في غمرة السعادة بقدوم عيد الفطر المبارك، وعلى قرع طبول الأفراح في هذه المناسبة، يشتاق كثير من الوافدين لقضاء عيدهم بجانب أطفالهم، يقضون العام والعامين وهم يعيشون فرحة أشبه باليتيمة كما يقولون، وهم بعيدون عن ذويهم آلاف الكيلو مترات، الجميع حبستهم الوظيفة إما في شركة أو في قطاع التجزئة عن الذهاب وقضاء عيد الفطر المبارك في بلدانهم، ففي الحي المجاور لمبنى الجوازات قصص من خيال وعالم آخر لا يعرف خباياه إلا من توغل في حياة بعض أفراد الجالية الهندية والسريلانكية، والذين فاق عددهم ما يقارب 200 وافد، حولوا الحدائق المجاورة لجوازات الكندرة وجسر الملك فهد (الستين ) إلى ساحة يقضون فيها يومهم ويمارسون حياتهم على مرأى من المارة وعلى وقع ضجيج أبواق المركبات، «عكاظ» تجولت في المنطقة وشاهدت كيف يقضون يومهم في هذه الحدائق العامة وتحت جسر الملك فهد: ما إن اقتربنا منهم حتى أطلق البعض ساقيه للريح تحسبا وتوجسا، وما أن شاهدوا عدسة المصور حتى عادوا أدراجهم كي يرووا ما بداخلهم. في البداية، قال مشهد شريف (هندي الجنسية جاء بمهنة سائق): «منذ بداية فترة التصحيح اتجهنا إلى مقر الجوازات لعمل الأوراق وإنهاء البصمة ونقل الكفالة إلى شركات أو أفراد، ولكن تعقدت الأمور من قبل الكفيل الجديد الذي رفض تشغيلهم إلا بعد انتهاء المهلة». من جهته، قال راجل مشار (عامل سريلانكي يعمل سائقا بالراتب قبل بداية التصحيح، حيث كان يعمل عند غير كفيله): «بعد أن صدرت الأوامر بتصحيح الأوضاع عدت إلى كفيلي للعمل لديه كسائق، ولكن صاحب العمل طلب مني مبلغ 5000 ريال». وروى عدد منهم أنهم بدأوا بالتوافد على هذا المكان منذ ثلاثة أشهر، كونه قريبا من الجوازات وبإمكانهم المراجعة في أي وقت، وأجمعوا أن عيدهم جاء بغير لون ولا طعم، حيث رغب البعض منهم في السفر وإنهاء فترة عمله، فيما طالب الآخرون بنقل الكفالة، وبينوا أنهم عاشوا في رمضان على صدقات أهل الخير، بالإضافة إلى أن البعض يعمل كعامل في بعض المحلات بأجر يومي. ويلفت انتباه المتجول في الحديقة المجاورة لجسر الملك فهد في الكندرة ازدحامها بالخيام المصنوعة من قطع خشبية وبعض الأقمشة المهترئة، وقد حولوا الشجر الموجود في الحديقة إلى موضع لتعليق ملابسهم وأغراضهم الشخصية، ورصدت عدسة «عكاظ» قيام اثنين من العمالة بالمشاجرة، وذلك على خلاف مالي بينهما، ما حدا بأحدهما إلى حمل عصا غليظة للدفاع عن نفسه وتدخل المتواجدون لفك الشجار، الأمر الذي ينبئ بإمكانية انتشار الجريمة في ذلك الموقع.