استبعد خبراء سياسيون ودبلوماسيون مصريون فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات ضد مصر، مشيرين إلى أن هناك دولا مثل الصين وروسيا وحتى الولاياتالمتحدة لن تسمح بتبني المجلس أية إجراءات في هذا الشأن تحت البند السابع لميثاق منظمة الأممالمتحدة. ورأوا في تصريحات ل «عكاظ» أن أقصى ما يمكن أن يصدر من مجلس الأمن هو البيان الذي صدر عقب مشاورات البارحة الأولى والذي دعا إلى ضبط النفس والسير على طريق النهج الديمقراطي. وقال الدكتور محمد نور فرحات خبير الفقه الدستوري إنه يستبعد تماما الحد الأقصى للقرارات المتوقعة من مجلس الأمن والمتمثل في فرض عقوبات على القاهرة، مرحجا استمرار إدراج الموضوع على جدول أعمال المجلس وتوجيه مجموعة من المناشدات لمصر. وقلل من أهمية جلسة المشاروات التي عقدتها مجلس الأمن وتصريح رئيسة المجلس للشهر الحالي مندوبة الأرجنتين ماريا كريستينا المتضمن دعوة جميع الأطراف المصرية إلى ضبط النفس. وانتقد الدعوة الموجهة من قبل فرنسا وبريطانيا وأستراليا إلى المجلس للانعقاد لمناقشة تطورات الوضع في مصر، معتبرا أن في ذلك تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمصر. ورأى أبو العز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أنه ليس لاجتماع مجلس الأمن أهمية ما دامت هناك حالة رضاء تام من قبل الشعب المصري عن الإجراءات التي اتخذتها الدولة، مشيرا إلى أن ملايين المصريين خرجوا في تظاهرات لتفويض القوات المسلحة مكافحة الإرهاب. وقال أنه من الصعب أن يتم إجماع دولي على تبني موقف مناهض لمصر، مؤكدا أن الرئيس المعزول محمد مرسي فقد شرعيته بمحاولة «أخونة» الدولة، وهو ما دفع الشعب إلى الخروج للميادين. ومن جهته، قال محمد العربى وزير الخارجية الأسبق إن اجتماع مجلس الذي بحث الوضع في مصر تدخل مرفوض، مؤكدا أن الأمر شأن داخلي التحمت فيه القوات المسلحة والشرطة مع الشعب لمكافحة الإرهاب. وأضاف أنه كان الأحرى بمجلس الأمن أن يرصد عمليات القتل والترويع، وحرق الكنائس وقطع الطرق التي تهدد حالة الأمن والسلم في مصر. وفي ذات السياق، قال سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطني، أن دعوة بعض الدول مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة شأن مصري داخلي جزء من سيناريو الذي تديره هذه الدول ضد الشعب المصري لمحاربة إرادته واستقلاليته، عن طريق التهديد والضغط على قراره، وأضاف ليس بالجديد على هذه الدول وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا عدم احترام إرادة الشعوب، مشددا على أن الشعب المصري يتمسك بالتكاتف حول جيشه والوقوع وقفة الأسد في وجه كل ما يحاك ضده. وقال شهاب وجيه المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار إن الحزب يبدي استياءه الشديد من دعوة بعض الدول مجلس الأمن للانعقاد لبحث الأوضاع فى مصر، وأضاف متسائلا هل تدرك شعوب فرنسا وأستراليا وإنجلترا، أن حكوماتها دعت مجلس الامن لحماية ميليشيات متطرفة تعتدى على مؤسسات الدولة ودور العبادة وتقتل الآمنين وتقطع الطرق وتحرق الكنائس والمساجد، وأكد وجيه أن كل هذه الضغوط لن تؤثر على الموقف المصري الذي يسعى لتطبيق سيادة القانون وحماية مواطنيه من الاعتداءات، وأن هذه الضغوط سوف تؤدى إلى تشكك الشعب المصري فى نوايا هذه الدول تجاه مصر. وقال إن حزب المصريين الأحرار لم يعد لديه أي شك فى أن جماعة الإخوان تحاول أن تختطف مصر تحت تهديد السلاح، أو تسعى لحرقها. وطالب الدول الصديقة للشعب المصري مساندته فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخه. كما استنكر عدد من شباب الحركات والتكتلات الشبابية انعقاد مجلس الأمن لبحث الأوضاع في مصر، وقال عمر الجندى القيادى بشباب جبهة الإنقاذ الوطني إن دعوة انعقاد مجلس الأمن لبحث الشأن المصري تدل على وجود مخطط يقوده الغرب ضد مصر بمساعدة بعض عملاء الداخل خاصة جماعة الإخوان. وتابع أن هذه الدعوة هي تدخل في الشؤون المصرية الداخلية، مما يجعلنا نرفضها تماما، بالإضافة إلى تأكيد اتهام الإخوان المسلمين بالاستقواء بالخارج، لافتا إلى أن المصريين يعتبرون انعقاد مجلس الأمن تدخلا فى الشأن المصري. بدوره أعلن خالد المصري المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل، رفض الحركة لأي تدخل فى الشأن الداخلي المصري، وشدد على ضرورة استقلال القرار المصري، لافتا إلى أن اجتماع مجلس الأمن حول مصر هو تدخل غير مقبول فى الشأن الداخلي المصري. وأضاف أن المصريين قادرين على حل مشاكلهم داخليا دون تدخل من أي طرف خارجي، مستنكرا انعقاد مجلس الأمن بالرغم من عدم تحريكه أي ساكن عند إسالة الدماء فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. ومن جانبها، استنكرت مي وهبة عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد من اجتماع مجلس الأمن حول مصر ، مؤكدة أن سرعة اجتماع المجلس مقارنة بالمدة التي يستغرقها للانعقاد من أجل فض النزاعات بين الدول التي تشهد انقسامات ينبع من تخوف الغرب من عودة مصر إلى أمجادها، وأضافت أن الغرب يجتمع من أجل منع تحرر الإرادة المصرية، لأن الدولة المصرية في طريقها إلى بناء دولة قوية تعتمد على مقدراتها، وتستقل بقرارها، مشددة على أن الغرب يصر على التصدى لهذا الأمر بكل قوة، إلا أن الشعب المصري سيقف ويحرر أرادته ويبنى دولته. وناشدت شرفاء العالم والدول الحرة الوقوف بجانب الشعب المصري ضد رغبة عدد من الدول التي تريد تنفيذ مخططها الدولي في ممارسة الضغوط على مصر.