شهدت مدينة رفح بسيناء جريمة وحشية فجر أمس بمصرع 24 وإصابة 10 آخرين من جنود قوات الأمن المركزي كانوا يستقلون حافلتين في طريق العريش رفح الدولي. وأعادت هذه الحادثة إلى الذاكرة الجريمة التي كانت قد شهدتها ذات المنطقة في 5 أغسطس من العام الماضي حين لقي 16 من ضباط وجنود حرس الحدود مصرعهم أثناء تناولهم طعام الإفطار في شهر رمضان المبارك «قبل الماضي». وقال مسؤولون مصريون إن المسلحين نصبوا كمينا لحافلتي نقل جنود وأطلقوا قذائف صاروخية مما أدي إلى مقتل 24 من رجال الشرطة، وصرح مصدر أمني أن المجندين في قطاع الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية، كانوا قادمين من رفح في طريقهم للعريش فجر أمس «الاثنين»، وأن المسلحين كانوا في انتظارهم على الطريق الدولي العريش- رفح وأمطروهم بقذائف آر. بي. جي، في مذبحة مروعة. وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة عقب الحادث، وتم نقل الجثث إلى مستشفى العريش العام، حيث أغلقت الشرطة والجيش مداخل ومخارج سيناء، خاصة في منطقتي رفح والشيخ زويد، وسط تحليق طائرات الآباتشى في سماء المنطقة. وكشف مصدر أمني آخر في رفح عن أن المسلحين قاموا بإيقاف المركبتين اللتين كانتا يستقلهما الجنود، حيث تم إنزالهم منهما وإيقافهم صفا واحدا، وأطلقوا عليهم الرصاص والأعيرة الثقيلة. وأكد الخبير الأمنى ضابط الشرطة السابق بسيناء العقيد خالد عكاشة أن المسلحين استهدفوا الجنود بقذائف آر. بي. جي محذرا من أن المنطقة تتسم بدرجة عالية من المخاطرة والتسليح المتقدم للجماعات الإرهابية مما يمكنها من تنفيذ هجومين أو ثلاثة خلال 48 ساعة .. وطالب بضرورة تسليح قوات الأمن بأسلحة أكثر تطورا، بالإضافة إلى وضع خطط تأمينية أثناء تحركاتهم، مشيرا إلى أن الهجمات المؤثرة للإرهابيين تستهدف الأفراد أكثر من المنشآت. وأشار العقيد عكاشة إلى ارتباط وثيق بين ما يحدث في سيناء وما يحدث في القاهرة وبقية المحافظات، مؤكدا أن تزايد الهجمات الإرهابية في سيناء يأتى كرد فعل لما يحدث في العاصمة. ووصف عكاشة الحالة الأمنية في سيناء بأنها في أسوأ صورها وأنها تتطلب جهدا كبيرا لتحقيق الاستقرار الأمنى بالنظر لطبيعتها الجغرافية والسكانية.. و أكد على دور مهم لأهالى سيناء في التصدى للإرهاب، لافتا إلى أن الطبيعة القبلية وعدم وجود حالة تواصل مع قوات الأمن.