مع اقتراب انطلاق العام الدراسي وانتهاء الإجازة، يعود القلق إلى أولياء الأمور بسبب الشاحنات التي تسبب هاجسا يؤرقهم عند الصباح في أوقات الدوام الدراسي والعودة إلى المنازل بعد نهاية اليوم. وفي هذا السياق أوضح محمد باصالح أن الشاحنات تعد المؤرق الأول للأهالي قبل بدء العام الدراسي، وعند كل صباح، لما تسببه من زيادة في الزحام واختناقات الشوارع والتسبب في حوادث سير وتوقف المركبات في الشوارع الرئيسية بسببها. وأضاف باصالح أن الشاحنات لا ينبغي أن تزاحم المركبات الصغيرة خاصة في أوقات الذروة والدوام الدراسي وبعد الانتهاء منه، وأوقات الدوام الرسمي، لأن الشوارع بالكاد تحتمل. من جهته أفاد ناصر الفلاح بقوله: «إن الشاحنات القادمة من الطريق الدولي خط الساحل تشكل قلقا كبيرا لدى الأهالي، لأن قائديها يسهرون طوال الليل، ويقودون مركباتهم الكبيرة منذ وقت طويل، فيصلون إلى جدة عند الصباح الباكر ويشكلون قلقا لدى الأهالي، وتكون نفسياتهم غير مرنة، بل يملأ أغلبهم الغضب لأنهم يريدون النوم نتيجة السهر المتواصل في الطريق الموصلة إلى جدة، ولذلك لا نستطيع التعامل معهم، بل إنهم يزاحموننا ويتسببون في اختناق الشوارع والطرق الرئيسية». وأضاف الفلاح أن الشاحنات في الفترة الأخيرة أصبحت لا تدخل إلا في أوقات محددة، إلا أن بعضها لا يتوقف سيرها في شوارع جدة كشاحنات الغاز وغيرها من الشاحنات التي تنقل الخدمات للأهالي داخل جدة. وأوضح عبدالرحمن الزهراني أن الشاحنات تسببت في إتلاف مركبته ذات مرة، وقامت بتعطيله عن أداء عمله، نتيجة حادث السير الذي تسببت فيه، نظرا لانطلاقها بسرعة كبيرة داخل شوراع جدة ما أدى لتصادمهما وإتلاف مركبته تماما حيث أفاد فني المركبات بأنها غير صالحة للاستخدام. وأضاف: «أحمد الله أن أطفالي لم يكونوا معي، حيث حصل التصادم بعد إنزالهم مباشرة لمدارسهم في الموسم الدراسي الماضي». وطالب الزهراني مرور جدة بالتدخل لمنع الشاحنات من الدخول للشوارع الرئيسية في أوقات الذروة وتخصيص أوقات لدخولها حتى لا تتسبب في كوارث واختناقات وعرقلة لعملية السير للوصول إلى أماكن العمل والدراسة في الفترة المقبلة. وأضاف الزهراني أن شهر رمضان المبارك الماضي كانت حركة السير بالرغم من الزحام الذي داهم جدة نظرا لموقعها الجغرافي وحب الزوار لها إلا أنه من الملاحظ أن المركبات لم يكن يسمح لها بالعبور في شوارع جدة إلا في أوقات محددة فقط، وهي الأوقات التي يكون أغلب سكان جدة في منازلهم أو مقار أعمالهم، أما في أوقات الذروة فلم تشاهد شاحنات كبيرة تسير في طرقات جدة. وأفاد الزهراني بأن المار بالخط الدولي يشاهد الشاحنات تقف جانبا في أماكن مخصصة لها، حتى يأتي موعد دخولها فيسمح لها بالدخول إلى شوارع جدة بسلاسة وانتظام. وأوضح سعيد منصور الغامدي أن الشاحنات التي تسير في الطرق السريعة تعد هاجسا بالنسبة لأولياء أمور الطلاب والطالبات، داعيا إلى تعزيز العقوبات ضد المخالفين من السائقين والذين يتسللون إلى الشوارع المزدحمة في أوقات الذروة ويتسببون في الحوادث المروية. وفي نفس السياق أوضح ساعد المحمدي أنه مع اقتراب العام الدراسي الجديد فإن أولياء أمور الطلاب والطالبات يشعرون بالخوف من الحوادث المروية التي ربما يتعرض لها أطفالهم، خاصة في الطرق السريعة. وتابع المحمدي أن الحوادث المرورية تشكل هاجسا لأولياء أمور الطلاب لذا فإنهم يضعون أياديهم على صدروهم مع العد التنازلي لإطلالة العام الدراسي الجديد. وأضاف أن مشاهد الحوادث المأساوية التي تحدث للطلاب مع بداية العام الدراسي في كل عام تشكل هاجسا لأولياء أمور الطلاب وأن الضرورة تقتضي وضع آلية لحركة السير مع بداية العام الدراسي الجديد خاصة وأن شوراع جدة تشهد العديد من المشاريع التطويرية وأن الضرورة تقتضي أن تكون هناك خطة من المرور والأمانة من أجل تسهيل انسيابية السير وقطع دابر الحوادث المرورية. من ناحيته أفاد مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي بالإدارة العامة للمرور المقدم زيد آل هاشم أن هناك أوقاتا مخصصة لدخول الشاحنات إلى شوارع جدة الرئيسية، وأن موظف المرور يتمركز بشكل دوري ويومي في الطريق الدولي لرصد المركبات والشاحنات المخالفة التي تسير في الطريق الدولي لتدخل إلى محافظة جدة في الأوقات غير المسموح بها. وأضاف الناطق الاعلامي أن الشاحنات الكبيرة غير مسموح لها بالسير في شوارع جدة إلا عند الساعة الثانية صباحا، حتى الساعة الواحدة ظهرا، نظرا لأن هذا التوقيت تقل فيه الحركة من قبل الأهالي والزوار، وأضاف: «تقف المركبات الكبيرة (الشاحنات) عن الحركة من الساعة الواحدة ظهرا وحتى السابعة مساء، ثم تعاود الحركة لمدة ساعتين فقط حتى الساعة التاسعة مساء، ويقف سيرها وتعاود الحركة الساعة الثانية صباحا». محاسبة المخالفين أوضح المقدم زيد آل هاشم مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي بإدارة المرور أنه يستثنى من تلك المركبات الكبيرة صهاريج مياه التحلية، فيسمح بسيرها في شوارع جدة على مدى 24 ساعة، وكذلك مركبات نظافة الأمانة، أما بالنسبة لشاحنات الغاز والوقود فهي مستثناة بشروط، وتحديد أوقات متفق عليها، ومن يخالف ذلك يحاسب.