أنعش زوار المسجد النبوي سوق التمور الذي شهد إقبالا كثيفا من الزوار، وتوقع الباعة أن يتضاعف الإقبال خلال الأيام القادمة مع قدوم الزوار للعمرة هذا العام. وكان سوق التمور في المدينة شهد الفترة الأخيرة حالة من الركود مع انخفاض الأسعار بشكل كبير حتى وصل سعر كيلو العجوة إلى 30 ريالا بعد أن كانت تباع ب100 ريال. وأرجع أحمد علي (أحد باعة التمور في المدينة) انخفاض أسعار التمور إلى أسباب عدة من ضمنها ارتفاع أجور الأيدي العاملة، مبينا أن أصحاب المزارع لم يتمكنوا من جلب عمالة كافية لجني التمور لارتفاع أجورهم بعد قرار فرض رسوم على العامل الوافد، حيث كانت يومية العامل في السابق خلال فترة جني التمور 100 ريال، أما الآن فاليومية للعامل لا تقل عن مائتي ريال. لكن البائع عبدالفتاح كان له رأي آخر، إذ يرى أن سوق التمور لم يتكبد الخسائر، ولكن انخفضت الأرباح عما كانت عليه في السابق، وأصبحت محال التمور تبيع فوق سعر التكلفة بقليل نتيجة انخفاض الطلب مقارنة مع المعروض في السوق، إذ شهد السوق نزول كمية من التمور على غير العادة، ما أضرت بالأسعار وجعلها تنخفض. وألمح عبدالفتاح إلى أن بعض التجار لما علموا بانخفاض حملات العمرة قاموا بتنزيل بضائعهم من الثلاجات بكمية كبيرة خوفا من عدم وجود الزبائن، ما أضر بالأسعار كثيرا. من جهته، رأى البائع عبدالله عثمان أن سوق التمور شهد حالة من الركود في الفترة الماضية أدى هذا إلى انخفاض في الأسعار، نتيجة عوامل مختلفة. وكشف العم أبو صالح، ويملك مزارعة نخيل، عن أنه قرر هذا العام عدم طرح بضاعته في السوق نظرا لقلة الزوار لافتا إلى أنه قررت عدم المغامرة بتموره واتجه إلى تخزينها في الثلاجات ليعرضها في الصيف المقبل. وبين أن سوق التمور يشهد حالة ركود حيث الكثير من أصحاب المزارع تكبدوا خسائر جراء دخول السوق، لافتا إلى أن أسعار الأيدي العاملة في الارتفاع، وكذلك زيادة في سعر المواصلات التي تنقل التمور، كل هذه الأسباب جعلته لا يدخل السوق هذا العام، موضحا أن كل المؤشرات تدل على عدم الربح العام الحالي. العم أبو أحمد تاجر تمور متجول على سيارته يقول إن سوق التمور هذا العام تعرض إلى حملة تشويه من أفراد نشروا شائعة بوجود فيروس أصاب نخيل المدينة، ما أدى إلى انخفاض البيع في فترة المحددة، مشيرا إلى أن الحركة عادت نوعا ما إليه بعد أن كذبت وزارة الزراعة هذه الإشاعة، ولكن ليس مثل السابق. وذكر أبو أحمد أن سوق التمور واجه هذا الصيف عوامل عدة أدت إلى انخفاض الأسعار، أولها ارتفاع أجر الأيادي العاملة بعد قرار فرض رسوم سنوية على العامل الوافد، والسبب الثاني تم نزول بضاعة في السوق التمور هذا العام بكمية كبيرة على غير المتوقع، فارتفاع العرض مع انخفاض الطلب نظرا لانخفاض عدد المعتمرين والسبب الثالث الإشاعة التي سربها من يهمهم خسارة السوق، خصوصا أن وزارة الزراعة كذبت هذه الإشاعة متأخرة. وألمح أبو أحمد إلى أن بعض التجار خزنوا بضائعهم في الثلاجات، وذلك لعرضها لبيعها أيام الحج القادم، ولكي يعوضوا الأرباح التي خسروه هذا العام. ويأمل تجار التمور أن تعود الحركة في الأيام المقبلة مع قدوم المعتمرين في الفترة المقبلة، متوقعين أن تعود الأسعار إلى سابق عهدها وتدب في السوق الحياة، معتبرين الموسم الحالي من أسوأ المواسم التي مرت على سوق التمر الذي شهد انخفاضا كبيرا وقلة في الأرباح. في المقابل، أوضح مدير فرع وزارة الزراعة إبراهيم الحجيلي أن سوق التمور يشهد إقبالا كبيرا من الزوار لرغبتهم حملها معهم لأهاليهم إذا رجعوا، مضيفا أن المزارعين والمزارع تحظى في المدينة بدعم ورعاية من فرع الزراعة.