أحبطت قوة المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الباحة عند الساعة العاشرة من صباح أمس محاولة انتحار شاب، 30 سنة، سبق له وأن كرر نفس التهديد قبل أكثر من أسبوعين حين اعتلى لوحة إعلانية بمدينة الباحة. الشاب يدعى نمر، وارتقى هذه المرة صخرة عملاقة في جرف خطر في عقبة حزنة بمحافظة بلجرشي البارحة الأولى عند الساعة العاشرة والنصف ليلا، واستمرت المحاولات من قبل ذويه والجهات الأمنية والأطباء النفسيين الذين تم احضارهم لثنيه عن قراره، إلا أن جميع المحاولات التي استمرت حتى الساعة العاشرة صباحا باءت بالفشل، بينما كان خلالها واقفا على الصخرة ويحمل في يده حجرا كبيرا مهددا به كل من يحاول الاقتراب منه، ولم يكتب لهذه المحاولات النجاح إلا بعد حضور فرقة من قوة المهمات الخاصة والتدخل السريع بشرطة منطقة الباحة، حيث تولى البعض إلهاء نمر فيما باغته جنديان من الخلف برغم خطورة الموقع وتمكنا من الإمساك به بعد أن ضرب أحدهما ضربة موجعة بالحجر الذي كان يحمله، إلا أن الجندي تحامل على نفسه وانقض على نمر، وتم ربطه وسحبه لبر الأمان. وكان محافظ بلجرشي سفر بن سويد الغامدي، ومساعد مدير شرطة منطقة الباحة العميد خالد بن نسيلة، قد حضرا للموقع من الساعة الأولى وبذلا جهودا كبيرة في محاولة إقناع نمر بالعدول عن موقفه لكنه لم يستجب، وغادر المحافظ الموقع في وقت متأخر من الليل، فيما ظل العميد بن نسيلة حتى تمت السيطرة على الموقف صباح اليوم التالي. من جهته، أوضح ل «عكاظ» مدير شرطة منطقة الباحة العميد مسفر الخثعمي أنه كان يتابع الموقف هاتفيا منذ الساعة 11 ليلا حتى الساعة الثامنة دون أن يستجيب الشاب، ما دعاه للحضور للموقع، لا سيما وأنه ظل واقفا لوقت طويل، مضيفا خشينا أن يصاب بإعياء ويسقط، ولذلك وبعد رفضه الاستجابة، قررنا إحضار قوة المهمات والواجبات المدربة على مثل هذه المواقف، وأعددنا الخطة اللازمة التي من خلالها تم بفضل الله السيطرة على الرجل قبل أن يصاب بأذى وتم نقله للمستشفى. وحول تكرار نفس التهديد في منتصف رمضان من ذات الرجل، وكيف أخرج من مستشفى النفسية، أوضح الخثعمي أنه بالفعل سلم الرجل لمستشفى الصحة النفسية على إثر الحالة السابقة، ويبدو أنه تمت معالجته وأخرج من المستشفى، إلا أن حالة التهديد تكررت لذلك ستتم مساءلة المستشفى عن الأسباب التي دعتهم لإخراجه. وحول ما إذا كان خروجه بناء على طلب من ذويه، أشار مدير شرطة منطقة الباحة إلى أنه سيتم التأكد من هذا الأمر، إذ لا بد من اتخاذ إجراء حازم؛ لأن الحالة تكررت في غضون فترة قصيرة، للتأكد من دوافعه لمحاولة الانتحار للمرة الثانية، ما يعني أنه قد يستثير رجال الأمن والجهات المساندة ويثير الرأي العام والاعلام، مؤكدا أنه سيحال للمستشفى للحصول على تقرير طبي عن حالته لمعرفة مدى أهليته لتصرفاته، مضيفا أن نمر قد يتعمد ذلك لحب الظهور، وفي حال ثبتت سلامته ستتم إحالته لجهات التحقيق ومحاسبته، أما اذا ثبت أنه مريض بالفعل فمرد ذلك للجهات المعنية.