ألزمت وزارة الصحة منسوبيها العاملين في المراكز الصحية النائية بالعمل يوم السبت على الرغم من أنه عطلة رسمية يتمتع بها كافة منسوبي الوزارة في المراكز الأخرى. واعتبر الموظفون المتضررون دوام السبت قشة جديدة تقصم ظهورهم بعدما عانوا كثيرا من دوام الفترتين لسنوات طويلة، الأمر الذي دعاهم للمطالبة بحل يتوافق والنظام، بدلا من الخروج عليه، داعين وزير الصحة لمساندتهم في استعادة حقهم ورفع الظلم عنهم. وأوضح عبدالله الحربي من القصيم، أنه انحصرت إجازتنا الأسبوعية يوم الجمعة فقط مع العلم أننا نتبع نظام الخدمة المدنية الذي ينص على أن إجازة موظفي الدولة الأسبوعية هي الجمعة والسبت ومن يعمل أثناء هذه العطل يعوض ببدل مادي أو راحة، ولكن الوزارة تجاهلت هذا النظام وألزمتنا بالعمل يوم السبت بدون أي مقابل وبعدد ساعات زائدة حيث نعمل من الأحد حتى الخميس على فترتين من الساعة 7.30 صباحا حتى 12.30 ظهرا، وفترة ثانية من الساعة 4 عصرا وحتى 8 ليلا، والسبت فترة واحدة من 8 صباحا وحتى 12 ظهرا بما مجموعه 49 ساعة أسبوعيا، بينما العاملون في المراكز داخل المدن يكون العمل فترة واحدة من الأحد حتى الخميس من الساعة 8 صباحا وحتى الخامسة مساء بمعدل 45 ساعة فقط أسبوعيا ولديهم عطلة جمعة وسبت مع العلم أننا بنفس المسمى الوظيفي ونتبع للكادر الصحي، ما حول حياتنا إلى عمل متواصل. وتقول منى أصبحت رهينة الدوام من السابعة والنصف صباحا إلى الثامنة مساء طوال الأسبوع وحتى يوم السبت في منطقة نائية وحياة مريرة وبعد عن الخدمات ودوام مجهد من حقن وإسعاف وتطعيمات وسجلات وتقارير وخروج مع الإسعاف وفوق هذا مرض داهمني ودمر كياني وقد استسلمت له، فالسماح لي بالذهاب للمستشفى البعيد من الصعوبة بمكان فمن يغطي عملي ومن يوصلني المستشفى، أسئلة بمرارة المرض نفسه ولا نعلم إلى متى سنبقى على هذا الحال وما هو الحل. وتضيف أم شادي أنه اشتدت معاناتي الأسرية بسبب الدوام الصباحي والمسائي ودوام الخميس فكيف لي بتربية أطفالي أو مجرد البقاء معهم ورعاية شؤون بيتي في ظل هذا الدوام وزادت النزاعات الأسرية حتى انتهت بالطلاق وتشتت أسرتي. ويعتبر عيسى العوفي ونايف الغامدي أن دوام الفترتين فيه ظلم للمكلفين به مقارنة مع زملائهم داخل المدن حيث إننا نعمل لمدة 49 ساعة أسبوعيا بينما نظام الكادر الصحي يطالبنا ب 48 ساعة أسبوعيا وهذه الساعة تقتطع من أوقات راحتنا وواجباتنا الأسرية والاجتماعية ولا نحصل على أي حوافز مقابلها وقد يظن البعض أن تلك الساعة شيء سهل إلا أنها تمثل زيادة 21 يوما خلال السنة الواحدة، ونطالب بإنصافنا أو تعويضنا بمقابل مادي على هذه الزيادة أو إجازات عوضا عن الساعات والأيام الزائدة ولا بد للوزارة أن تفكر جديا في حل معضلة دوام الفترتين والسبت ومراجعة هذا القرار الذي أضر بنا وبحياتنا. من جانبه أوضح المحامي والمستشار القانوني الدكتور فايز الشهراني ل «عكاظ»، أن هناك مادتين في نظام الخدمة المدنية تصبان في مصلحة العاملين وهما نص المادة 26 من اللائحة التنفيذية لنظام الخدمة المدنية «يصرف للموظف الذي يكلف بالعمل خارج وقت الدوام الرسمي وأثناء العطل الرسمية مكافأة نقدية عن الساعات الإضافية، وتحدد اللائحة قواعد منح هذه المكافأة». وأضاف أن نص المادة 32 من ذات النظام، «يكون احتساب مكافأة العمل الإضافي على أساس الساعة الواحدة بساعة وباعتبار أن المعدل الشهري لساعات العمل 155 ساعة». «عكاظ» تواصلت هاتفيا وعبر الرسائل النصية ثم عبر تويتر مع الناطق الإعلامي بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، ففضل الرد عبر تويتر وقال «آمل التواصل مع شؤون الموظفين وثق أن النظام واللوائح هي الفيصل ولا أحد فوق القانون».