لم يتمكن أغلب المسافرين من تبوك السفر عبر مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز لعدم وجود حجوزات مسبقا على المناطق التي يريدون الذهاب إليها للحاق بأعمالهم بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك مما حدا بهم السفر عن طريق محطة النقل الجماعي أو عن طريق السيارات الخاصة (الكدادة) التي تتواجد باستمرار أمام محطة النقل الجماعي. «عكاظ» تواجدت في محطة النقل الجماعي ورصدت حركة المسافرين الذين أكدوا بأن السفر برا أحد الحلول التي لم تمكنهم من السفر بالطائرة لعدم وجود حجوزات فيما أشار البعض إلى عدم المقدرة بالسفر جوا بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خصوصا أصحاب العائلات. محطة النقل الجماعي بتبوك تعمل على مدار الساعة وعبر رحلات مجدولة إلى جدة وسعر تذكرة الراكب (150) ريالا والرياض (200) ريال والمدينة المنورة (125) ريالا والدمام (270) ريالا فيما تبلغ قيمة الرحلة الخارجية إلى الأردن (120) ريالا. وكثير من المسافرين يفضلون هذه الوسيلة عن غيرها رغم مشقة السفر إلا أنهم يشعرون فيها بالأمان فيما يفضل البعض السفر مع الكدادة لكسب الوقت والوصول بزمن كاف يمكنهم من العودة إلى منازلهم ومباشرة أعمالهم. ويقول الراكب أحمد شكر «أتيت من جدة ومعي أفراد العائلة لقضاء إجازة العيد لدى الأهل بمدينة تبوك جوا ولكن العودة لم تتأكد فاضطررت أنا وعائلتي أن نعود برا عن طريق النقل الجماعي لأنها الوسيلة الوحيدة الموجودة وبالرغم من طول المسافة وتعب الطريق إلا أن هذا هو الحل الوحيد لدينا». فيما أراد الراكب محمد عبدالرحيم ضاحي القادم من الرياض التوجه إلى محافظة حقل واختار وسيلة النقل الجماعي وقال «إن السعر مناسب جدا وأنا أفضل السفر عن طريق الحافلات بدلا من السيارات الصغيرة لأني أراها أكثر أمانا.. والحافظ الله». أما أمين الحلواني العائد من الأردن بعد قضاء إجازة العيد يقول «لقد داهمني الوقت ولم أتمكن من إيجاد مقعد واحد بالطائرة ليوصلني إلى جدة ولا بد من السفر لكي أباشر دوامي بالعمل ولهذا اضطرتني الظروف للسفر مع أحد الكدادة الذي طلب مني (1200) ريال ووافقت فعلى المضطر أن يركب الصعب». وفي مواقف سيارات الكدادة، يقوم السائقون بمحاولة خطف المسافر فهم مستعدون للسفر لأي وجهة يريدها المسافر وحسب السعر الذي يحدده السائق سواء بالنفر أو أخذ السيارة بالكامل (كومبليت). ويقول الكداد حاشم فواز السهلي «نريد من المسؤولين أن يجدوا لنا مواقف خاصة بنا وتنظيم عملية ركوب المسافرين فنحن لا نملك سوى هذه الوسيلة التي نتسبب منها للصرف على أسرنا كما أننا بحاجة لعملية (تكيس) السيارات الكبيرة (الصالونات) كما هو معمول في بقية الدول المجاورة لنا وتحديد الأسعار التي تختلف من سائق لأخر . ويضيف الكداد فايز مرزوق البلوي أن عددا من الوافدين ينافسونهم في هذه المهنة حيث يقومون بنقل المسافر سواء داخليا أو خارجيا وبالتالي تحدث الكثير من المشكلات ولهذا لا بد أن يوجد حل لهؤلاء الكدادين الذين لا هم لهم سوى الظفر بالمسافر. أما الكداد ممدوح العنزي فيقول «نحن نقوم بتوصيل المسافر أين ما كانت وجهته ولكن يوجد بعض السائقين يعملون باستمرار على جدة والبعض للرياض وهناك من تكون وجهته للشرقية والشمالية لذلك فالتنافس على أشده في الظفر بالمسافر وهذا يسبب كثيرا من المشكلات بين الكدادين». في حين يؤكد مدير منطقة تبوك العميد محمد بن علي النجار على أن المواطن الواعي عليه أن يختار وسيلة السفر الأكثر أمانا ونظاما والمرور يقوم بحملات مستمرة على (الكدادين) مشيرا إلى أن هناك مخالفات تصل إلى (5000) ريال فهم يقومون بحمل المسافرين دون التأكد من صيانة المركبة ودون تحمل أي مسؤولية تجاه الغير. فهم مخالفون ويجب عليهم أن يقوموا بعمل تراخيص لسيارتهم تخولهم نقل المسافرين بطريقة نظامية. استغلال الظروف أوضح نائب مدير عام النقل والطرق بتبوك محمد لطفي أبو صابر أن هؤلاء الكدادين يستغلون ظروف المسافر وهم لا يريدون العمل النظامي الذي يخولهم للحصول على ترخيص مركباتهم من إدارة النقل والطرق بل يريدون العمل بمزاجهم بعيدا عن النظام الذي لا يجيز لهم ذلك ولهذا فهم مخالفون للأنظمة طالما أنهم لا يملكون تراخيص تؤهلهم لنقل المسافرين.