لم تحظ قرى الشقيقة والنقيع والحشرج وخيبر والخرسعة والعميدات الواقعة شمال بيشة، بالخدمات التي ينتظرها أكثر من 61 ألف نسمة تقربيا منذ أكثر من 02 عاما، بالرغم من وجود قرى قريبة لها شهدت تقدما هائلا في جميع الخدمات، حيث إنها لا تزال تبحث عن الخدمات الأساسية أسوة ببقية القرى المجاورة. سعيد عبدالله المنيعي قال ل«عكاظ»: قرانا تفتقر للخدمات الضرورية كسفلتة الأحياء، والإنارة للطرقات الداخلية والأرصفة والحدائق والمتنزهات العامة والنظافة والاتصالات والخدمات الصحية. وأضاف أن مدخل القرية غير جيد والطريق الرئيس يعاني من ضيق مساره ومن تراكم أكوام النفايات بالقرب منه التي تتسبب في انتشار الأمراض للسكان، وكذلك تعيش شوارع القرية في ظلام دامس، بسبب عدم وجود الإنارة. ذكر المنيعي بأنهم تقدموا لبلدية النقيع بعدة مطالبات بتحسين وضع قريتهم إلا أنهم يقابلون بوعود وهمية وبحجج غير مقنعة في حين أن القرى المجاورة تنعم بشبكة طرق جديدة وتصريف مياه السيول ومشاريع خدمية عديدة. وأشار إلى أن شوارع القرى غير منظمة وتحتاج إلى إعادة تخطيط وتنظيم وإلى عناية من البلدية لرصفها وتشجيرها وإنارتها مستغربا من عدم اللامبالاة من بلدية النقيع تجاه قراهم، مضيفا: أن الطريق الموصلة بين قريتي الشقيقة وشريفة يشهد حوادث مأساوية نظرا لوجود منعطفات خطيرة حيث يفتقر للوحات الإرشادية والإنارة والتوسعة، لذا نطالب بلدية النقيع بالسفلتة الشاملة لجميع الأحياء عوضا عن الطرق الترابية المؤدية للقرية التي يتضرر منها الأهالي والمركبات على حد سواء. من جانبه أشار سعد محمد المنيعي إلى وجود إهمال في أعمال النظافة من البلدية، حيث إن النفايات تتراكم في أماكن عديدة في القرية وعلى جنبات الطرق وأمام المنازل لأن عمال البلدية لا يحضرون بسيارتهم إلى القرية يوميا. وشكا محمد ناصر المنيعي كغيره من الأهالي من ضعف خدمة الإنترنت والجوال وعدم تشغيل خدمة 3G، مناشدا هيئة الاتصالات السعودية بتسريع توفير الخدمة التي تعتبر من متطلبات العصر لأن شركة الاتصالات لا تقدم الخدمة المطلوبة فيما يخص خدمة الجوّال والإنترنت، مقابل ما ندفعه لها لتأمين الخدمة ، والغريب في الأمر أن القرى المجاورة جميعها تتمتع بشبكات وأبراج اتصالات ممتازة. وذكر مسفر محمد المنيعي أن الخدمات الصحية التي يقدمها المركز الصحي بالشقيقة غير جيدة ولا تتناسب مع الأعداد الهائلة من المرضى يوميا بالإضافة إلى نقص كبير في الكوادر الطبية والتمريضية، حيث لا يوجد إلا طبيب عام واحد هو من يقوم بالكشف على المرضى الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا في ذلك، كما أن قسم النساء لا توجد به دكتورة متخصصة لهن وهذا يضطرهن إما للكشف عند الطبيب العام أو الذهاب لبيشة لمراجعة إحدى المستوصفات الخاصة وهذا مرهق من الناحية المادية وكذلك بعد المسافة للوصول للمحافظة. واستطرد بأن أكثر ما نعانيه هي غياب الخدمات الصحية المقدمة للأطفال ولكبار السن الذين هم بحاجة إلى عناية صحية فائقة، مضيفا إن الأهالي تقدموا منذ سنوات مضت إلى مسؤولي الصحة في بيشة للالتفات إلى الوضع الصحي بالقرية والعمل على تطويرها إلا أننا قوبلنا بوعود ظلت حبيسة الأدراج دون تنفيذ. وطالب ناصر المنيعي شركة كهرباء بيشة بإيجاد حلول نهائية لمشكلة الانقطاعات المتكررة التي تشهدها القرى هذه الأيام والابتعاد عن الحلول الوقتية التي لا تجدي نفعا، حيث تشهد المحافظة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة متزامنة مع شهر رمضان وهذا الوضع اضطر معه الأهالي إلى المغادرة للمحافظات القريبة الباردة وإلى الشقق المفروشة في بيشة هربا من الحرارة الشديدة. وزاد بأن العمر الافتراضي لأعمدة الضغط العالي قد انتهى منذ زمن طويل ما أدى إلى تلفها وانقطاع الكهرباء عنها بسبب تآكلها وعدم تحملها للأحمال الكهربائية، كما أن الشركة وضعت أعمدة جديدة للكهرباء في القرية، ولكنها منذ سنتين تقريبا لم تقم بإيصال التيار الكهربائي فيها. واتفق محمد مقبل المنيعي وثواب عبدالله الطويلب وسيف فراج المنيعي على أن فقر الخدمات وشح التنمية في هذه القرى يهدد بهجرة للمدن، وأن عددا من أبنائها هجروها بالفعل للمدن الرئيسية، بحثا عن خدمات تحقق لنا ولأبنائنا الراحة وسبب العيش الكريم. وطالبوا بافتتاح مركز للمحافظة بالشقيقة ومركز للشرطة وآخر للدفاع المدني تقديرا للكثافة السكانية حاضرة وبادية، وكبر مساحة تلك القرى التي أصبحت ممرا آمنا للمخالفين والمهربين في طريقهم إلى رنية والطائف والوسطى، ولنشر هيبة الأمن في تلك القرى التي أصبحت تكتظ بالمتاجر والأسواق التي تحتاج لرقابة أمنية، والتصدي للمشاكل والتعديات ومخالفي نظام الإقامة، كما أن الحاجة للدفاع المدني أصبحت تزداد مع ارتفاع حوادث الحرائق في المزارع الجافة وغيرها، والحاجة للتدخل في حوادث الطرق اليومية، وبعد مركز الدفاع المدني في الجنينة التي يفصلها عن قرانا وادي بيشة الكبير من جريان للسيول المنقولة التي يحتاج السكان التحذير منها، أو الإنقاذ لمن يحتاجون لذلك خلال مواسم الأمطار، وفي حال الكوارث لا سمح الله. ويضيف ثواب الطويلب بأن قرى الحشرج وخيبر والخرسعة والعميدات لم تشملها رعاية وزارة التربية والتعليم منذ عشرات السنين دون مبررات مقنعة، ولازال ما يزيد على 500 طالب وطالبة من أبناء هذه القرى يذهبون للقرى المجاورة بحثا عن التعليم مرورا بمخاطر كثيرة في ذهابهم وإيابهم. من جانب آخر طالبَ سكان قرى شمال بيشة المسؤولين بالتدخل لمعالجة المشاكل التي تعاني منها قراهم متذمرين من إهمال بعض الجهات الحكومية في تنفيذ العديد من المشاريع الخدماتية. وأكد رئيس بلدية النقيع المهندس سعد مفرح الشمراني ل«عكاظ» أن قرى الشقيقة والحشرج والخرسعة وخيبر والعميدات ضمن اهتمامات البلدية، وسيكون لها حظ وافر من المشاريع والخدمات البلدية أسوة بالقرى الواقعة ضمن نطاق بلدية النقيع. وأشار إلى أن البلدية تقوم حاليا بعمل ساحة البلدية هناك، كما نفذت سفلتة للشوارع والساحات المحيطة بالمدارس، ورصف لمصلى العيدين في الشقيقة، وعمل وصلات طرق متعددة، وهناك مشاريع جديدة بينها دوارات على التقاطعات مثل تقاطع البرقا، وعمل ازدواجية للطريق الرابط بين الشقيقة والنقيع. وعن الإنارة قال المهندس الشمراني إن هناك مشروع إنارة منته، وتنتظر البلدية إنهاء مشكلة المحول الكهربائي بالتعاون مع كهرباء بيشة. من جانبه أوضح مدير الطرق والنقل في بيشة علي فطيس العلي أن إدارته لن تدخر وسعا في تحقيق تطلعات كل قرية وهجرة وإيجاد الخدمات المطلوبة، ومن الخطط المدروسة إنشاء جسر بين الجنينة والشقيقة، كما أن هناك ربط طريق بيشة الجنينة بمركز النقيع بطول يزيد عن 5 كم يشمل جسر على وادي بيشة، وهو ضمن أولويات الطرق بمجلس منطقة عسير.