كشفت أمطار غزيرة هطلت على صامطة هشاشة طبقات الأسفلت وانعدام مشروع تصريف مياه الأمطار بالمحافظة، ما أدى لامتلاء الشوارع بالمياه ومنع وصول بعض المواطنين لمنازلهم المحاصرة بالسيول. واستغرب الأهالي عدم وجود تصريف لمياه الأمطار في المحافظة وتجاهل البلدية لمثل هذا المشروع الخدمي الهام، مشيرين إلى أن الأمطار تسببت في تحويل المحافظة إلى بحيرات من المياه خصوصا في الشوارع والحواري الداخلية، ما أعاق تحرك المواطنين، وبينوا أن الأمطار والرياح تسببتا في تطاير بعض «الهناقر» وتساقط أعمدة الكهرباء، ونقطعت الكهرباء عن ما يزيد على خمس قرى تتبع للمحافظة. إلى ذلك، طالب المواطنون فرق الصيانة بشركة الكهرباء بإصلاح الأعطال في قراهم، وقال المواطن حسن الشعبي من أهالي أبو حجر «إن الكهرباء انقطعت عن قريتنا بسبب الأمطار، ما دفعنا لمراجعة شركة الكهرباء بحثا عن فرق الصيانة لإصلاح أعطال الكهرباء أخرى». وبين مصدر في شركة كهرباء صامطة أن الفرق باشرت حالات تساقط أعمدة واحتراق مولدات بسبب الأمطار، مؤكدا أن جميع الحالات سيتم التعامل معها من أجل إعادة التيار للقرى التي انقطع عنها التيار بسبب الظروف الجوية والرياح. من جهة أخرى، جرف سيل وادي تعشر الجزء الشمالي من سور مدرسة أنس بن مالك بخلفة وعلان التابعة لمحافظة الطوال، وذلك عندما تحول مجراه إلى مجرى آخر بسبب العقوم الترابية التي عملها المواطنون، ما أدى لمداهمة سور القرية الشمالي. وأوضح مدير المدرسة عبده جابري أنه إذا لم يتم تدارك ذلك الخطر سريعا فإن السيول القادمة ستشكل خطرا كبيرا على المدرسة وتنذر بكارثة، مبينا أنه تم إبلاغ فرقة دورية السلامة بالدفاع المدني بالطوال وانتقلت إلى الموقع فرقة بقيادة الرقيب علي عبدالله عكور، ورصدت الخطر المحدق بالمدرسة، وأرجعت السبب إلى العقوم المحدثة والتي غيرت مجرى السيل. من جهتها، مسحت فرقة دورية السلامة التابعة للدفاع المدني الأودية أثناء نزول الأمطار، وأوصت بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على موقع الضرر وإزالته عن مبنى المدرسة بإنشاء سد. يذكر أنه مع هطول الأمطار على منطقة جازان ظهرت عيوب المشاريع الخدمية المنفذة وسوء تنفيذها وانعدامها للمواصفات والمقاييس التي تضمن سلامتها لفترة طويلة، كما يعكس ذلك عدم متابعة الجهات المسؤولة عن تلك المشاريع وخصوصا البلديات. وكانت قد هطلت أمطار متفرقة ما بين المتوسطة والخفيفة على كل من جبال الحشر والريث وجبال فيفاء والعيدابي وأبو عريش والطوال وصامطة وأحد المسارحة، وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة أنه ورد بلاغ لبعض الاحتجازات في الأودية تم التعامل معه في حينه، مشيرا إلى أن مركز الدفاع المدني بأحد المسارحة تلقى بلاغا عن دخول مياه الأمطار لمنزل مواطن من سكان رمادة، وتم التنسيق مع الجهات المختصة لشفط المياه من المنزل، وبين أن إدارة الدفاع المدني بصامطة تلقت بلاغا عن سقوط سقف «هنقر» على مركبة. وجاءت الأمطار لتكشف حقيقة تلك المشاريع التي كلفت ملايين الريالات ولم تنفذ وفق معايير تناسب الأجواء المناخية، وسط انتقاد المواطنين للشركات المنفذة للمشاريع، ففي محافظة صامطة لم يصمد سوق الخضار الذي لم يمض على افتتاحه سنة كاملة أمام زخات المطر. كما كشفت الأمطار والسيول هشاشة الطبقة الأسفلتية لحزام المباركة الشمالي بالطوال وعدم وجود تصريفات للمياه في بعض الطرقات، ما أدى لتجمعها وسط الشوارع. وأبدى المواطن محمد المدخلي استغرابه من إتلاف مشاريع بسرعة رغم أن بعضها لم يمض على افتتاحه سنة واحدة، مشيرا إلى أن ذلك يدل على سوء التنفيذ واستخدام المواد ذات الجودة الضعيفة التي لا تقاوم الضغوط المناخية.