعت للعلاج ولم أفق من غيبوبتي، إلا بعد عدة أيام بعد أن اعتبرني الناس في عداد الأموات، خاصة وأن الإمكانيات الطبية وقتها لم تكن بنفس الجودة الحالية، والحمد الله استجبت للعلاج وخرجت من هذه التجربة المريرة ببعض العبر والدروس». وتروي ل«عكاظ» السيدة أم سعد قصة مع الحوادث المرورية، وقالت: «كنت مسافرة مع ابني إلى تبوك لزيارة بعض الأقارب وفي منتصف الطريق وكان الوقت ليلا تعرضنا لحادث أليم نتج عنه وفاة ابني ودخلت في غيبوبة لمدة يومين، بعد أن تعرضت لكسور مضاعفة في الأطراف والحوض»، وتضيف: «سبب الحادث تجاوز خاطئ لإحدى المركبات التي اقتحمت مسارنا بشكل مفاجئ، ولتفادي الاصطدام انحرف ابني بسيارته عن الطريق ونتج عن ذلك انقلابها لعدة مرات». مشيرة إلى أن السرعة والتجاوزات الخاطئة تتسبب في الكثير من الحوادث المميتة، ومن هذه الحوادث الحادث المؤلم الذي فقدت فيه ابنها وكتب الله لها عمرا جديدا. ويروي المواطن عبدالله المساعد، أنه تعرض لحادث مروري قبل 25 عاما عندما كان في إحدى الدول العربية في رحلة عمل، وكان برفقة زميل عمل، حينما تعرضت المركبة التي يستقلانها أثناء عودتهما للمملكة لحادث التحمت فيه مركبتهما بعمود إنارة بعد انفجار الإطار الأمامي للسيارة، وتعرض لإصابات بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى في غيبوبة تامة، وقال: «تم نقلي بطائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض، وهناك تلقيت العلاج اللازم، ومنذ ذلك الوقت أصبح الكرسي المتحرك يلازمني في كل تحركاتي». وأضاف: «أحلت بعد الحادث إلى التقاعد، بسبب العجز عن العمل بعد خدمة استمرت لأكثر من 16 عاما في خدمة الوطن». فيما بين المواطن سامي العوفي، أنه تعرض لحادث مروري أثناء سفره، عندما حاول تفادي مركبة مسرعة على الطريق، فانحرفت سيارته وخرجت عن الطريق قبل أن تشب فيها النيران وهو محتجز داخلها، ووجد صعوبة في فتح الأبواب واضطر لكسر الزجاج الخلفي والخروج من السيارة، وقال: «الحق بي الحادث إصابات مختلفة من كسر في عظمة الفخذ، كما ارتطم رأسي بجسم صلب أفقدني الوعي ولم أصحُ إلا بعد وصولي للمستشفى، وهناك وضع الأطباء الجبس على الفخذ، ولكني بقيت فترة طويلة دون تحسن، وبعد مدة بدأت حالتي في التحسن ولله الحمد وعاد الفخذ إلى وضعه الطبيعي»، محذرا من التهاون والاستهتار أثناء القيادة لأن عواقبهما وخيمة، وقال: «أحمد الله كثيرا على نجاتي». وفي موازاة ذلك، أوضح فالح العبدالله أنه تعرض لحادث مؤلم أثر في مسيرة حياته، ويضيف: «كنت أسير في أحد الطرق الرئيسة في عنيزة وإذا بشاب يقود سيارته بشكل متهور وسط زحام المركبات المتوقفة عند الإشارة، وأثناء عبوري الشارع لحقت بي السيارة لتصدمني من الخلف فارتطم رأسي بسيارة أخرى كانت متوقفة وفقدت الوعي ونقلت للمستشفى ولم أفق إلا بعد مرور عدة أيام ونتج عن هذا الحادث كسور مضاعفة وإعاقة دائمة، ومنذ مغادرتي المستشفى أصبحت حبيس الكرسي المتنقل». وقال: «الحمد الله الذي أنجاني من الموت وكتب لي عمرا جديدا وأحذر الجميع من التهور والسرعة المفرطة وسط الشوارع المزدحمة».