في أحياء جنوبجدة، يستوقفك مشهد أجهزة التكييف التي تضخ المياه، فضلا عن الإطارات القديمة التي تنتشر في الشوارع، حيث إن هذه المنظومة تعد من حواضن بعوضة الضنك التي تنتشر في أحياء جنوبيجدة أكثر من الأحياء الشمالية. ورغم جهود الشؤون الصحية في جدة والتنسيق مع الأمانة في قطع دابر بعوضة الضنك التي تسبب (أبو الركب)، إلا أن بعض الأهالي والمقيمين يساهمون في انتشار حمى الضنك برمي الإطارات القديمة في الشوارع وعدم الاهتمام بصيانة أجهزة التكييف أو إغلاق خزانات المياه التي تعد وسطا لتكاثر يرقات هذا النوع من البعوض. في هذا السياق، أكد ل«عكاظ» مساعد مدير الشؤون الصحية للصحة العامة في جدة الدكتور عبدالله الصحفي، أن وزارة الصحة مسؤولة عن التوعية واكتشاف الحالات المصابة بحمى الضنك، كاشفا عن زيارة مليونين و500 منزل لأشخاص مصابين بحمى الضنك خلال سبعة أعوام من اكتشاف المرض، نفذتها الفرق الميدانية التي تتجول على المنازل في محافظة جدة. وقال الدكتور عبدالله الصحفي خلال إطلاق الحملة التوعوية الأولى من نوعها على مستوى المملكة لمحاربة حمى الضنك تحت مسمى (ساعة الصفر) «إن جنوبجدة أكثر المناطق إصابة بالمرض»، مبينا أن هذا الشهر سجل أقل الإصابات خلال عام ب60 في المئة عن المعدل الشهري. وأضاف أن الهدف من إطلاق حملة ساعة الصفر، هو زيادة نشاط التوعية وكيفية الوقاية من حمى الضنك، من خلال استهداف منسوبي المراكز الصحية من أطباء وفنيين وعاملين، وإعطائهم جرعات توعوية وتثقيفية عن المرض وتتم الاستفادة منهم في توعية المراكز الصحية الأخرى، ثم توعية منازلهم وتوعية الأصدقاء والأقارب والجيران. مشيرا إلى أن التوعية هي حجر الأساس في التعامل مع حمى الضنك، ونحتاج إلى توعية المجتمع، وهذا الغرض من إطلاق الحملة بنفس التوقيت في جميع المراكز الصحية في محافظة جدة البالغة 83 مركزا، حيث يتم من خلالها شرح طرق انتقال المرض وكيفية الوقاية منه، التي تستهدف جميع منسوبي الصحة العامة والمراجعين المتواجدين، ويتم اطلاعهم على كيفية الوقاية من المرض ويطلب منهم إدخال التجربة على منازلهم وجيرانهم، ونتوقع مردودا إيجابيا من هذه الحملة لنشر المعلومات عن السلوك الخاطئ الذي يتسبب في انتشار المرض. موضحا أنه عند اشتباه الممارس الصحي في أية منشأة فيتم الإبلاغ عن الحالة، وتأخذ عينة من الدم، ويرسل البلاغ إلى غرفة عملية الضنك التابعة لوزارة الصحة التي تقوم بإرسال فريق لأخذ العينة وإرسالها إلى المختبر الإقليمي وهو المعتمد للفحوصات المخبرية، ثم ترسل النتيجة مرة أخرى إلى غرفة عمليات الضنك، سواء أكانت النتيجة إيجابية أم سلبية، ثم تبلغ المنشآة التي زارها المريض ثم يتم إبلاغ فرق الأمانة، ويتم إرسال البيانات بشكل يومي اليهم التي تقوم بدورها بالمكافحة والرش داخل المنازل وفي الحي المصاب. وعلل الدكتور عبدالله الصحفي أسباب وجود الوباء وعدم انتهائه، بوجود مسبباته وهو الناقل للحمى، موضحا أن هناك موسمين للمرض سنويا تتم فيهما زيادة نسبة الإصابات. وقال إن من مستجدات التوعية في هذه الحملة، وجود أساليب توعوية جديدة منها إعلانات على القنوات الفضائية وفي مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالإجابة على استفسارات المواطنين، إضافة إلى التوعية في المدارس وفي المساجد وداخل الأحياء الأكثر إصابة وتوعيتهم عن طرق الوقاية من حمى الضنك. من جانبها، قالت مساعد مدير الشؤون الصحية للتوعية والتثقيف الصحي الدكتورة منيرة بالحمر، إن هناك فرقا ميدانية ثابتة إلى جوار مكاتب عمد الأحياء مجهزة بمنشورات وكتيبات للتوعية والوقاية من حمى الضنك، بالإضافة إلى خمس نقاط ثابتة في الأسواق والمجمعات التجارية متواجدة طوال العام، ستتم الاستفادة منها بزيادة جرعات التوعية للمتسوقين عن الضنك، وأشارت إلى أن الضنك من الأمراض التي استوطنت في المملكة وتزيد وتقل الإصابات فيها حسب المواسم المعروفة لحمى الضنك. وأكدت الدكتورة منيرة بالحمر أن الحملة تهدف للتعريف والتدريب على كيفية التعامل مع حمى الضنك لجميع الأطباء والمثقفين الصحيين بالمراكز الصحية، التابعة لإدارة الصحة العامة، والمراجعين المتواجدين في هذه الساعة ومن ثم نقلها إلى أسرهم وأقاربهم وجيرانهم وبالتالي إلى كامل الحي لتعم بعد ذلك كافة شرائح المجتمع. وأضافت أنه يتم الإعداد للحمى في كل من مركز التدريب بالحمراء ومبنى إدارة الصحة العامة بجدة ومستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية، وذلك عن طريق مشاهدة العرض المرئي الخاص ب(ساعة الصفر) وكيفية البدء للتوعية من خلاله، إضافة إلى التعريف بالدليل الإرشادي للإبلاغ وعلاج أعراض ومضاعفات حمى الضنك من خلال غرفة عمليات حمى الضنك بإدارة الصحة العامة. حيث تم التوقف عن العمل في جميع المراكز الصحية التابعة للشؤون الصحية بمحافظة جدة أمس، التي تزيد على 83 مركزا في جدة ورابغ والليث وأضم لمدة ساعة كاملة يتم خلالها عرض مشاهد مرئية كدليل إرشادي لجميع العاملين بالمراكز والمراجعين في هذه الساعة للتعرف إلى كيفية ومعرفة أعراض حمى الضنك وكيفية التعامل معها، كما ضم مقاطع عن كيفية المحافظة على بيئة آمنة تخلو من توفر أماكن لتكاثر بعوض حمى الضنك وطرق الوقاية منها، ومن ثم بدء العمل الميداني في نفس الساعة من كل مركز صحي لنشر التوعية حتى تعم أعمال الوقاية كافة المجتمع. معرض مفتوح تم إطلاق معرض مفتوح لمدة يومين بمبنى إدارة الصحة العامة لجميع العاملين وزوار المبنى بالتزامن مع تدشين الحملة، يهدف إلى رفع المستوى الصحي لديهم عن حمى الضنك وطرق الوقاية منها واكتشاف حالاتها وعمل التقصي الوبائي والبدء بأعمال الوقاية في كامل منشآت الإدارة ابتداء من مبنى الإدارة كمقر رئيسي للحملة.