قصص وحكايات تتداولها مجالس النواعم عن ضحايا سقطن في وحل اللامسؤولية بسبب الاستخدام الخاطئ والمعيب لوسائط التواصل الإلكتروني.. فتيات وصبايا وجدن أنفسهن على المحك بلا سابق إنذار أو ترتيب، فصارت الفتاة طبقا لهذا الطقس المظلم تعيش حياة سوداء خائفة ومرعوبة لدرجة أن بعضهن يفكرن في الانتحار والسبب تسلية وتزجية وقت انتهت بمأساة لا يمكن إحاطتها بالحل فالواقع يكون مؤلما عندما تجتمع السذاجة مع سوء النية وخبثها عند الطرف الآخر. تقول شابة رمزت لإسمها «س»: سمعت من القصص المؤلمة عن الشات وعما يدور فيه، وكم فتاة تم التغرير بها خصوصا صغيرات السن الباحثات عن العاطفة الوهمية الزائفة في مواقع الدردشة والشات. لكن لم أقدر خطورته حتى وقعت فيه وتعلقت بشخص لا يخاف الله، مارس معي كل أساليب الخداع حتى أوهمني بالحب والزواج، وبعد أن رفضت أن أرضخ لطلبه هددني بنشر صوري، مشيرة إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان لها الدور الكبير بعد الله في إعداد كمين والقبض على الشاب. وتنصح «س» الشابات والفتيات وتقول: احذري وصوني نفسك ولا تصغري الكبائر فكل خطيئة تبدأ صغيرة وتكبر مع الأيام، احسبي ليوم أن تكوني فيه ضحية مثلي أو بمثل الفتاة الحزينة التي تنتظر المصير المجهول. هند رفضت الإفصاح عن حكايتها وقالت: هناك أكثر من طريقة للتغرير بالفتيات غير الشات فالموضوع ليس متعلقا بالشات فقط وإنما جميع المغريات الدنيوية التي تلف حبالها حول الفتيات وهي أفخاخ وكمائن لاصطياد العقول البريئة ويجب على الفتاة أن تعرف قدر نفسها وقيمتها عند أهلها ومجتمعها، فمن يريدها يطلبها من أهلها وليس بغرض التسلية بها وليكن كل ذلك عبر الباب وبطريقة شرعية ترفع رأسها وشأنها. مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب كشف أن الحاجة للحب والعاطفة فطرية، وإذا لم يتم إشباع هذه الحاجة بالطرق السليمة تكون هناك فرصة كبيرة لظهور مثل هذا النوع من التعلق العاطفي بأي شخص، وقد يتم استغلال العاطفة من الطرف الآخر وتبدأ الأمور بالانحراف والخروج عن المسار السليم خصوصا في ظل عدم وجود الأجواء الأسرية الداعمة وضعف مهارات التأكيد الذاتي والثقه بالنفس. وعن الفتيات اللائي يكن أقل إقبالا على إقامة علاقات أوضح: إن الفتيات الأكثر عرضة لمثل هذا النوع من العلاقات هن فئة من الفتيات اللائي يبحث عن الإشباع المفقود وإلى مشاعر الثناء والإعجاب مع رغبة في المغامرة وعدم تقدير العواقب وحب التقليد والوقوع تحت ضغط الرفقة والأصحاب. وأكد مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بأنه عندما تكون العلاقة في حدود الشريعة وأعراف المجتمع وبمعرفة الأسرة فإن العلاقة بين الجنسين تسير في الاتجاه الصحيح، وما عدا ذلك فليس هناك إلا الاستغلال العاطفي. وعن الحالات التي تراجع مجمع الأمل للصحة النفسية أوضح الحيبب أن الحالات عندما تراجع المستشفيات فهي تراجع بعد الوصول للمرحلة المرضية وهنا لا يمكن الربط أو إحصاء الحالات.