وافت المنية في العاصمة السورية دمشق صباح أمس الشاعر السوري سليمان العيسى عن عمر ناهز 92 عاما، ويحتل العيسى الذي سيوارى جثمانه الثرى غدا الأحد في مقبرة الشيخ رسلان بدمشق، مكانة مرموقة في الحياة الثقافية العربية بوصفه شاعرا وتربويا اخلص لكتابة القصيدة العربية وعرف بالرائد والمؤسس لقصيدة الطفل، التي تحث النشء الجديد على التمسك بالخلق العربي الأصيل والانتماء إلى الوطن، حيث رددها الأطفال العرب من المحيط إلى الخليج كأناشيد تتغنى بفخر بأمجاد ووقائع تاريخ العرب والإسلام ورموزه. ويعد العيسى المولود في أنطاكية عام 1921، واحدا من أبرز الشعراء العرب المعاصرين الذين تناولت أشعارهم الموضوعات الوطنية والقومية كما كرس جزءا كبيرا من قصائده للطفولة التي رأى فيها الملجأ الأخير لآمال الأمة العربية، وتلقى الراحل تعليمه في القرية وأنطاكية وحماة ودمشق وتخرج في دار المعلمين العليا ببغداد ثم عمل مدرسا في حلب وموجها أول للغة العربية في وزارة التربية. وبدأ كتابة الشعر في التاسعة أو العاشرة وكتب أول ديوان من شعره في القرية تطرق فيه الى هموم الفلاحين وبؤسهم كما شارك بقصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي الذي خاضه أبناء لواء اسكندرون، وغادر الشاعر لواء اسكندرون بعد سلخه عن سورية ليتابع مع رفاقه الكفاح ضد الانتداب الفرنسي ودخل السجن أكثر من مرة بسبب قصائده ومواقفه القومية. والشاعر العيسى من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية عام 1969، أجاد اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغته العربية وألم بالتركية، كما شارك مع زوجته الدكتورة ملكة أبيض في ترجمة عدد من الآثار الأدبية أهمها آثار الكتاب الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية كما ترجم وعدد من زملائه قصصا ومسرحيات من روائع الأدب العالمي للأطفال. ومن أبرز أعمال الشاعر الأعمال الشعرية التي تقع في أربعة أجزاء طبعتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1995 وعلى طريق العمر، معالم سيرة ذاتية طبعتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1996 والثمالات بأجزائها الثلاثة أصدرتها الهيئة العامة للكتاب في صنعاء 2001 إضافة الى الكتابة بقاء والديوان الضاحك 2004 وقصائد صغيرة لي ولها وكتاب الحنين وثمالات 5 وباقة نثر، كما له العديد من المجموعات الشعرية المستقلة أبرزها حب وبطولة مختارات وموجز ديوان المتنبي وديوان الجزائرودمشق حكاية الأزل وغيرها، ومن أهم أعماله الشعرية والنثرية للأطفال فرح للأطفال، مسرحية الشيخ والقمر، أغاني النهار، كتاب الأناشيد، احكي لكم طفولتي يا صغار، وائل يبحث عن وطنه الكبير، علي بابا والأربعون لصا، علاء الدين والفانوس السحري إضافة الى العديد من القصص المعربة والمترجمة. ونال العيسى العديد من الجوائز، منها جائزة لوتس للشعر من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وجائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في عام 2005 تقديرا لعطائه الأدبي والثقافي وتفانيه في خدمة الأمة العربية، وللشاعر العيسى ثلاثة أبناء معن وغيلان وبادية.