للعيد فرحة وسعادة كبيرة إلا أن استخدام الألعاب النارية من قبل الصغار قد يحرق هذه السعادة، والكثير منا يضع يده على قلبه كلما سمع فرقعة أو وميض لعبة نارية، لخطرها والشواهد على هذا الأمر كثيرة، ومع كل فرحة عيد نجد في المقابل حوادث مزعجة بسبب لعبة نارية بيد طفل. حركة غير عادية بدأت تدب عبر أزقة أسواق جازان الشعبية القديمة بفعل بيع الألعاب النارية وبرغم كل التحذيرات إلا أنها تشكل بعداً آخر للعبث الطفولي، وها هي الآن تتواجد مصاحبة لفرحة العيد، فتجدها تباع في الأسواق الشعبية وإن كانت بعيدة عن أعين الرقيب إلا أنها حاضرة بكل قوة، ووفقاً لما ذكره (أ . س) أحد بائعيها أن سوق الألعاب النارية ينشط كثيراً في أيام الأعياد ويعتبر موسماً رائجاً وفي كل موسم تأتي أشكال جديدة وأسماء جديدة ومن الأسماء المطلوبة بكثرة في هذا الموسم (العراف) التي تتميز بقوة صوتها وتعدد ألوانها أيضاً، كذلك نوع آخر أطلق عليه (سكتم بكتم)، كذلك هناك نوع جديد اسمه (كلام الناس) يلاقي رواجاً كبيراً لدى الأطفال والشباب. وكذلك نوع آخر يعرف ب(أبو الملايين) وأنواع كثيرة لها أسماء متعددة منها (الفحم والصاروخ، والبازوكا وغوستاف)، وتحظى هذه الألعاب النارية برواج بين الأطفال الذين تجدهم يبحثون عن بائع متخف وأحيانا تباع في وضح نهار رمضان بعد التأكد من عدم تواجد عين أمنية تتابعهم. (عكاظ) تواجدت في أحد الأسواق المؤقتة للألعاب النارية والتقت أحد الباعة فقال: تأتينا الألعاب النارية مهربة ونشتريها بأسعار زهيدة ومن ثم نبيعها بأسعار مرتفعة وبالتالي فإنها سوق مربحة لنا، فأنا مثلاً أشتري ب600 ريال وأبيع بأربعة أضعاف هذا المبلغ، وغالبية زبائننا هم من الأطفال والشباب. وفي إحدى الزوايا وجدنا البائع (ع . س) فقال: نعم الألعاب النارية خطيرة للغاية خصوصاً للأطفال الذين لا يجيدون التعامل معها، حتى الكبار أيضاً من الممكن أن تسبب لهم حوادث خطيرة عندما لا يجيدون التعامل معها، فأنا تعرضت لحادث العام الماضي عندما تعرض أحد كراتين الألعاب النارية للشمس لفترة طويلة مما أدى إلى اشتعال الكرتون وحدوث فرقعات كبيرة خرجت منها بحريق كبير في يدي اليسرى وحريق في مستودعي الصغير وخسارتي لمبلغ ثلاثة آلاف ريال. الطفل (إبراهيم حمدان 10 سنوات) يقول: بمجرد دخول العشر الأواخر من رمضان تجدني وأقراني نبحث عن باعة الألعاب النارية ونقبل على شرائها بشغف.. ومن ثم نلهو بها داخل الأحياء وتجدنا نتبارى مع بعضنا، وأحياناً نعمد إلى إشعالها فوق بعضنا. من جانبه يقول موسى سيد أحد أولياء الأمور: هي ألعاب خطيرة، والبعض منها يصدر فرقعة قوية وتحدث دوياً هائلاً وأستغرب كيف تتواجد مثل هذه الألعاب الخطيرة بين يدي الأطفال.. وأنا هنا أحمل أولياء الأمور وأطالب بزيادة المتابعة الأمنية لباعة هذه المواد القاتلة. وبين سامي أحمد أنه تعرض لإصابة قوية العام الماضي نتيجة طلقة طائشة من إحدى الألعاب النارية بعد عبث أحد الأطفال بها، مضيفاً الشواهد كثيرة على خطورة هذه الألعاب فكم من طفل قضى يوم عيده داخل أحد المشافي، وكم من طفل احترق ثوبه الجديد من جراء لعبة نارية حارقة. من جانبها حذرت المديرية العامة للدفاع المدني جميع المواطنين والمقيمين من خطورة الانجراف خلف رغبات الأطفال خلال هذه الأيام باقتناء الألعاب النارية التي يكثر بيعها وشراؤها رغم أنها تشكل خطراً حقيقياً يهدد سلامة أرواح مستخدميها، خاصة من الأطفال، وتلحق بهم أضرارا جسيمة مثل الحروق والتشوهات في مواقع مختلفة من أجسامهم وذلك لأنهم لا يدركون الأضرار والمخاطر الناجمة عنها، وشددت المديرية على أهمية قيام الآباء بدور فعال في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها وذلك حفاظاً على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم لأحزان.