انتقدت قوى سياسية مصرية الاستقالة المفاجئة للدكتور محمد البرادعي من منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، معتبرة ذلك نوعا من الهروب من المسؤولية. وطالب البعض بسجب جائزة نوبل للسلام منه. وانتقد الدكتور ياسر حسان رئيس لجنة الإعلام في حزب الوفد موقف البرادعي من الأحداث الجارية ووجه له سؤالا: لماذا لم تنسحب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حينما بدأت حرب أمريكا على العراق؟. ورأى أن تقدم البرادعي باستقالته موقف غريب للغاية ولا يمكن على الإطلاق لشخص مسؤول أن يقوم به في هذه الظروف التي تمر بها مصر. من جانبه، وصف البرلماني السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، استقالة البرادعي، بأنها نوع من إرضاء الغرب على حساب الوطن، وهروب صريح من المسؤولية التي ثبت أنه غير قادر على تحملها. وقال «إن مصر أكبر من مليون مثل البرادعي، الذي جعل صالح الوطن هوآخر اهتماماته لكي يحافظ على صورته أمام الخارج»، مضيفا أن كل المصريين ليسوا أقل منه حرصا على احترام الحقوق والحريات. وطالب مؤسسة نوبل بسحب جائزة نوبل من البرادعي، لتخليه عن المسؤولية في الانتصار لإرادة الشعب الذي ثار في 30 يونيو ضد حكم الإخوان. وأشار إلى أنه كان واضحا منذ انتهاء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وأن اختفاء البرادعي لفترات وظهوره فجأة في فترات أخرى يؤكد أنه شخص غير مؤهل لتحمل المسؤولية أو لأن يكون رجل دولة، موجها اللوم لأعضاء حركة (تمرد) وتنسيقية 30 يونيو والثوريين الذين اختاروه كمفوض عن الشعب، وكانوا سببا رئيسيا في وجوده كنائب لرئيس الجمهورية. وقال السادات إن على شباب الثورة أن يتركوا اختيار رجال الدولة للخبرات والكفاءات والإرادة الشعبية الحقيقية، محذرا من ترك الجيش والشرطة في الصدارة والتخلي عن الواجب ونفض الأيدي مما يحدث كما فعل البرادعي. وفي ذات السياق، قال أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي، إن البرادعي شخص غير مسؤول، وكان عليه أن يتحمل المسؤولية وألا يعطي بتصرفه غطاء دوليا لجماعة الإخوان لتبتز به إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مشيرا إلى أن لديها استعدادا لخوض حرب أهلية لإنقاد قياداتها من المحاكمة. وتابع قائلا إن الحزب المصري الديمقراطي كان ضد فض الاعتصام، ويبحث عن الحلول السلمية، أما الآن والوطن يحترق فعلينا أن نواجههم بكل حزم، فنحن لم نقصر مع الإخوان وحلفائهم في تيار الإسلام السياسي. ومنذ 25 يناير 2011، هم الرافضون للتوافق وارتكبوا جرائم في حق شعبنا. من جانبها، اعتبرت حملة (تمرد) استقالة الدكتور محمد البرادعي في هذه اللحظات التاريخية هروبا من المسؤولية. وذكرت في بيان أصدرته البارحة أنها كانت تتمنى أن يستمر البرادعي في منصبه ويقوم بدوره لإيضاح الصورة للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، وشرح حقيقة الإرهاب المنظم الذي تواجهه مصر وخطورته على الأمن القومي المصري.