طالب خبراء سياسيون مصريون في مجالات الشؤون الخارجية والاستراتيجية، بإعادة النظر في مسار العلاقات مع أمريكا في ضوء المواقف الأخيرة للولايات المتحدة والتي يعتبرها قطاع كبير من الشارع السياسي المصري تدخلا في الشؤون الداخلية لمصر ومحاولة للضغط على استقلالية قرارها. ورأى السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أنه من المرجح أن تكون هناك إعادة نظر لتقييم نمط العلاقات المصرية الأمريكية، قائلا إنه يثق في قدرات وخبرات الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الذي قضى أكثر من عشر سنوات سفيرا لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية ويعرف ويدرك تماما اللغة التي يجب أن تتعامل بها السياسة الخارجية المصرية مع واشنطن وكيف تنظر الإدارة والرأي العام الأمريكي إلى مصر. من جانبه، قال د.محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إنه من الضروري أن تكون هناك وقفة لمراجعة مسار العلاقات بين القاهرةوواشنطن، مضيفا أنه يجب إنهاء «الوصاية الأمريكية» على العملية السياسية في مصر، والمزايدات والضغوط عبر التلويح بوقف المساعدات. وأشار الى أنه بحسب آراء مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما خاصة وزير الدفاع تشاك هاجل فإن المساعدات الأمريكية لمصر تخدم أهداف الأمن القومي الأمريكي، لافتا إلى أن مصر تقدم الكثير للولايات المتحدة مقابل هذه المساعدات. ونبه إلى ضرورة إعادة إطلاق الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر في ضوء المستجدات على الساحة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، مؤكدا أنه ليس من المصلحة المشتركة والمتبادلة أن تسوء العلاقات بين البلدين. وخلص إلى أنه من المهم التوصل إلى خارطة مستقبل للعلاقات بين القاهرةوواشنطن حتى يمكن إعادة هذه العلاقات الى المسار الصحيح. وقلل من أهمية ما يتردد عن احتمال تعيين روبرت فورد سفيرا لأمريكا لدى مصر خلفا للسفيرة آن باترسون. بيد أنه قال إن سفيرا كفورد قد يكون مربكا للعلاقات المصرية الأمريكية لكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يغير من سياسة مصر رغم أنه قد ينشئ علاقات في الدولة التي يعمل فيها.