النفس الطويل في الشعر حالة خاصة توفرت لقليل من الشعراء على مسار الشعر العربي!! ونقصد بالنفس الطويل.. إطالة القصائد، أو إطالة عدد أببات القصيدة.. لقد كان الشاعر “أحمد شوقي” يملك -إلى حد ما- النفس الطويل فالعديد من قصائده مثل قصيدة “النيل” تسجّل هذه الحالة ذات الخصوصية الشعرية غير أن أحمد شوقي لم يكثر في هذا المجال بحيث أن شعره لم يتجاوز الديوان الواحد ذا الجزءين!! وتتضح الصورة أوضح عند الشاعر العباسي “ابن الرومي” أبرز شعراء العربية القدامى في النفس الشعري الطويل، ويسجل ديوانه قصائد كثيرة في هذا الحقل.. ناهيك عن أجزاء ديوانه، والتي وصلت إلى سبعة أجزاء!! وهو وضع شعري لم يتوفر لشاعر عربي قديم!! وفي الشعر الحديث تبدو الحالة جليه عند الشاعر الكبير “بدر شاكر السياب” فهو يمتلك النفس الشعري الطويل في قصائده دون أن يكثر من ذلك!! لكن لا يوجد شاعر حديث من شعراء التفعيلة يجاري السياب في هذا المجال، حتّى أن هذا الوضع لفت نظر الشاعر الكبير الآخر المجايل له “صلاح عبدالصبور، فتساءل عن ذلك!! وقصائد مثل “المومس العمياء”، أو “أنشودة المطر”، أو “حفار القبور”، أو “الأسلحة والأطفال”.... وغيرها. ترى ماذا وراء النفس الشعري الطويل؟! هل هو تدفق الموهبة الشعرية المتدفقة؟! أم هو محاولة الاستعراض، بمعنى أنه جزء من الميول الاستعراضية الكامنة لدى هؤلاء الشعراء؟!