اتهم صيدلي عربي أحد المستشفيات الخاصة المشهورة في المدينةالمنورة بالتلاعب بحياة المرضى والتسبب في وفاة 223 شخصا خلال عامين. وكشف الصيدلي والذي كان يعمل بذات المستشفى، في خطابات تقدم بها لوزارة الداخلية وإمارة وصحة المدينةالمنورة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (تحتفظ «عكاظ» بنسخ منها)، عن تجاوزات مالية منها صرف مكافأة لأحد قياديي صحة المدينة. وادعى الصيدلي في خطاباته الموجهة للجهات المعنية، حدوث ما لا يقل عن 130 حالة وفاة نتيجة أخطاء طبية خلال عام 2012م، و93 حالة فى عام 2011م، في حين لم تجر أي تحقيقات في ذلك، ولا في الملايين التي تم الحصول عليها من الصحة وشركات التأمين والمواطنين من خلال تزوير العديد من الأطباء لأختام الاستشاري وهم ليسوا باستشاريين وصرفها نظير خدمات باطلة بوحدة العناية المركزة التي لا تصلح للاستخدام الآدمي نظرا لمخالفات عديدة راح ضحيتها العشرات. كما ادعى الصيدلي أن قياديا في صحة المدينة يتقاضى أموالا من هذا المستشفى نظير زياراته المتكررة. ومن أهم القضايا التي تضمنها الخطاب الموجه لهيئة مكافحة الفساد، حالة ولادة قيصرية لسيدة تعاني من مرض السكر والتهاب كبدي «فيروس B) 3)» وأزمات ربوية، وتبديل التقرير الطبي الأصلي بتقرير آخر يفيد بأن الطفل سليم رغم أنه حدثت له مضاعفات شديدة (نزيف بشبكية العين، وتلف بخلايا المخ) نتيجة عدم إجراء الإنعاش اللازم. وفي اليوم التالي ولدت مولودة لأم حدثت لها مضاعفات شديدة إن لم تكن مماثلة فهي مشابهة للحالة السابقة. وفي الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر 2011م، يقول الصيدلي «سمعنا نداء الطوارئ لعمليات النساء والولادة وتحرك الأطباء هرولة إلى غرفة العمليات ليجدوا حالة حاولوا إنعاشها بشتى الطرق قرابة ساعتين وفارقت الحياة بعد 20 دقيقة، وفي اليوم التالي قالت الطبيبة المعالجة (والله ما أديتها أكثر من زمبول بريمبران) فما علاقة ذلك العقار الذي يستخدم في القيء بالولادة؟، وهل طبعت في نشرته الداخلية أنه يستخدم قبل الولادة مباشرة، وكان موقف الزوج في تلك الليلة أن قال (بالله عليكم لا تعذبونا وتبهذلونا أكثر من ذلك)، أما شقيق السيدة فقد أصابته حالة هستيرية وكاد يحطم صالة الطوارئ». وهناك حالة مريضة دخلت العناية المركزة مصابة بنزيف شديد بعد أن قامت ذات الطبيبة باستئصال رحمها. ويشير الصيدلي ضمن هذه التجاوزات إلى (مجمع العيادات بالعوالي) ومستوصف الزاهدية الذي يخلو الآن من طبيب مختص بالتحاليل الطبية. ويتساءل عن حالة طبيب الأشعة الذي أصيب بمرض نفسي خطير كان يعرضه والآخرين للأذى، وقد قبضت عليه دوريات الشرطة في حالة اشتباه وتم اقتياده للمستشفى النفسي للكشف عليه، فيما يخلو المستوصف الآن من طبيب أشعة. ومن الحالات التي يذكرها الصيدلي حالة وفاة لمريض راح ضحية نقص الأكسجين في العناية المركزة، وحالة إهمال طبي جسيم لمريض تدهورت حالته الصحية وظل التمريض يستدعي الطبيب لما يقارب ال45 دقيقة ولم يستجب للنداء حتى وفاة المريض، وكذلك حالة لمريضة توفاها الله تكلف علاجها بالعناية المركزة في المستشفى مبلغا تخطى 100 ألف ريال وتم حساب الفاتورة كتحويل من وزارة الصحة، مع العلم أن الحالة كانت مصابة بجفاف فقط يمكن إدراك معالجته بمحاليل مغذية. وحصلت «عكاظ» على خطابات موجهة من مدير قسم التخدير إلى مدير المستشفى يبين خطورة انتشار التلوث في غرف العناية المركزة مما يتسبب في انتشار العدوى بين المرضى. كما حصلت «عكاظ» على خطاب موجه من مدير الصيدليات إلى مدير القطاع الصحي في المستشفى يتهم الصيدلي بأنه ليس لديه القدرة على العمل لظروفه الصحية والنفسية وعدم أخذ الأمور بجدية وعدم الالتزام بمواعيد العمل. «عكاظ» عرضت شكوى الصيدلي على المتحدث الإعلامي بصحة المدينةالمنورة عبدالرزاق حافظ، والذي أكد أن صحة المدينة تلقت الشكوى بالفعل، وقال «على المدعي مراجعة مكتب العمل».